يعاني تلاميذ المناطق المعزولة بولاية المدية، مشكل التدفئة داخل أقسامهم وفي عز فصل الشتاء المتميز ببرودته الشديدة بشمال الولاية، ما يؤثر سلبا على عمليات التحصيل المعرفي للمتمدرسين بالمؤسسات المعنية، إضافة إلى أعراض مرضية قد لا تحمد عقباها، وهذا رغم تعليمات وزارة التربية الناصة على ضرورة توفير الجو المناسب لعمليات تمدرس التلاميذ في أقسامهم، كالتدفئة ووجبات الإطعام المكمل والصحة خاصة بالمناطق الريفية المعزولة عن المناطق الحضرية. ومن هذه المؤسسات المعنية مدرستي بومعزة يحي بقرية (أم الدوم) و(ام الجليل الجديدة) ببلدية أم الجليل 80كلم بجنوب غرب المدية، والذين يتمدرسون وسط ظروف مأساوية حسب أوليائهم، في ظل انعدام وسائل التدفئة داخل أقسامهم التي تؤثر سلبا على عملية التمدرس لانعدام عامل التركيز أثناء الحصص الدراسية، نتيجة للحالات المزرية التي يكون فيها هؤلاء الأطفال نتيجة الجو البارد بأقسامهم وما يسببه من ظاهرة التبول غير الإرادي بالإضافة إلى تعرضهم إلى الأمراض الفصلية كالزكام الذي كانت أعراضه حادة هذا الفصل، كما تعاني ذات المدرسة من نقص ملاحظ كذلك في الإنارة داخل الأقسام لعدم توفرها على أخصائي في صيانة الكهرباء حسب معلومات مستقاة من عين المكان، أما تلاميذ المدرسة الابتدائية (أم الجليل الجديدة) فيعيشون نفس الظروف القاسية، ما جعل إدارة قطاع التربية بالمدية تقوم بتحويل تلاميذ المؤسسة بداية الفصل الثاني من السنة الدراسية 2012-2013، إلى مدرسة الثماني شهداء لتوفرها على أجهزة التدفئة حسب مصادر ل (أخبار اليوم) والتي أضافت إلى مناشدة أولياء تلاميذ المدرستين مسؤول القطاع بالضغط على المسؤولين المحليين، بضرورة توفير الشروط المناسبة لتمدرس فلذات أكبادهم في مقدمتها التدفئة. هذا بالإضافة إلى مدارس إبتدائة أخرى نائية، لا تزال تفتقر إلى مادة المازوت لتشغيل مدفآت أقسامهم على غرار مدارس بجنوب بلدية بني سليمان، كأولاد سيدي عبد العزيز وسوق الأربعاء والمهارزية.. ومدرسة حفناوي النائية ببلدية أولاد أمعرف بنحو 100كلم بجنوب المدية. ومن جهة أخرى يعاني 511 تلميذ بثانوية الشهيد خلفي بلحوت ببلدية عزيز 96 كلم بجنوب غرب الولاية من لسعات البرد القارس نظرا لموقعها الجغرافي المتميز بالبرود الشديدة لتساقط الأمطار والثلوج بكميات كبيرة خلال فصل الشتاء، لدرجة عزلها عن المناطق المجاورة كمقر الدائرة إضافة إلى الدائرة الأم قبل التقسيم الإداري لعام 1984، وحسب مصادر عليمة من عين المكان، فإن الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي تزيد من حدة كارثية التدفئة بالثانوية، في ظل إنعدام مولد كهربائي وعدم ربط أقسام هيكل الثانوية بشبكة غاز المدينة، رغم إيصال أنبوب المادة حتى بالقرب من هذه المؤسسة المدشنة في العام الدراسي 2008-2009، مايجعل وسائل التدفئة الحالية تتوقف لتشغيلها بمادة المازوت والكهرباء بمجرد تساقط الثلوج وحتى الأمطار الغزيرة أحيانا، وأن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر أيضا في توقف مخابر الإعلام الآلي عن وظيفتها، بالنسبة للأقسام العلمية على غرار مخابر الفيزياء -الكهرباء -العلوم -الميكانيك وما يضطر أساتذة المواد السالفة إلى الاعتماد على الجانب النظري دون التطبيقي، ما يؤثر سلبا على نتائج تلاميذ الشعب العلمية في امتحانات آخر السنة، خاصة وأن تلاميذتها يحتلون مراتب مشجعة (الثانية والثالثة) في امتحانات شهادة البكالوريا ولائيا والمركز ال:74 وطنيا حسب محدثنا. توجد بالثانوية ستة مخابر وأربعة ورشات للأعمال التطبيقية وبالطابق الأرضي، وحسب ذات المصادر فإن هذا الطابق الأرضي ومع مرور الوقت فقد ينهار في أية لحظة، لافتقاد أرضيته إلى الترصيص الجيد بجدار إسمنتي، الشيء الذي يعرض التلاميذ وأساتذتهم إلى خطر محدق في حال عدم دعمه بجدار واق. ومن بين المطالب الملحة ربط الثانوية بالغاز الطبيعي، وكذا تزويد المؤسسة بمولد كهربائي بهدف التسيير الحسن للعملية التربوية، خاصة وأن ما يزيد عن 400 تلميذ ينتمون إلى قرى ريفية، يستفيدون من وجبات النصف الداخلي، بالإضافة إلى مطلب تهيئة أرضية الطابق الأرضي والأقسام المتكونة جميعها من 10 أقسام وستة مخابر وأربعة ورشات.