تسببت الأمطار المتهاطلة بولاية تيزي وزو في الفترة الأخير، في إتلاف منتوجات أزيد من 200 حرفي مشارك في الصالون الوطني للصناعات التقليدية المنظم مؤخرا بذات الولاية، الأمر الذي أثار تذمر المشاركون الذين تساءلوا عن تعويضهم الخسائر التي لحقت بهم. سجلت "النهار" أول أمس خلال تنقلها في أجنحة معرض الصالون الوطني الزول للصناعات التقليدية الذي احتضنته قاعة تازرورت للرياضات، وضعية كارثية لظروف الصالون، أين أصبحت القاعة ممتلئة بمياه المطر التي وصل ارتفاعها إلى 10 سم، حسب ما صرح به الحرفييين، والتي أتلفت نصف منتوجات الحرفيين الذين جاؤوا من 40 ولاية ليشاركوا في هذا الصالون، واقتربنا من الحرفيين الذين عبروا لنا عن حالة الاستياء و الغضب الشديدة التي يعيشونها، بسبب المفاجأة التي لم ينتظروها، في ظروف احتضان الصالون التي لم يرتب فيها المنظمون أية توقعات خاصة وأن القاعة مهيئة للرياضات وليست للمعارض و سقفها مفتوح الجوانب، استجابة للنشاطات الرياضية -حسب تعبيرهم- فمن بين السيدات الحرفيات من عرضّن منتوجات من الزرابي في ساحة القاعة إلى أشعة الشمس، ومن الحرفيين من رأيناهم ينشفون الأرضية وسط غضب وفوضى كبيريين، وأجمع الحرفيين الذين شارك معظمهم في عدة معارض دولية ووطنية، أن هذه المرة الأولى التي تقع لهم هذه الحالة التي وصفوها بالكارثية، وهو ما أكدته لنا بوزيد نجاة حرفية من ولاية متليلي، وهي تضع منتوجاتها من زرابي غرداية المبللة مصرحة بما يلي: إنها حقا مفاجأة لم نكن نظن أننا نجد هذه الظروف في احتضان صالون وطني." أما بن غالية زهرة وصافية نصيرة حرفيتين في صناعة الملابس الجاهزة، قدمتا من ولاية شلف و ورڤلة، فقد أكدتا لنا أن تقديرهن الشخصي للخسائر كل واحد منهن على حدى، التي لحقت بمنتوجاتهن تتعدى 5 ملايين سنتيم، وأن نصف المنتوجات التي من المفروض عرضها، تركت في ثانوية الخنساء في مرقد البنات الذي خصص لإيواء الحرفيات خلال هذا الأسبوع، وتفقدنا بعض المنتوجات التي تستعمل فيها الصوف كالوسادات "جهاز العروس"، عوضت فيها الصوف بقطع ألبسة أكياس منفوخة ..وأضافتا نحن مستاءتان، وحتى الآن لم يكلمنا أي مسؤول عن تعويض الخسائر. من جهة أخرى صرح لنا أحد أعضاء لجنة تنظيم الصالون، أن اللجنة لا تتكفل بتعويض الحرفيين على منتوجاتهم التي لم تباع بسبب خسارتها، وأن هذه ظروف طبيعية لا للجنة التنظيم يدا فيها، وأكد أن لجنة التنظيم تضيف يوميين آخريين للصالون على حساب اللجنة، لتمكين الحرفيين من بيع منتوجاتهم. للتذكير؛ أشرف على تنظيم الصالون الأول للصناعات التقليدية، المجلس الشعبي الولائي بمشاركة كل من غرفة الصناعات التقليدية والحرف للولاية، ومديريتي الشباب والرياضة وديوان مؤسسات الشباب وجمعية "تاموسناو" الثقافية.