تضم فارّين من العدالة الجزائرية منهم مقيم بالمغرب وآخرون بالحدود الصحراوية الليبية الشبكة كلفته بشراء المركبات لنقل البضاعة وتجهيزها بتزوير وثائقها وتأمين الطريق لها لا يزال قاضو التحقيق بمحكمة الأقطاب في سيدي امحمد يتقصى في الملف القضائي الذي تورط فيه «حنيش أسامة»، والذي حاول التملص من عقوبته بالفرار من السجن، والذي أدين فيه ب 5 سنوات حبسا نافذا والمتعلق ب 60 قنطارا من المخدرات المهربة من المغرب إلى الجزائر على متن شاحنة، والذي تحصلت النهار على تفاصيل حوله في إطار متابعة تفاصيل القضية التي تورط فيها 10 متهمين وجّهت لهم تهمة تكوين وقيادة مجموعة أشرار وعرض وبيع ووضع للبيع مخدرات وشراؤها وتخزينها قصد البيع وتسليمها وشحنها ونقلها واستيرادها وتصديرها وتسيير، وتنظيم وتمويل نشاطاتها، وذلك في شكل جماعة إجرامية منظمة والتزوير واستعمال المزور، وانتحال هوية الغير والقيد غير المطابق وتبييض الأموال والحيازة قصد المتاجرة غير المشروعة في الأسلحة النارية من الصنف الخامس وذخيرتها.وفي إطار المهام المنوطة بمصالح الدرك الوطني تحصلت ذات المصالح على معلومات مؤكدة حول وجود شبكة إجرامية نشاطها عابر للحدود الوطنية، مختصة في نقل وتخزين والمتاجرة بالمخدرات من نوع «الكيف المعالج» بكل أنواعه، تنشط من الحدود الغربية للبلاد مرورا بولايات الشلفوالبليدة والمدية ومنها إلى المسيلةوالجلفة وصولا إلى غرداية ثم ورڤلة ومنه إلى دولة ليبيا أو باتجاه دول الساحل، ومن خلال التسلل في صفوف الشبكة تم التعرف على بعض عناصرها.بعد ترصد أفراد الشبكة الإجرامية بتاريخ 20 فيفري 2016، أين تم توقيف المشتبه فيه «ز.خ» على متن سيارة سياحية على مستوى مدينة عين وسارة ولاية الجلفة، وبنفس اليوم تم حجز شاحنة من نوع «رونو بلاتو»، أين ضبط بداخلها 60 قنطارا من المخدرات مخبأة بإحكام وسط الخضر والفواكه. الشاحنة كان يقودها الشخص المسرب من قبل الشرطة القضائية وبنفس اليوم تم توقيف «حنيش أسامة» على مستوى السد الأمني الثابت المتمركز عند مدخل ولاية الجلفة وهو على متن سيارة سياحية من نوع «ڤولف» يقوم بفتح وتأمين الطريق للشاحنة، ليتم تحويل الشخصين على التحقيق.وفي إطار مواصلة التحقيق تم توقيف بعد يومين من ذلك، من توقيف 4 أشخاص آخرين على مستوى الحاجز الأمني الثابت للدرك الوطني بالطريق السيار شرق غرب بولاية معسكر خلال سفرهم من البليدة باتجاه غرب البلاد، كما تم توقيف 4 آخرين أيضا. ولدى سماع «ز.س» اعترف بأنه لدى خروجه من سجن بقسنطينة سنة 2011 التقى بالمدعو «ب.ع» الموجود في حالة فرار شقيق أحد الأشخاص الذي كان متواجدا معه بالسجن، حيث أخبره برغبته في العمل في تجارة المخدرات، وهذا بتأمين نقلها وتهريبها من مدينة وهران إلى غاية الحدود الليبية، منذ ذلك الحين وهو يعمل مع «ب.ع» كشريك في تهريب تأمين ونقل كمية معتبرة من المخدرات من مدينة وهران إلى غاية مدينة رڤان بأدرار، وهذا مقابل 200 مليون سنتيم. وأكد أن «ب.ع» عرفه على شقيقه المبحوث عنه والمتواجد حاليا بالمغرب، هذا الأخير أصبح شريكهم في تهريب المخدرات، وأنه يتم تهريب المخدرات من المغرب إلى غاية مدينة وهران، ليتم استيلامها فيما بعد من طرفه وشريكه «ب.ع» وتجميعها وتخزينها ثم شحنها ونقلها سواء إلى ليبيا أو باتجاه الصحراء الجزائرية ودول الساحل. وصرح المشتبه فيه، أن تجارة المخدرات تطورت كثيرا في الآونة الأخيرة، حيث باتت تصل من ليبيا إلى مصر وأنه في إطار عمله تعرف على العديد على الأشخاص المبحوث عنهم يقيمون بالمغرب وبالحدود الصحراوية الليبية مهمتهم إيصال المخدرات إلى مصر، ولضمان ذلك يتم تشغيل سائقين ومراقبين لتأمين الطريق بواسطة السيارات والشاحنات بوثائق المزورة، وهو ما كان من اختصاص «حنيش أسامة»، وأكد المشتبه فيه أنه قام أكثر من مرة نقل كميات تفوق 50 قنطارا من المخدرات إلى ليبيا يتسلمها من أشخاص فارين من العدالة الجزائرية ويقيمون بوجدة المغربية. وأضاف «ز. م« أنه تعرف على «حنش أسامة» سنة 2014 بعدما باعه شاحنة سياحية نوع «رانج إيفوك»، ومنذ ذلك الحين تطورت علاقتهما وأصبحا صديقان، ليخبره «أسامة» بأنه يتعامل مع أشخاص في مجال تهريب المخدرات وبات بعدها يعمل لديه مكلف بشراء السيارات والمركبات وتزوير وثائقها، وأكد أنه سنة 2015 قام بنقل طلبية ب 3 قناطير من وهران إلى غاية عين صالح لشخص يدعى «س.سيكا» على متن شاحنة لنقل الزفت، كما تم نقل في نفس الفترة طلبية ب3 قنطار تكفل «حنيش أسامة بنقلها إلى مدينة غرداية، وتسلم 50 مليونا نظير العملية، كما قام بنقل عدة طلبات أخرى إلى كل من ورڤلة. وقال المشتبه فيه إن «ز.م» الهارب بالمغرب اتصل به شهر ديسمبر 2015 وأخبره أنه يملك 60 قنطارا من المخدرات وتم تكليف «حنيش أسامة» لنقلها على متن شاحنة نقل السلع وتمويهها بكمية من الخضر والفواكه وقام بتأمين الطريق لها باتجاه تمنراست مرورا بالجلفةوالمسيلة. «حنيش أسامة» الذي رفض الإدلاء بأي تصريح أمام قاضي التحقيق بالبليدة إلا بحضور دفاعه اعترف خلال التحقيق الأمني أنه بعد بيعه لشاحنة بصهريج ضبط بهكمية من المخدرات، ليصبح مبحوثا عنه من قبل الأمن بأولاد عدي قبالة بولاية المسيلة، ليقوم بالفرار على متن سيارته إلى منطقة أولاد الشبل الجزائر ليقوم بالاتصال بشخص يدعى «س.ل» واستفسر مكنه عن سبب توريطه في القضية، غير أن هذا طمأنه بأنه سيتم تسوية مشكلته، وأنه منذ ذلك الحين وهو محل بحث وأشار إلى أن هذا الأخير هو من عرض عليه العمل بتجارة المخدرات، وأكد أنه قام ببيعه شاحنتين بعد الاتفاق على ذلك بمطعم في زرالدة، غير أن هذا الأخير غير مكانه لعدم معرفة تحركاته من قبل الأمن ومن قبل المهربين، وأنه اتفقوا معه على تأمين الكميات المهربة مقابل 500 مليون سنتيم عن كل عملية، وهو ما وافق عليه، وذلك انطلاقا من مدينة وهران إلى غاية إلى تمنراست مرورا بالجلفةوالمسيلة، واعترف بالكميات التي أمن نقلها سابقا والتي ذكرها «ز.م» خلال التحقيق معه، واعترف بشرائه بندقية صيد بمبلغ 34 مليون سنتيم أخذها «ز.م» المدعو «الحاج»، كما طلب من هذا الأخير إحضار له 4 مسدسات، وأنه يوم تنفيذ العملية وبطريقه خلال عملية التأمين ألقي القبض عليه بالسد الأمني الثابت المتمركز عن مدخل مدينة الجلفة وتحويله على العدالة، أين أودع رهن الحبس المؤقت بسجن القليعة، وتم تحويله إلى سجن الحراش أين تمكن من الفرار بمساعدة آخرين إلى المغرب، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه وإعادته إلى سجن القليعة ومحاكمته وإدانته ب 5 سنوات حبسا نافذا، في انتظار محاكمته في القضية الجنائية الحالية.