تراجع المرشح للانتخابات الرئاسية في فرنسا، إيمانويل ماكرون، عن تصريحات سابقة أدلى بها خلال زيارته الأخيرة للجزائر، عندما تحدث عن جرائم ضد الانسانية ارتكبها الاحتلال الفرنسي للجزائر. وقال ماكرون في خطاب مصور وجهه للناخبين الفرنسيين، إنه يعترف بأنه للاستعمار الفرنسي للجزائر جوانب مشرقة مثلما له جوانب مظلمة، مضيفا أن فرنسا جلبت الحضارة للجزائر، لكنها مارست أيضا جرائم مروعة. وخلفت تصريحات ماكرون انطباعا بأن المرشح للانتخابات الرئاسية في فرنسا يعمل بالمثل القائل "ما يجوّع الذيب ما يبكي الراعي"، وهو نفس المنطق الذي دأب على ممارسته كافة الذين ترشحوا للرئاسيات الفرنسية وأرداوا استعطاف الجزائريين المفتربين بفرنسا، للحصول على أصواتهم. وبدا ماكرون في تسجيله المصور، حريصا على ذكر ما يعتبره محاسن الاحتلال الفرنسي للجزائر مثل حرصه على التنديد بمجازره، وكأن للاحتلال والاستعمار في أي بلد في العالم، محاسن أو إيجابيات، خصوصا عندما راح المرشح الرئاسي يتحدث عن جلب فرنسا للحضارة الى الجزائريين. وبالعودة الى تصريحات سابقة لنفس السياسي الفرنسي، نكتشف أن الرجل لم يغير مواقفه من هذا الموضوع، وأن كل الذي قام به خلال زيارته للجزائر، هو التركيز فقط على الحديث عن ارتكاب فرنسا الاستعمارية لمجارز وفضاعات بحق الانسانية، للضرب على وتر مشاعر الجزائريين واستمالتهم، في محاولة استغباء سياسي مفضوحة. وقد سبق لماكرون أن تناول نفس الموضوع قبل أشهر، في حوار أجرته معه صيحفة لوبوان الفرنسية، وذلك في شهر نوفمبر عام 2016، حيث قال بصريح العبارة إن فرنسا جلبت الحضارة للجزائر خلال احتلالها، وأن الحركى والأقدام السود كانوا ضحايا وأن الدولة الفرنسية تخلت عنهم.