التحريات الأولية تستبعد طرف آخر في القضية وتدين الأم دفعت البراءة والطفولة الفاتورة غالية ودوّنت بدمائها اسمي طفلين شقيقين في سجل جرائم الخطف والاغتصاب والقتل، إثر تسجيل جريمة نكراء كان حي البوسكي في مدينة قسنطينة مسرحا لها، ووسط ذهول حبس أنفاس كل من بلغته فصول الحادثة، تم عصر أمس، اكتشاف جثة الطفلة « ز.مريم» البالغة من العمر 4 سنوات مذبوحة من الوريد إلى الوريد وشقيقها «ز.أنيس» البالغ من العمر 9 أشهر، مشنوقا داخل غرفتيهما الكائنة في الطابق الأول بالعمارة رقم 11 في مشهد لا نراه إلا في المجازر المصنفة في خانة حروب الإبادات الجماعية، حيث أجمعت كل المعلومات المتوفرة، أن تكون أمهما «م.ف» البالغة من العمر 34 عاما، وهي موظفة بمخبر صيدال الكائن بالمنطقة الصناعية بالما، أين تم توقيفها من طرف مصالح الشرطة القضائية قبل تحويلها إلى المستشفى الجامعي وهي في حالة صدمة وغير قادرة على الإدلاء ولو بكلمة واحدة. النهار تنقلت إلى الحي ونقلت جملة من المعطيات وشهادات حية من الجيران، الذي أجمعوا على طيبة أم الولدين القتيلين المسالمة والهادئة، لكن كل الروايات أجمعت على تعرضها في الآونة الأخير إلى بعض الاضطرابات النفسية غيّرت سلوكها الذي بدا غير طبيعي، مما دفع أهلها إلى إخضاعها لرقية شرعية لعلاج الوساوس التي أصابتها، إذ من غير المستبعد أن تكون الدافع الرئيس وراء تنفيذ الجريمة النكراء. تفاصيل الحادثة ككل أماط اللثام عنها بعض من شباب الحي، الذين لفتت انتباههم المشتبه فيها «م.ف» وهي تتجول قرب العمارة على غير عادتها، كما أنها كانت شاردة الذهن وتئن، مما دفعهم إلى إخطار مصالح الأمن الحضري الرابع الكائن بحي سيدي مبروك، وبتنقلهم إلى شقتها، تم العثور على الطفلين البريئين جثتين هامدتين، عندها تم تبليغ وكيل الجمهورية لدى محكمة الزيادية ومصالح الحماية المدنية، وعقب اتخاذ كافة الإجراءات المعمول بها ومعاينة مسرح الجريمة بحضور عناصر الشرطة العلمية، حوّلت الجثتان إلى مصلحة التشريح بالمستشفى الجامعي ابن باديس لاستكمال التحريات وتحديد الأسباب والدوافع والتأكد من تنفيذ الجريمة من طرف الأم المصدومة وغير القادرة على الإدلاء بأي تصريح، في غياب زوجها وهو أستاذ في التربية البدنية « ز.ع» في العقد الرابع من عمره، والعامل بثانوية طارق بن زياد الكائنة بأعالي حي سيدي مبروك. وفي انتظار نتائج التحقيق التي أحيطت بسرية تامة، استفيد من مصدر مطلع، بأن كل المعطيات تدين الأم، وهو ما ستكشف عنه مواجهتها بزوجها الذي حلّ بالحي في آخر المساء وحوّل إلى مقر الأمن الولائي للاستماع إلى أقواله ونقل كل التفاصيل المحيطة بعائلته.