عرف استئناف الدراسة في الأطوار التربوية الثلاثة بعد انقضاء العطلة الشتوية، أجواء مشحونة وساخنة بلغت حد احتجاج الأولياء أمام بوابات العشرات من المؤسسات التعليمية ومنع فلذات أكبادهم من مزاولة الدروس وسط حجرات تدريس أجمع الآباء والأمهات على وصفها بغرف التبريد، بسبب الاضطرابات الجوية وغياب أجهزة التدفئة بمختلف أنواعها، وهي ظروف لا تسمح بالتحصيل الدراسي ولا تلقينه، إذ تعاني أيضا الطواقم التربوية من نفش الإشكالية. دخل أساتذة ثانوية البشير حريزي ببلدية العش ببرج بوعريريج، في إضراب عن العمل وتم تسريح التلاميذ البالغ عددهم 331 طالبا، ويعود سبب الاحتجاج إلى عدم وجود التدفئة بسبب عطب في جهاز التدفئة المركزية، وأمام تجديد مطلبهم لعدة مرات وعدم الاستجابة لجأوا إلى الاحتجاج بالدخول في إضراب والإصرار على تحقيق مطلبهم. من جهته رئيس جمعية أولياء التلاميذ عبّر عن استياء الأولياء من هذه الوضعية التي يدفع ثمنها التلميذ، خاصة تلاميذ الأقسام النهائية المقبلين على امتحان البكالوريا، وأضاف رئيس الجمعية، أن المدير سبق وأن أبلغ مديرية التربية بالمشكل، لكن لا حياة لمن تنادي، وبين مطالب الأساتذة المشروعة يبقى التلاميذ ضحية ورهينة للبرد والإضراب. وبدورهم، شن أمس، أولياء التلاميذ المتمدرسون بابتدائية «ميهوبي الهاشمي» الكائنة بحي قواجلية رابح بمدينة عين مليلة في ولاية أم البواقي، حركة احتجاجية عارمة من خلال التجمهر أمام مقر المؤسسة وغلق أبوابها ومطالبة أبنائهم بالعودة إلى منازلهم، مقاطعين بذلك الدراسة تعبيرا منهم عن عدم رضاهم عن الوضعية المزرية التي يدرّس فيها أبناؤهم في ظل غياب بعض الضروريات، على غرار افتقار المؤسسة إلى غاز المدينة ومن ثم انعدام التدفئة التي أثرت -حسبهم- سلبيا على التحصيل الدراسي لفلذات أكبادهم في هذا الجو البارد، مما أثار حفيظتهم جراء تردي ظروف التمدرس بهذه المؤسسة، حيث طالبوا بتدخل الجهات المعنية من أجل حل مشاكل المتمدرسين في القريب العاجل، مع التأكيد على مواصلة الاحتجاج إلى غاية معالجة كل النقائص التي تعاني منهم المؤسسة المدشنة قبل سنة من الآن. أما في خنشلة، فقد امتنع صباح أمس، تلاميذ ثانوية «عبد الرحمان مناصرية» في بلدية طامزة، عن الالتحاق جماعيا بمقاعد الدراسة وقرروا الاعتصام أمام مداخلها رفقة أوليائهم وغلق أبوابها في وجه الإدارة والعمال والأساتذة، احتجاجا على تماطل مصالح سونلغاز في إتمام ربط المؤسسة بشبكة غاز المدينة، أين تحولت الأقسام وكل المرافق -حسبهم- إلى ما يشبه غرف التبريد في ظل الغياب التام لوسائل التدفئة، فضلا عن عدم وضع زجاج معظم نوافذ الأقسام، الأمر الذي استحال معه مواصلة الدراسة في هذه الظروف مع تدني درجة الحرارة إلى درجات ما تحت الصفر في الأيام الأخيرة.