الملفات تم تمريرها عبر اللجنة الأولمبية.. بيراف يأمر بفتح تحقيق ورئيس الاتحادية لا يرد فجرت وثائق رسمية تحصلت عليها «النهار» فضيحة مدوية جديدة في الرياضة الجزائرية، تتمثل في قيام مسؤولين في الاتحادية الجزائرية للكاراتي بالتحايل وتزوير وثائق رسمية للحصول على تأشيرات فضاء «شنغن» لأفراد من عائلاتهم، عن طريق انتحالهم صفة مصارعين في المنتخب الوطني الجزائري في القائمة الرسمية التي أرسلت إلى السفارة الفرنسية في الجزائر، رغم عدم انتماء هؤلاء إلى تشكيلة المنتخب الوطني، للمشاركة في بطولة باريس الدولية المفتوحة للكاراتي، التي انتهت يوم 29 جانفي الماضي من دون مشاركة المنتخب الوطني الجزائري لأسباب مالية حسب الاتحادية، بالإضافة إلى هذا تم وضع اسم مدرب من فريقي عاصمي في القائمة بصفته مدربا للمنتخب الوطني رجال، رغم أنه ليس هو من يشغل هذا المنصب، كما تم تقديم الملفات من طرف الاتحادية إلى سفارة فرنسا عبر اللجنة الأولمبية الجزائرية، وليس عبر وزارة الشباب والرياضة، ما يعد مخالفة لأوامر الوزير، الهادي ولد علي، حيث تؤكد الوثائق قيام اتحادية الكاراتي بمراسلة نظيرتها الفرنسية وأيضا السفارة الفرنسية في الجزائر للحصول على تأشيرات دخول التراب الفرنسي ل36 عضو، منهم 21 شخصا باعتبارهم مصارعين في المنتخب الوطني، مما جعل الاتحاد الفرنسي يراسل سفارته في الجزائر بتاريخ 27 ديسمبر 2016 من أجل منح التأشيرات للأشخاص الموجودين في القائمة التي أرسلت إليه، وضمت أسماء أشخاص لاينتمون إلى المنتخب، على غرار ابنة نائب رئيس الإتحادية التي تدعي «إلهام.و»، حيث تم وضعها كمصارعة لتمثيل الجزائر في دورة باريس المفتوحة عن وزن أقل من 61 كلغ في اختصاص الكيميتي، فيما وضع المسمى «كسيلة ع.خ» شقيق أحد مسؤولي المديرية الفنية في قائمة منتخب الرجال، ووضع اسم أحد تقنيي نادي المجمع البترولي المسمى «ز.إ» مكان مدرب منتخب الرجال، ياسين غوري، في القائمة التي ضمت أسماء مسؤولين في الاتحادية لا علاقة لهم بالجانب الفني للبطولة العالمية، مثل أمين الخزينة والأمين العام وحتى سكرتيرة إدارية تدعي «ف.م» وإطار وزارة الشباب والرياضة «سليمان.م»، الذي يعتبر منسقا للرابطات في الاتحادية بالموازاة مع منصبه في الوزارة، بعدما كان أمينا عاما سابقا لاتحادية الكارتي. وضمت القائمة أيضا مدير المنافسات الوطنية مع رئيس الاتحادية ونائبه وأحد أعضاء المكتب الفيدرالي، ضمن 15 شخصا بين إداري وفني في الاتحادية، تم منحهم التأشيرات عن طريق قائمة الاتحادية، علما أن المنتخب الجزائري لم يشارك في دورة باريس التي مثلت فيها الجزائر عن طريق 12 مصارعا شاركوا كلهم بأموالهم الخاصة مع أنديتهم وليس مع المنتخب، وشهدت الدورة فوز المصارعة معطوب لامية بميدالية برونزية، فيما قامت إحدى المصارعات الجزائريات بالمشاركة ضد مصارعة صهيونية في منازلة رسمية بألوان نادي فرنسي. وتكشف وثيقة رسمية أخرى قيام مسؤول في الاتحادية بإمضاء وثيقة «شهادة عمل» لأحد المدربين من مدينة جيجل، والذي يشغل منصبا في الأمن الوطني، باعتباره مدربا في الاتحادية رغم أنه لا يشغل أي منصب فيها. بيراف يستدعي مسؤولي اتحادية الكاراتي لطلب توضيحات والتحقيق في القضية أبدى رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفي بيراف، سخطه من تصرفات مسؤولي اتحادية الكاراتي في هذ القضية، بعدما أظهرت تحرياته الأولية وجود شخصين في القائمة التي أرسلت للجنة الأولمبية من اتحادية الكاراتي ليسا مصارعين في المنتخب الوطني الجزائري، وقام باستدعاء مسؤولي الاتحادية لطلب توضيحات في القضية. وكشف ل«النهار» أنه باشر الإجراءات للتحقيق في القضية ومساءلة مسؤولي اتحادية الكارتي، مؤكدا أن اللجنة الأولمبية ساعدت اتحادية الكاراتي في الحصول على التأشيرات من باب سياستها القائمة على مساعدة الرياضة الجزائرية، ولم تكن تتوقع وجود أشخاص لا علاقة لهم بالمنتخب في القائمة الرسمية لبطولة باريس المفتوحة للكاراتي. تجدر الإشارة إلى أن وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، أصدر تعليمات كتابية تنص على وجوب قيام كل الاتحاديات بإيداع ملف الخروج للمشاركة في المنافسات الخارجية لدي الوزارة، وهو ما لم يحدث في ملف الحصول على تأشيرات اتحادية الكاراتي، كما سبق ل«النهار» أن كشفت بالوثائق قيام نفس الاتحادية بمراسلة السفارة الفرنسية للحصول على تأشيرات لأشخاص بغية المشاركة في لقاء ودي بين الجزائروفرنسا، غير أن هذه المباراة لم تحصل أبدا وتم إلغاؤها بعدما حصل الجزائريون على التأشيرات. وقد حاولنا، أمس، الاتصال برئيس اتحادية الكاراتي المؤقت، شريف تيبحار، للرد على الوثائق، غير أنه أغلق هاتفه ورفض الرد على اتصالنا.