عالجت المحاكم الجنائية عبر كافة المجالس القضائية، خلال السنتين الأخيرتين، بقضايا عناصر الدعم والإسناد، الذين تسند لهم تهمة التعامل مع الإرهاب، حيث تعتمد الجماعات الإرهابية المسلحة النشطة بالجبال في تحركاتها على المعلومات التي تمدها بها هذه العناصر. تعمل جماعات الدعم والإسناد على توفير أكبر قدر من المعلومات عن تحركات قوات الجيش ومصالح الأمن، وهو الشيء الذي يمكنها من نصب الكمائن وإلحاق خسائر في صفوفهم، كما تستغل تلك المعلومات في تفادي أي اشتباك مسلح مع قوات الجيش، الشيء الذي يبرر عدد القتلى في صفوف الإرهابيين الذين أصبحوا يتحركون في الجبال بلا عيون ترصد لهم تحركات قوات الأمن، وهذا بعد تفكيك هذه الجماعات وتجريد الجماعات الإرهابية من عيونها التي تضمن لها استمرار خطتها الأمنية المعتمدة. وقد تمكنت قوات الجيش الوطني الشعبي من القضاء على أزيد من 160 إرهابي خلال الأشهر الستة الأخيرة، حسب ما كشف عنه وزير الداخلية والجماعات المحلية يزيد زرهوني، في الوقت الذي فككت خلايا الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب أغلب جماعات الدعم والإسناد، التي تعد الركيزة الأساسية للإرهاب واعتقلت في ذات السياق أكثر من 320 ناشط في صفوفها. وكان لجماعات الدعم والإسناد الدور الفعال في كل العمليات الإرهابية وخاصة منها الإنتحارية التي ضربت العاصمة وضواحيها، حيث جاء على لسان الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم أو من ألقي عليه القبض في إطار تجفيف منابع تمويل الإرهاب، أن هؤلاء يقدمون خريطة واضحة ودقيقة لكيفية تنفيذ العمليات، وفي أغلب الأحيان يرافقون الإنتحاري إلى آخر لحظة من التنفيذ، كما جرى في حادثة تفجير مركز الأمن الحضري بذراع بن خدة بواسطة سيارة "المرسيدس"، حيث كان الإرهابي المرافق والنشط ضمن جماعات الدعم والإسناد يصور العملية إلى غاية بلوغ الهدف، إلا أنه اختفى قبل الإنفجار خوفا من انكشاف أمره من طرف مصالح الأمن. ومثل خلال الدورات الجنائية الثلاثة لسنة 2008 بالعاصمة أزيد من 150 متهم بالإنتماء إلى جماعات الدعم والإسناد، يعملون لصالح عدة كتائب إرهابية تنشط بتيزي وزو، البويرة، عين الدفلى وبومرداس حيث كان هؤلاء يزوّدون الجماعات الإرهابية بالمؤونة، المعلومات كما يتلقون قنابل يدوية لزرعها في مناطق حساسة لاستهداف عناصر الجيش وفرق الدرك والأمن الوطنيين. وما تجدر الإشارة إليه الآن هو أن تحرك الجماعات الإرهابية النشطة بالجبال، لن يكون إلا بمساعدة هؤلاء الذين تركّز خلايا الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب بتفكيك شبكاتهم وهو ما أكده زرهوني في معظم خطاباته حول الوضع الأمني في الجزائر. وقد تمكنت مصالح الأمن من تفكيك عشرات جماعات الدعم والإسناد التي تنشط لصالح التنظيمات الإرهابية منها التي تعمل لصالح كتيبة الفتح، الأرقم، الفاروق سرية الغرب وأخرى تنشط لصالح تنظيمات في الخارج على غرار المقاومة في العراق والشيشان، وهو الشيء الذي تبين من خلال اعترافاتهم أمام مصالح الأمن، والدلائل المادية التي تحصلت عليها مصالح مكافحة الإرهاب خلال تحرياتها.