عادت ظاهرة العنف إلى الوساط التربوي من جديد بعاصمة الغرب الجزائري. الإجراءات المحتشمة التي قامت بها الوصاية لم تأت أكلها بعد، إذ يتعلق الأمر هذه المرة بتعرض تلميذ في 13 من عمره لاعتداء جسدي من طرف زميل له باستعمال آلة حادة أمام مدرسة زهدور محمد بحي اللوز، مما استدعى تدخل أعوان الأمن بالمدرسة لتفريقه، إلا أن ذلك كان بشق الأنفس نظرا لإصرار التلميذ المعتدي على جرح زميله أو تله إن استدعى الأمر لأسباب لم تعرف لحد الساعة. فالحادثة هذه لا تعتبر سابقة بولاية وهران بل تجاوزت حيز المألوف عند الوهرانيين كونها تتكرر في اليوم عشرات المرات أمام المؤسسات التربوية التي تحولت إلى مسارح للاعتداءات وأعمال العنف بعد ما كانت أماكن لطلب العلم والمعرفة لا غير. فظاهرة العنف بالأوساط التربوية باتت في استفحال جد مخيف ومقلق في الآن ذاته، مع العلم أن الرقم لايزال في تصعيد غير مشهود بتسجيل ما لا يقل عن 66 حالة عنف داخل المؤسسات التربوية تم تسجيل 46 منها بين التلاميذ، فيما أحصيت 20 حالة أخرى بين الأساتذة وتلامذتهم. فكما أسلفنا الذكر فإن المشروع الذي أقرته الوصاية المتعلق بالوساطة وتسيير النزاعات لم تأت بأية نتيجة تبشر بالخير، مع العلم أنه انطلق خلال شهر جانفي المنصرم وتم تطبيقه على ثانوية حمو بوتليليس على عينة من 26 تلميذا بتلقينهم دروسا في الحد من ظاهرة العنف المدرسي تتناول محاور أساسية منها ما هو متعلق بالتواصل والتعرف على الذات وغيرها. علاوة على هذا، وفي السياق نفسه، فقد احتضنت متوسطة زكي سعيد التي كانت مسرحا لأبشع جريمة قتل اهتز على إثرها الوسط التربوي والتي راح ضحيتها تلميذ على يد زميله يوما تحسيسيا لمحاربة العنف المدرسي وترسيخ الفكرة بين التلاميذ الذين تحولت لغة العف إلى لغتهم المفضلة. فمن الأمور التي أضحت تساهم بشكل كبير في تفاقم الظاهرة الاكتظاظ المشهود في الأقسام، علاوة على هذا التسرب المدرسي الذي عرف أوجه هو الآخر بوهران تسجيلها بالمناطق النائية كانت ''البلاد'' قد أشار إليها في أعدادها السابقة. فمديرية التربية بوهران أضحت مطالبة بخلق برامج أخرى تكون كفيلة بوضع حد لهذه الظاهرة التي اخترقت الأوساط التربوية من أوسع أبوابها والتي من شأنها التأثير بشكل سلبي على التحصيل الدراسي للتلاميذ بشكل أو بآخر، فبعدما كان التلميذ خاصة في الأطوار الابتدائية يذهب إلى المدرسة بمحض إرادته أضحى الآن يذهب إليها مجبرا في ظل ما باتت تشهده من تطورات خطيرة. يذكر أنه تم تسجيل أكثر من 17 حالة عنف مدرسي خلال السنة الماضية بوهران.