تحصلت النهار أونلاين على وثيقة سرية تمثلت في مراسلات بين السفارة المغربية في العاصمة اليونانية أثينا ووزارة الخارجية المغربية، تحمل تاريخ 20 سبتمبر 2011. الوثيقة التي حملت ختمي سري جدا وعاجل، ووقعها السفير المغربي باليونان، حملت في مضامينها حديثا عن شخصية عامة معروفة لدى اليونانيين، وهو الجنرال المتقاعد في الجيش اليوناني باناغلوتيس ثيودوراكيديس، والذي يشغل أيضا منصب مستشار أمني معتمد لدى الأممالمتحدة ومجلس الأمن.وقدم السفير المغربي لدى اليونان في وثيقته السرية الموجهة لمسؤوليه في الرباط، معطيات تخص رحلة على متن الطائرة كان من المقرر أن تقود الجنرال اليوناني المتقاعد نحو نيويوركالأمريكية، للمشاركة في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة هناك، حيث تضمنت الوثيقة السرية، أرقام الرحلة الجوية وتواريخ الذهاب والإياب من أثينا نحو نيويورك ثم العكس. وكان المثير في تلك الوثيقة، هو عندما راح السفير المغربي يطرح على مسؤوليه امكانية تغيير الرحلة على متن شركة طيران أخرى بدلا من دلتا إيراينز، وعبر خط ومسار آخر، للتقليل من التكاليف، وهو ما يكشف أن تكاليف تلك الرحلة قد سددتها السلطات المغربية، وتحديدا المخابرات.وبالعودة ببحث بسيط في تفاصيل ما جرى في تلك الفترة بمبنى الأممالمتحدة، نجد أن اسم الجنرال اليوناني والخبير الأممي المعتمد قد تردد بكثرة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث كان الجنرال باناغلوتيس ثيودوراكيديس أحد المتدخلين، يوم 5 أكتوبر 2011، غير أن المفاجأة الكبيرة لم نصل إليها بعد. وبالخوض في تفاصيل ما قاله الجنرال اليوناني، نكتشف أن هذا الأخير تطرق لما سماه بالخطر الذي تشكله مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، حيث اعتبرها بمثابة مشتلة لتفريخ الإرهابيين وتجنيدهم.وراح الجنرال اليوناني، يسترسل في الحديث عن مزاعم تفيد باختفاء الكثير من مخيمات الصحراويين، والتحاقهم بالإرهاب، مثل تنظيم القاعدة، مشيدا في نفس الوقت بالمغرب وبسياساته في محاربة الإرهاب والتصدي له. وبدا من خلال تكفل السلطات المغربية بتسديد ثمن تذكرة الطائرة للجنرال اليوناني المتقاعد والخبير الأممي، أن هذا الأخير ليس سوى مجرد عميل للمخابرات المغربية، تم تجنيده من طرف نظام المخزن لضرب الجزائر عبر الزعم بوجود معاقل لتجنيد الإرهابيين في تندوف والترويج لمزاعم تبعية الصحراء الغربية للمغرب، مقابل تذكرة طائرة مجانية.