كشف مصدر موثوق للنهار، أن مصالح لأمن تمكنت من توقيف إرهابي آخر بأعالي تيزي وزو، كان محل بحث في الملف القضائي المتعلق بجناية الانضمام إلى جماعة إرهابية تستهدف أمن الدولة وبث الرعب وخلق جو من انعدام الأمن وتشجيع وتمويل جماعة إرهابية الذي تحرى فيه قاضي التحقيق الغرفة الثانية بمحكمة القليعة، والذي كان وراء تأجيل الملف إلى نهاية الدورة الجنائية الحالية بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء تيبازة.الملف تورط فيه 7 متهمين أوقف 3 منهم وأودعوا رهن الحبس المؤقت، ووضع آخر تحت الرقابة القضائية، فيما يتواجد 3 آخرون في حالة فرار، اثنان منهم ناشطان بكتيبة «النور» المنضوية تحت لواء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وآخر مسبوق قضائيا في قضايا إرهابية، ناشط حاليا ب«داعش» الخلافة الإسلامية بسوريا. وحسبما علمته «النهار»، فإن النائب العام التمس في حق أحد المتهمين والذي كان في حالة فرار بانقضاء الدعوى العمومية في حقه، وذلك لثبوت وفاته، فيما تم تثبيت التهم التي وجهت لهم من طرف قاضي التحقيق المختص وتم إحالتهم أمام محكمة الجنايات عن نفس التهم. وبناء للمعلومات التي تحصلت عليها «النهار» حول قضية الحال، فإن ملابسات القضية تعود لسنة 2013، حين تلقى أحد المتهمين رسالة من شقيقه، والذي ينشط في كتيبة «النور» بين تيزي وزو وبجاية، عن طريق وساطة للمتهم الفار الناشط حاليا ب«داعش» في سوريا، تحمل شريحة هاتف نقال، تلقى مكالمة هاتفية من شقيقة بمجرد أن قام بإيصالها، حيث عرض عليه إعادة بعث نشاطه مع الجماعات الإرهابية وتشكيل خلية إسناد ودعم مستحدثة. وقد أكد موفد «النهار» بالمعلومات أن التحقيقات كشفت أن شقيق الإرهابي الناشط قام بالاتصال بمتهمين آخرين لتجديد نشاطهم وعرض عليهم الفكرة فوافقوا عليها، وباشروا العمل بتسليم أول طلبية سنة 2013 بتوفير 20 هاتفا نقالا وبطاقات تعبئة وبعض الملابس، حيث تم التنقل على متن سيارة المتهم «ج.ي» وتم تسليم البضاعة في تيزي وزو وإتلاف شريحة الهاتف في الحين، فيما سلموا طلبية ثانية تحتوي على أدوية خاصة بالحروق، وأخرى خاصة بمرضى الربو، وهواتف نقالة وبطاريات، قبل أن يتم توقيفهم في ثالث عملية لإيصال طلبيات.وقد ذكر موفد النهار بالمعلومات، أن المتهمين الموقوفين اعترفوا أمام الضبطية القضائية بالمحجوزات وبدعمهم للجماعة الإرهابية الناشطة بين أعالي جبال تيزي وزو وبجاية، قبل أن يتراجعوا عنها أمام قاضي التحقيق، في حين أنكر المتهم الموضوع تحت الرقابة القضائية علاقته بالنشاط الإرهابي، والذي وقف بناء على إعارته مركبته لهم، وأكد أن المتهم «ج.ي» أعار سيارته بحجة أنه بصدد استعمالها لحضور حفل زفاف أحد أقاربه ببجاية وسلمه هو الآخر سيارة شقيقته من نوع «بيكانتو» لعدم استطاعته قيادتها بسبب ضعف إنارتها، وبأنه طلب منه أخذ الإذن من صاحبها الشاهد في الملف الذي يشتغل بسيارته «كلونديستان»، وهو ما حصل، واعترف بأنه يوم تسليمه السيارة بطلب من مالكها شاهد اثنين من المتهمين الموقوفين يحملان كيسا بلاستيكيا لا يُعلم محتواه سوى بعض الملابس التي كانت ظاهرة أعلاه. وذكر المصدر أن اعترافات المتهمين تضمّنت أنه يوم الوقائع اتصل الإرهابي الناشط بشقيقه يطلب منه تغيير الطريق، ولدى وصولهم تفاجأوا بحاجز أمني ألقوا بموجبه هواتفهم النقالة، ولدى توقيفهم تم حجز الأغراض مخبأة بإحكام داخل إطار السيارة، كما جاء في اعترافات المتهمين أن الإرهابي الناشط كلف شقيقه بترصد الطريق المؤدي من تيزي وزو إلى مقر الدرك الوطني بالشراڤة مع ترصد كل النقاط الأمنية للمراقبة المزودة بأجهزة الكشف عن المتفجرات مع دراسة إمكانية دخول العاصمة بواسطة القطار لتنفيذ عملية اعتداء إرهابي على مقر الدرك الوطني بالشراڤة، بحكم أن الارهابي كان مرشحا لتنفيذ العملية الانتحارية، في انتظار ما ستكشف عنه جلسة المحاكمة من مستجدات.