شرعت وحدات أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب في التحقيق حول رحلات الجزائريين نحو تركيا. وذكرت مصادر عليمة أن فرقا من الشرطة القضائية أخضعت عائدين من هذا البلد لرقابة أمنية، فيما فتحت قنوات اتصال مع عائلات يقيم أبناؤها في مدن تركية لكشف ملابسات تجنيد "جهاديين" في صفوف "داعش" يتم تسفيرهم إلى جبهات القتال في سوريا عبر البوابة التركية. وضعت مصالح الأمن يدها على شبكة دولية لتجنيد مقاتلين جزائريين وإرسالهم إلى سوريا والعراق عبر تركيا. وانطلقت مصالح الأمن من أول خيط في التحقيق بعد اعتقال جزائري يقطن بولاية بومرداس حاول التسلل إلى تركيا بجواز سفر مزوّر عبر مطار هواري بومدين، وبدأت في ربط القضية باختفاء ما لا يقل عن 7 جزائريين في ظروف يرجح بأنها ترتبط بالحرب في سوريا، حيث تشير التحقيقات إلى أن جميع هؤلاء تسللوا إلى تركيا من بوابات عديدة وبطرق مختلفة. وتوسّعت التحقيقات بعد توقيف المعني وإخضاعه للاستجواب إلى ملف العائدين من تركيا، حيث كانت تربطه اتصالات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشابين أحدهما من بومرداس والآخر يقطن بالجزائر العاصمة تبيّن بعدها أنهما تردّدا نحو عشر مرات إلى تركيا وتحوم حولهما شبهة تجنيد شبان جزائريين من عدة ولايات للقتال في صفوف داعش" بعد تحويلهم إما لمركز تدريب نحو ليبيا أو تسفيرهم إلى خلية تنشط في تركيا تتولى إجراءات تزوير الهويات وحتى القيام بعمليات جراحية تجميلية لتضليل الأجهزة الأمنية. ومن بين عناصر التحقيق التي حصلت عليها مصالح الأمن، فإن البعض من المشتبه بهم لهم علاقة تواصل بانتظام مع مقيمين جزائريين في مدن تركية على غرار إسطنبول، أنقرة، عنتاب وأزمير. واستنطقت جهات أمنية تشتغل في مجال مكافحة الإرهاب عائلات عديدة في مختلف ولايات الوطن، إثر ورود تسريبات تؤكد قيام عديد من الشبان في الأسابيع القليلة الماضية برحلات سياحية غير محددة الآجال، حيث كانت الانطلاقة من مطاري هواري بومدين بالجزائر والسانية بوهران ومطار قسنطينة. ولم تخف مصادرنا وقوع موجة تخوف لدى عائلات الشبان الجزائريين المقيمين حاليا في تركيا من إمكانية اعتقال أبنائها بمجرد عودتهم إلى الجزائر، موازاة مع حملة الترحيل الجماعي التي تقوم بها السلطات التركية حاليا في حق المئات من المغاربة إلى بلدانهم، لاسيما المغرب والجزائروتونس، وذلك نتيجة التدابير الأمنية الواسعة للأجهزة الأمنية في هذا البلد الرامية إلى ترحيل المقيمين بطريقة غير شرعية على أراضيها. وتجري التحقيقات حسب المعلومات المتوفرة في 10 ولايات هي بومرداسوالجزائر العاصمة وتلمسان ووهران وقسنطينة وعنابة ووادي سوف، إليزي، تبسة وبسكرة ويعتقد المحققون بأن الجهاديين الذين تنقلوا إلى ليبيا بمعية مغاربة وشباب من تونس، تم تجنيد أغلبهم عبر منتديات في شبكة الأنترنت تابعة لتيارين أحدهمها سلفي يبيح كل عمليات القتل.