ارتفعت الجريمة الإلكترونية، في الآونة الأخيرة، بشكل صار فيه لزاما دق ناقوس الخطر، فلم يعد يسلم أحد منها. وقائع القضية التي عالجتها محكمة الحراش، أمس، ما هي إلا سيناريو واحد من مئات إن لم نقل الآلاف من تفاصيل جرائم راح ضحيتها أفراد من كل الفئات، المتهم فيها طالب جامعي وآخرون أحدهما تلميذ بالثانوي، اللذين خططا وضربا موعدا لصديق تعرفا عليه عبر «الفايسبوك»، حيث تم الاعتداء عليه وسرقة أغراضه ونزع ملابسه وتصويره شبه عارٍ وابتزازه بنشرها عبر «الفايسبوك» إن لم يرضخ لأوامرهم ودفع 3 ملايين سنتيم. واستنادا إلى ما تم تداوله في محاكمة المتهمين الثلاث الذين استفادوا من إجراءات الاستدعاء المباشر، فإن تحريك الدعوى العمومية جاء عقب شكوى تقدم بها الضحية، الذي أفاد في شكواه أنه المتهم الطالب الجامعي الذي جمعته به صداقة عبر «الفايسبوك»، ضرب له موعدا للالتقاء بحي طماريس في المحمدية بالعاصمة، حيث تم ترصده من رفقة اثنين من أصدقائه أحدهما طالب بالثانوي، حيث تم الاعتداء عليه بالضرب وسرقة هاتفه النقال وتجريده من ملابسه والتقاط له صور مخلة بالحياء وهو شبه عار، وغادروا المكان، حيث تم ابتزازه بعدها بنشر صوره على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» إن لم يرضخ لأوامرهم بدفع مبلغ مالي يقدر ب 3 ملايين سنتيم، أين قام الضحية مباشرة بالتوجه إلى مصالح الأمن وتقييد شكوى ضدهم، وقد استندت مصالح الشرطة خلال مباشرة التحري في فحوى الشكوى إلى الحساب الإلكتروني للطالب الجامعي، وتم التعرف على هويته وتوقيفه، فيما تم العثور على الهاتف النقال عند أحد المتهمين بعدما بيع له، وتم بناء على ذلك تكثيف التحريات وتوقيف الجميع ومتابعتهم قضائيا بتهمة تكوين جماعة أشرار والسرقة بالعنف والتهديد بالتشهير، حيث مثُل، أمس، المتهمون أمام هيئة محكمة الحراش لمواجهة التهم سالفة الذكر، حيث أكد المتهم الرئيسي أنه قام بحذف الفيديوهات والصور التي التقطها للضحية وأنه لم يقم بنشرها، وفند استعمال السكين في الاعتداء، حسبما صرح به الضحية الذي غاب عن جلسة المحاكمة، أين أكد أن المتهمين هددوه بالسكين وصعقوه بصاعق كهربائي، وأمام المعطيات المقدمة، التمس ممثل الحق العام توقيع عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا مع 100 ألف دج غرامة مالية .