شدّدت "أمينة حريش" المختصة في علم الإجتماع، الأحد، على انّ المال والأنتريت والإهمال صارت قنابل حقيقية تفخخ منظومة الطفولة بالجزائر، ولاحظت "حيرش" في مقابلة حصرية مع "النهار أونلاين" أنّ الأسرة الجزائرية أضحت مستقيلة وسط زحف 4 محاذير كبرى. في حوار خصّت به "النهار أونلاين"، اعتبرت "حريش" الخبيرة الاجتماعية المخضرمة، إنّ اهمال الآباء وتفكيرهم في الأمور المادية فحسب، جعل نوع من الإجرام يتفاقم لدى الأطفال وحتى الفتيان، على نحو جعل هؤلاء في خانة "المجرمين" أو "ضحايا الإجرام"، وعلّقت "حيرش": "الأولياء تجاهلوا أدوارهم الأساسية في التربية وتنشئة الأطفال على القيم والمثل العليا". وقالت "حيرش" إنّ النفس البشرية أصبحت رخيصة جدا في المجتمع الجزائري، حيث صار منطق "جيب حقك بالقوة" هو اللغة المهمينة داخل الأسرة الجزائرية، ما أفرز جرائم قتل بطرق بشعة من تنكيل وتقطيع للجثث. وتحدثت الخبيرة الاجتماعية عن وجود سببين آخرين يدفعان أصحاب العقول الجاهلة إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم في حق أطفال لم يتجاوز سنهم عمر الزهور، أحدهما التنكيل بأجسادهم لاستعمالها في الشعوذة، واستعمالها في طقوس خطيرة بغية كسب المال أو الزواج، أما الثانية فهناك من يُقدم على ارتكاب هذه الجرائم الشنعة بغرض بتر أحد أعضاء الأطفال والمتاجرة بها لكسب المال القليل. وفي الأخير، دعت "حريش" أرباب الأسرة الجزائرية إلى القيام بواجبهم النبيل إزاء أبناءهم ومراقبتهم لمنع حدوث مثل هذه الجرائم في المستقبل. وأتت تصريحات "حيرش" ل "النهار أونلاين" غداة الانتشار المريب والمرعب لظاهرتي اختفاء واختطاف الأطفال، في منحنى تصاعدي منذ سنة 2013، ما تسبّب في حالة من الهلع والخوف عند عدة عائلات جزائرية وحتى العائلات التي تأتي من الخارج في اطار السياحة وزيارة الأقارب، خوفا من فقدان فلذات أكبادهم.