نظام فيبروسكوبي للكشف عن شبكات الصرف الصحي المهترئة كشفت الكارثة الأخيرة التي أُطلق عليها اسم «حفرة بن عكنون» عن وجود خطر كبير على مستعملي الطرق السريعة القديمة، التي تم إنجازها من دون احترام المعايير التي يتم العمل بها في الوقت الحالي، ما قد يجعل استغلال هذه الأخيرة خطرا على السائقين، خاصة بعد تغير الظروف بين الفترة التي تم فيها إنجاز هذه الطرق التي تجاوزت 200 كيلومتر والفترة الحالية. وحسب المعلومات المتوفرة لدى «النهار»، فإن عددا من النقاط على مستوى الطرق السريعة التي تم إنجازها سابقا من قبل شركة عمومية أصبحت تشكّل خطرا حقيقيا على مستعمليها، بسبب احتمال انهيارها وسقوطها في أي لحظة، كما تشير ذات المعلومات إلى أن المصالح التقنية أجرت، مؤخرا، تحقيقا ميدانيا أنجزه تقنيون وخبراء، كشف عن وجود ما يفوق 200 كلم من الطرق السريعة القديمة تعد خطرا على مستعمليها. وتضيف مصادر «النهار» أن هذه المواقع على مستوى الطرق أنجزت بمعايير لا تتوافق وتلك المعمول بها حاليا، والتي بموجبها يتم السماح للمركبات باستعمالها، مؤكدة أنه تم إنجازها في ذلك الوقت بمعايير غير مطابقة، ولا يمكنها تحمل شاحنات بوزن 13 طنا كما هو معمول به الآن، أي أن حمولة المركبة ذات الوزن الثقيل لا يجب أن تكون فوق 10 أطنان، مبرزة أن هذا الأمر يعد غير عادي بالنظر إلى أن أوزان المركبات حاليا زادت كثيرا خاصة الشاحنات، مما جعل الهيئات الدولية للطرق تتبّث حمولة الطريق عند 13 طنا كأقصى حد. وأشار ذات المتحدث إلى أن الجهات المختصة أشارت إلى ضرورة التسريع في إعادة تهيئة وهيكلة هذه الطرق بما يتناسب والمعايير المعمول بها حاليا، موضحا أن وزير النقل والأشغال العمومية، بوجمعة طلعي، تحرّك لإعداد مخطط جديد لتجنب أي كارثة، حيث وجه تعليمات لمصالحه بغرض أخذ الأمر بجدية كبيرة والتحرك العاجل لإصلاح هذه الطرقات بما يتماشى والمعايير الجديدة. وزير النقل والأشغال العمومية بوجمعة طلعي للنهار «200 كلم من الطرق السريعة القديمة غير مطابقة للمعايير وسنتداركها » من جهته، أكد وزير النقل والأشغال العمومية بوجمعة طلعي في اتصال ب«النهار»، أن هناك أكثر من 200 كلم من الطرق السريعة تم إنجازها سابقا بمعايير غير ملائمة ولا تتماشى مع المعايير المعمول بها حاليا، حيث لا يمكنها استيعاب مركبات بحمولة تصل إلى 13 طنا أو تتجاوزها، مشيرا إلى أن المعايير السابقة كانت أقل من 13 طنا بكثير، وهو ما يعد غير متطابق مع أوزان المركبات الحالية والمعايير المعمول بها حاليا. وأوضح طلعي بأنه سيتم إعادة تهيئة هذه الطرق لتتماشى والمعايير الحالية، بالإضافة إلى إعادة هيكلة شطر الجباحية بالبويرة الذي أصبح يتحرّك بسبب التربة في كل مرة ببعض النقاط، مشيرا إلى أنه تم برمجة عملية إصلاحه بصفة نهائية مع بداية 2017، ليكون آمنا لمستعمليه، فضلا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتدارك النقص في الطرق السريعة القديمة، بما يتماشى والمعايير المعمول بها، حتى تكون آمنة عند استغلالها من قبل الجزائريين.
إعادة تهيئتها ستتم من الداخل دون حفر.. مدير الموارد المائية بالعاصمة للنهار: «نظام فيبروسكوبي للكشف عن شبكات الصرف الصحي المهترئة» ستشرع وزارة الموارد المائية والبيئية في تفعيل نظام خبرة جديد، سيتم من خلاله تحديد وضعية قنوات وشبكات الصرف الصحي على مستوى أزيد من 4 آلاف كيلومتر، أين سيتم تحديد الشبكات التي ستستفيد من عملية إعادة التهيئة والتجديد بطريقة حديثة من دون أشغال حفر أو توقيف هذه الشبكات عن الخدمة. وكشف عميروش إسماعيل مدير الموارد المائية للجزائر العاصمة، أمس في اتصال مع»النهار»، أن مصالح مديرية الموارد المائية قد شرعت، مؤخرا، في العمل بنظام جديد يعتمد على تكنولوجيات عالية ومتطورة في تحديد وضعية شبكات الصرف الصحي، أين يمكّن هذا النظام من تحديد وضعية الطرقات من خلال الاستعانة بنظام «فيبروسكوبي» يعتمد على كوابل كهربائية مزودة بكاميرات يتم إدخالها في شبكات الصرف الصحي، أين يتم تسجيل مشاهد حية عن وضعيات هذه الشبكات من الداخل، مما يمكّن من تحديد وضعيتها. وأضاف ذات المتحدث في سياق حديثه ل«النهار» أن شبكات الصرف الصحي التي يتم تحديد وضعيتها بأنها في حالة سيئة أو سيئة جدا يتم الشروع في إعادة تهيئتها مباشرة.