تعمد الجماعات الإرهابية المسلحة في كل مرة، إلى استخدام طرق جديدة للتمويه والاتصال مع شبكات الدعم والإسناد، من رموز وكلمات سرية وحيل عديدة تضمن لها استمرار علاقتها بهذه الخلايا، التي لازالت من أهم المنابع التي يرتكز عليها التنظيم الإرهابي المسلح، رغم عمليات تجفيفها المتواصلة من طرف مختلف القوات الأمنية والعسكرية. أفاد تائبون ل''لنهار'' ومتتبعون للشأن الأمني بمنطقة الوسط، معقل تنظيم السلفية للدعوة والقتال التي حولت اسمها إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أن قادة السرايا والكتائب يعمدون إلى إعطاء أوامر وتعليمات تلزم العناصر المسلحة، وخاصة المجندين الجدد، بنسج علاقات بخلايا الدعم والإسناد، أو ما يسمى لدى التنظيم ''بعنصر اتصال''، والتي تكون خاصة بكل إرهابي ويختلف عددها من مسلح لآخر، حيث تحيط بها السرية البالغة والثقة النسبية بين الإرهابي وعنصر الدعم لذلك يعمد الطرفين إلى استخدام طرق للاتصال ورموز سرية، عبارة عن شفرات يتفقان عليها لإيصال المعلومة أو المؤونة والأغذية. رمي الحصى فوق سطوح المنازل والتصفير أهم شفرات الاتصال وكان التائب''ب.محمد'' المكنى ''طلحة أبو إبراهيم''، البالغ من العمر 22 سنة، والمنحدر من كاب جنات، الذي سلم نفسه لمصالح الأمن قبل عيد الأضحى من السنة الفارطة بتاريخ 07 ديسمبر 2008 قد كشف عن العشرات من خلايا الدعم والإسناد، التي كانت تنشط لصالح سرية برج منايل السرية التي كان ينتمي إليها، من بينها أحد مواطني قرية شندر التابعة لبلدية الناصرية ''ت.أحسن''، الذي تم إلقاء القبض عليه شهر فيفري الفارط، وكان الاتصال معه يتم عن طريق رمي الحصى فوق سقف بيته، ليفهم بأن أمير سرية برج منايل الإرهابي ''مالكي عمر'' المكنى ''عبد الرحمن'' رفقة جماعته المتكونة من 05 عناصر بانتظاره، حيث كان يتسلم مبالغ مالية لاقتناء المواد الغذائية والمؤونة التي يتم تسلمها بطرق سرية أيضا، حسب نفس التائب، وهذا عن طريق إخفائها في أماكن يتعارفان ويتفقان عليها مسبقا، وقد صرح المتهم لعناصر الأمن عند استجوابه بأنه '' تسلم مبلغ 300 دينار من الأمير '' عبد الرحمن'' في بداية 2007، وكلفني بشراء ثلاث خبزات، علب تون والجبن واتفقت معه بوضعهم أمام إحدى الكرم أو الداليات، بعد أن يضع إشارة على ذلك. كما أفادت مصادرنا؛ أن العناصر المسلحة تعمد على الاتفاق مع عنصر الدعم، على كلمات سرية مشفرة، أثناء المحادثة عبر الهاتف، والرمز إليها بأسماء مغايرة، كما هو الحال لمرور دورية لقوات الجيش أو الشرطة، وكذا تغيير أسماء أماكن اللقاءات والمناطق، لتجنب تقنيات التنصت التي استخدمتها مختلف أجهزة الاستعلام والأمن في الإطاحة بعدة رؤوس وعناصر إرهابية، كما تعمد العناصر الإرهابية إلى الاتفاق على عملية التصفير، للإشارة إلى مرور دوريات قوات الأمن عبر المسالك، كما هو الشأن في التحقيق الذي توصلت إليه، بعد تفجير قنبلة تقليدية الصنع بحي المحجرة بكاب جنات صائفة 2008، أدت إلى مقتل ستة جنود، حيث اتفق عنصرين من خلايا الدعم اللذين استلما قنبلة محشوة في دلو من أحد الإرهابيين النشطين بالمنطقة وقاما بزرعها، فعمدا إلى ترقب عودة الدورية إلى الثكنة، بعد أن اتفقا على أن يقوم أحدهما بالتصفير لدى وصولهم إلى الفخ الذي تم نصبه، والآخر يتولى مهمة الاتصال بالرقم الموصول بالقنبلة المتحكم فيها عن بعد. تقنيات التنصت /