تمكنت، في الساعات الأخيرة، قوات الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بتلمسان، من إلقاء القبض على شاب 27 عاما مشتبه تورطه في تجنيد وتسفير مغاربة نحو ليبيا للالتحاق بتنظيم «داعش»، حيث كان هذا الشاب على اتصال بعدد من المغاربة عبر الشبكة العنكبوتية من أجل التوسط لهم في خوض رحلات مشبوهة إلى ليبيا قدوما من مغنية ثم الوادي ومنه إلى ليبيا، وهذا مقابل إغراءات مالية كبيرة.وفور وصول معلومات مؤكدة تفيد برصد اتصالات إلكترونية بين شاب من وسط تلمسان ومغاربة لديهم نية الالتحاق ب«داعش» قامت قوات الأمن العسكري المختصة باختراق تلك الاتصالات، أين حددت بواسطة جهاز «جي بي آس» مكان تواجد الشاب المعني، ووفق خطة محكمة تم الوصول إليه والقبض عليه في حالة تلبس بإجراء محادثات مع هؤلاء المغاربة، حيث جرى توقيفه ومصادرة أجهزة إلكترونية متطورة وبالغة الدقة كان يستعملها في اتصالاته المشبوهة، وتأتي هذه العملية بعد أيام من توقيف شبكة، تضم نسوة كانوا يخططون لتجنيد وتسفير عدد من الشباب نحو معاقل تنظيم الدولة انطلاقا من وهران. في ذات السياق، أكدت مصادر موثوقة ل«النهار» أن قوات الأمن تفرض في هذه الفترة بالذات رقابة أمنية مشددة واستثنائية على المغتربين القادمين من أوربا عبر الموانئ والمطارات بعد استغلال معلومات تفيد بعودة إسلاميين متشددين في هذه الآونة إلى أرض الوطن متنكرين في هويات مزدوجة، وهذا بسبب ورود أسمائهم ضمن قائمة المطلوبين من طرف «الأنتربول» في الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي طالت فرنسا وألمانيا، حيث يستغل هؤلاء المتشددين هذه الفترة التي تعرف فيها الجزائر تهافت عدد كبير من «الزماڤرة» في التخفي والتسلل بشكل مبعد للشبهات، ويُجمع مُهتّمون بالشأن الأمني أن معظم هؤلاء لم يولدوا في الجزائر، وإنما يحملون الجنسية الجزائرية فقط، وتحاول أوروبا استغلال جنسيتهم في الإساءة إلى سمعة الجزائر التي بلغت مستويات تُحسد عليها في مكافحة الإرهاب والقضاء على فلوله مؤخرا.