ما أعظم كيدهن، وما أدهى وأشد انتقام بنات حواء، اللواتي إذا رغبن بتحقيق شيء فعلن ولو على حساب أقرب الناس إليهن، لقد كنت ضحية لإحداهن، وهذه الأخيرة لم تكن لتنتقم مني بتلك الطريقة، بل كان عليها أن تعيش طوال حياتها رهن إشارتي بعدما صبرت على أفعالها وتصرفاتها الأنانية. إنها زوجتي المصون، فبعدما تعذر عليها الحمل، كونها مصابة ببعض التقرحات المزمنة على مستوى الرحم، وبعدما بات مستحيلا علاجها، لأنها لا تتابع نصائح الطبية بالطريقة المطلوبة، وبعدما أنهكتني مصاريف علاجها، أخبرتها برغبتي الشديدة في الأبوة، إذ لا يمكن أن يتحقق ذلك دون ارتباطي بأخرى، وتركت لها شأن الاختيار، في أن تنتقي من تناسبني أو تترك لي تلك المهمة، وقد طرحت عليها المسألة بالكثير من اللباقة واللطف بعدما أخبرتها أن حقوقها ستظل محفوظة وتبقى مكانتها على ما هي عليه. لا يمكنك سيدتي أن تتصوري، ردة فعل زوجتي، زوجتي، لقد غادرت الغرفة مسرعة، ودون تردد طلبت الجلوس مع والدي وإخوتي المقيمين بالجوار، وأعلنت أمامهم ما لم أكن أتصوره، لقد ادعت أنها لا تزال عذراء، بعد مرور 10 سنوات عن زواجنا، وأنها حملت معي هذا العبء واليوم أريد التخلي عنها! أدهشني تصرفها وحز في نفسي ما أقدمت عليه، خاصة عندما لمحت في عيون والدي وإخوتي نظرة أسف والحسرة. كيف لا، وقد أصبحت في نظرهم منقوص الرجولة، بعد ذلك أصرت على مغادرة بيتها، وأوكلت أمري لله. أعرف جيدا زوجتي، فهي لن تتوانى لحظة واحدة في نشر تلك الكذبة والعمل على المبالغة فيها، وذلك رغبة منها في الظهور لكي تظهر في نظر الناس مظلومة، مغلوبة على أمرها، وأكون أنا الجاني، الذي يستحق العقاب، الندل الذي تحملته زوجته رغم قلة او انعدام فحولته، لذلك قررت الانفصال عنها، والارتباط بأخرى لكي أثبت للجميع اني لست بتلك الصفة التي حطت من قيمتي وطعنت رجولتي. الرد : ما أقدمت عليه زوجتك نوع من الدفاع الذاتي، لأن ما طلبته منها يعتبر في نظرها بداية النهاية للعلاقة بينكما، والمرأة يا صديقي مهما بلغت درجة رزانتها وصبرها، إلا أن ارتباط زوجها بغيرها يجعلها تفقد الصواب لتعبر عن رفضها بطريقة تختلف من امرأة لأخرى، حتى ولو كانت هي المذنبة ومصدر الخلل، وشعار حواء في هذا المقام "أحسن طريقة للدفاع هي الهجوم". تأكد أنها عندما أقدمت على هذا التصرف لم تفكر في العواقب، فما كان يهمها هو ارجاع الكيل كيلين، وتبيان موقع القوة حتى لا تظهر قليلة الحيلة ومهزومة، لكنها الآن، تأكدت أنها نادمة، تتمزق حسرة على ما أقدمت عليه، لذلك أرجو أن تأخذ بعين الاعتبار حالتها النفسية، وتلتمس لها العذر، رغم أنه أخطأت في حقك. أقول لك ذلك، ليس من أجل التخلي عن فكرة الزواج بأخرى لأنه حقك المشروع ولكن لمواساة زوجتك، التي فشلت في اسعادك وتحقيق حلمك في أن تصبح أبا. ولاتنسى أن تنظر إلى الأمر من الجهة العكسية، فماذا لو كنت عقيما في النهاية يرجع اليك القرار الأخير، ولكني أتمنى أن تكون منصفا ولا تجور عليها أكثر مما جارت عليها الأيام والأقدار. ردت مدام نور