مثل، أمس، أمام محكمة جنايات العاصمة، المتهم المدعو «ه.عبد القادر» في العقد الثاني من العمر، ينحدر من مدينة المدية، لمواجهة جناية محاولة الانخراط في جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن والتزوير واستعمال المزور، على خلفية إلقاء القبض عليه من طرف المخابرات وهوبصدد السفر إلى دولة تركيا بتأشيرة مزَورة تحمل صورة شمسية غير مطابقة لصورة المتهم .وحسبما يكشفه ملف الحال، فإن وقائع القضية تعود إلى تاريخ 13 نوفمبر سنة 2015، عندما ألقي القبض على المتهم على مستوى مطار هواري بومدين الدولي وهوبصدد السفر إلى دولة تركيا، حيث تبين بعد معاينة وثائقه أن التأشيرة التي بحوزته مزورة وتحمل صورة شمسية غير مطابقة لملامح المتهم، وعليه تم إيقافه للتحقيق، كما تم إخضاع هاتفه النقال للمعاينة، حيث تبين أنه قام بإجراء عدة مكالمات هاتفية مع أشخاص من عدة دول من بينها تونسوتركيا، العربية السعودية وسوريا وفرنسا، وهي المكالمات الهاتفية التي على أساسها تم توقيف المتهم. الأخير وبمحاضر سماعه أنكر علاقته بعملية التزوير في التأشيرة كون الوكالة السياحية بالمدية، التي ينحدر منها، هي من تولت عملية استخراجها من قنصلية تركيابالجزائر بعد تقديمه للملف. وبالاستماع إلى صاحب الوكالة السياحية، اعترف بتقدم المتهم إلى وكالته لطلب تأشيرة للسفر إلى دولة تركيا، معترفا بوقوع خطأ من طرف قنصلية تركيا بوضع صورة شخص آخر بدل صورته في تأشيرة المتهم.المتهم وبمثوله للمحاكمة صرح بأنه في ماي 2015، تعرف على زوجته من جنسية سورية التي تتواجد بالأراضي السورية عن طريق إبحاره بالشبكة العنكبوتية، وهذا بعد فتح حساب بموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، «فايبر»، و«وات ساب»، حيث وصله طلب صداقة من حساب تحت عنوان «لمة الجزائريين والسوريين»، وهناك توطّدت العلاقة بينه وبين سورية وهي مطلقة وأم لطفلين وباعتباره هو الآخر مطلّق ولم يدم زواجه سوى شهور، طلب من السورية المقيمة بمنطقة «حماة» الزواج منه، وهذا بعد 8 أشهر من تعرفها عليه، وهو ما تم فعلا، حيث تزوجوا بموافقة والدها وشقيقيها المقيمين بالجمهورية العربية السعودية، وتمَ توثيق زواجهما من طرف محامية سورية في الحالة المدنية وفق الإجراءات القانونية المعمول بها في سوريا بعد إرسال المتهم لجميع وثائقه عن طريق الأنترنت، وبعد موافقة زوجته الاستقرار والقدوم معه للاستقرار في الجزائر قام باستخراج جواز السفر وتقدم إلى الوكالة السياحية لطلب التأشيرة بعد تقديمه لملف كامل، وبعد مدة تلقى اتصالا من القنصلية لمنحه التأشيرة إلاَ أنَه تفاجأ لتوقيفه بمطار هواري بومدين لحيازته على تأشيرة مزَورة، كما عُثر بحوزة المتهم على صور لأشخاص ملتحين كتب عليها «هذا قاتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات». من جهته دفاعه برر سفر موكله لتركيا لإحضار زوجته، وعليه تمت تبرئة المتهم، بعدما التمس ممثل الحق العام عقوبة 20 سنة حبسا في حقه.