وسط أجواء مشحونة، عقد عضوا المكتب المسير للنادي الرياضي القسنطيني محمد بوالحبيب وشراف الدين بن ساري ندوة صحفية صبيحة أمس بقاعة الندوات التابعة لمركب الشهيد حملاوي، تراشق خلالها الطرفان التهم، بعدما فضّل كل عوض إخراج ما في جعبته تجاه الشركة وكذا عن ماضي «السياسي»، ولو أن قضية المدرب الفرنسي روجي لومير كانت السبب الرئيسي الذي دفع بن ساري إلى عقد ندوة صحفية بحضور «سوسو»، هذا الأخير الذي لم يفوّت فرصة تواجده أين قام بتوضيح الإشكال المطروح حول قضية لومير منذ البداية إلى غاية نهايتها، بالأدلة التي تحصلت «النهار» على نسخة منها. بن ساري: «أنا لست مهرّجا يا بوالحبيب وجئت لشباب قسنطينة من أجل العمل وفقط» بداية الندوة استهلها العضو المكلف بالإدارة والمالية شراف الدين بن ساري، حيث أكد على وجود مؤامرة ضده شخصيا وضد مجيء «روجي لومير» إلى شباب قسنطينة من قبل عضوين في الشركة، كما رد على بعض التصريحات التي أطلقها محمد بوالحبيب عبر بعض وسائل الإعلام، مستغربا الضجة الكبيرة التي خلفها الراتب الشهري الذي كان سيتقاضاه المدرب الفني رفقة مساعده التونسي رضا جدي، والذي حدد بقيمة 509 مليون سنتيم، قائلا في هذا الصدد: «سؤال حول من هما العضوان اللذان تسببا في فشل صفقة لومير، هو من دفعني إلى الإجابة بصريح العبارة أنه توجد خيانة داخل المكتب المسير.. أنا لست مهرّجا يا بوالحبيب فالمهرج يتواجد حاليا خلف أسوار حملاوي بسيرك عمّار، أنا لا أسمح لأي كان أن يمس شرف عائلة بن ساري، ربما حدث ذلك في وقت مضى لما قلت إنني صفيت ديون الفريق التي تركها والدك، والدي لم يكن يوما رئيسا لشباب قسنطينة لكي تصفي دينه، أنا جئت لشباب قسنطينة لأعمل وفقط، وبصفتي إداريا لديّ الحق أن أتكلم عبر مختلف وسائل الإعلام، الغريب في الأمر أني لما أسمع أن «سوسو» يقول إننا سنحيل بن ساري على المجلس التأديبي وكأني ارتكبت جرما لما أدليت بتصريحات قلت فيها إن عضوين أوقفا صفقة لومير، أنا أقولها وأكررها هذه مهزلة تحدث في شباب قسنطينة». بوالحبيب: «شباب قسنطينة أكبر من لومير وكل شخص يتجرأ على المساس بفريق الشهداء» في المقابل، كان رد محمد بوالحبيب سريعا على الاتهامات التي وجهها له المكلف بالمالية والإدارة بخصوص قضية «لومير»، مؤكدا على وجود الأدلة التي تثبت كلامه، وأن منعه المدرب الفرنسي من قيادة العارضة الفنية كان بأمر من ملاك الشركة «الآبار»، حيث قال في هذا الصدد: «أنا لم آتِ للرد على اتهامات بن ساري، وإنما لأوضّح رأي الشركة الرياضية لشباب قسنطينة المملوكة من طرف شركة الآبار حول هذه القضية، أما ما قاله ساري فهو حر، أول شيء أريد توضيحه أن شباب قسنطينة أكبر بكثير من روجي لومير، والتاريخ يشهد على كلامنا أننا غير مربوطين بالأشخاص، فكم من مدرب مر على شباب قسنطينة وكم من لاعب، وأؤكد للمرة الألف أن مدينة قسنطينة والشمال القسنطيني والجزائر أكبر بكثير من هذه المتاهات، نحن كمكتب مسير مكون من أربعة أشخاص ليس لنا الحق في اتخاذ القرارات، مسؤوليتنا الاقتراح والكلمة العليا تعود إلى مجلس الإدارة ورئيسه السعيد ناوري، أما المكتب الذي أترأسه فلم يقم إلا بعمله، اتفقنا أربعتنا على التعاقد مع لومير رغم الفروقات الموجودة والدليل موجود، لكن يوم 28 سبتمبر تم إرسال بريد إلكتروني من قبل ناوري أكد فيه على تطبيق محتوى الرسالة بحذافيرها، وهي إيقاف جميع المفاوضات مع روجي لومير، أنا منعت لومير من تدريب الفريق لتفادي الوقوع في منازعات خاصة وأنه لم يوقّع على أي عقد عمل، فلو تعرض إلى حادث أو ما شابه فالمكتب كله سيسير نحو العدالة، لأن لومير جاء إلى قسنطينة بتأشيرة سياحية وليست تأشيرة عمل، أنا بخبرتي تعاملت مع القضية بحذر كبير ولا أنقص من قيمته، فبوالحبيب معروف بسيرته، ومن لا يملك نفس مسيرتي في المجال الرياضي ليس ندا لي، لعلمكم أن قوانين الفيفا تمنع أي لاعب أو مدرب الدخول إلى الملعب أو غرف تغيير الملابس من دون التوقيع على عقد، أنا لم أتعد حدودي وطبقت ما طلب مني من قبل مسؤولي الآبار». اجتماع حاسم أمس بحاسي مسعود للفصل في قضية الديريكتوار تجدر الإشارة إلى أن أعضاء المكتب المسير تنقلوا أمس إلى مدينة حاسي مسعود لإجراء اجتماع حاسم مع أعضاء مجلس الإدارة، وهذا للفصل في عديد القضايا من بينها تحديد الصلاحيات وإيقاف بعض الأعضاء في المكتب المسير، وربما عودة بعض الأعضاء المساهمين في الشركة كأعضاء جدد في المكتب المسير، إضافة إلى الحديث عن هوية المدرب الجديد الذي سيقود شباب قسنطينة.