شهدت أحياء بلدية واڤنون بتيزي وزو، ليلة الجمعة إلى السبت، أجواء رعب إثر تفجّر مواجهات عنيفة بين مواطنين وقوات مكافحة الشغب، استدعت شن حملة اعتقالات للسيطرة على الوضع.بدأت الأحداث عقب موجة احتجاجات قادها شباب من المنطقة، تنديدا بما وصفوه باعتقال المدعو «عزير.ق»، الذي صدر في حقه أمر بالقبض الجسدي من قبل العدالة في قضايا مختلفة، حيث تمكنت وحدات الأمن المشتركة التي أعلنت هذه الأيام حربا شاملة على شبكات الإجرام، من السيطرة على الوضع بعد تأمين مختلف طرق مدينة واڤنون، وتجدّدت الاشتباكات بعد إقدام العشرات من أصحاب وأصدقاء هذا الأخير على قطع الطرقات المحورية باستعمال العجلات المطاطية المشتعلة ورشق مركبات الشرطة، للمطالبة بالإفراج عن الموقوفين، حيث علمت «النهار» أن السلطات الأمنية استقدمت تعزيزات استثنائية تحسبا لأي انزلاق في هذه المنطقة، حيث أفلحت في حجز عدة أسلحة بيضاء وأغراض استعملت في المواجهات في عمليات اقتحام لمواقع مشبوهة، وقد اشتعلت شرارة التوتر -مثلما أكدته مصادر محلية- في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، بعد رشق مجموعات شباب لموكب تابع لجهاز الشرطة كان يقوم بدوريات ميدانية لتعقب عناصر عصابة حاولت منع توقيف المشتبه فيه ولاذت بالفرار نحو أحياء في واڤنون، فتوقف الموكب وشرع أعوان الأمن لمطاردة تلك المجموعات، التي كان من بين عناصرها ملثمون، وعلى الفور اندلعت موجة اشتباكات، حيث تم تسجيل عدّة جرحى في صفوف الشرطة، التي حاولت قبل المواجهة تهدئة الأوضاع بطريقة حضارية، رغم تدخل عقلاء المنطقة، لتتواصل المواجهات ولم تتوقف إلا بعد وصول قوات مكافحة الشغب، التي اضطرت بفعل ضغط الأحداث والمخاوف من توسّع رقعة الاحتجاجات، لاستعمال القنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين، الذين دعو إلى وقف حملة الاعتقال، حيث ثارت ثائرتهم وبدأوا في رشق الشرطة بالحجارة وأضرموا النيران في العجلات المطاطية وأغلقوا شبكة الطرقات بالحجارة والمتاريس المؤدية إلى مختلف الشوارع، ليتفاجأوا بقدوم وحدات التدخل السريع، حيث لا تزال أجواء الاحتقان متواصلة.