يتحدث قائد المنتخب المصري والأهلي أحمد حسن في هذا الحوار الحصري الذي خصنا به، عن المباراة الحاسمة التي ستجمع المنتخب المصري أمام منتخبنا الوطني يوم 7 جوان القادم بملعب تشاكر بالبليدة، وبلغة الواثق من قدرة "الفراعنة" على العودة بكامل الزاد إلى الديار، لم يتوان الرقم واحد في المنتخب المصري أحمد حسن، في التأكيد على أن المصريين لا يرون أنفسهم إلا في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، على الرغم من الصبغة الدبلوماسية إن صح القول التي أضفاها على بعض أجوبته، مناشدا الجماهير الجزائرية مناصرة منتخبها في حدود المعقول على حد قوله- تفاديا لحدوث أية تجاوزات، إلى جانب تطرقه إلى مجمل النقاط التي كانت محور هذ ا الحوار. صباح الخير، الكابتن أحمد حسن -(ايوه) من معي؟ معك صحفي من الجزائر وبالتحديد من يومية "النهار الجزائرية" - أهلا وسهلا ، تفضل أنا تحت الخدمة قبيل أيام قلائل عن موعد المباراة المنتظرة من قبل الشعبين الجزائري والمصري، هل لنا أن نقف على حالة الشارع المصري ؟ الأكيد أن حالة الشارع المصري هي نفسها الموجود في الجزائر، فالجميع ينتظر هاته المواجهة على الرغم من أني شخصيا كلاعب في المنتخب المصري أرى أنها مواجهة عادية بين فريقين شقيقين برسم التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأسي العالم وإفريقيا 2010، على اعتبار أن كلا المنتخبين مازالت تنتظرهما مأموريات أخرى لا تقل صعوبة في باقي المشوار، إلا أن تقابل منتخبين شقيقين كالمواجهة المنتظرة بين منتخبنا ومنتخبكم الجزائري يوم 7 "يونيو" (كما قالها) تجعل المباراة تأخذ كل هاته الموجة الإعلامية. -كيف تجري الاستعدادات لهاته المواجهة ؟ إلى حد الآن مازلنا لم ندخل بعد في معسكر تحضيري تحسبا للمواجهة، لكن الاستعداد الذهني يبقى قائما بالطبع. -صراحة كيف ترى هاته المباراة، وحظوظكم في العودة بنتيجة من الجزائر ؟ المباراة ستكون قوية بين منتخبين شقيقين كما سبق وأن ذكرته لك آنفا، كل واحد فينا يسعى إلى تحقيق الفوز، فالمنتخب الجزائري أكيد أنه سوف لن يرض سوى بالنقاط الثلاثة بميدانه وأمام جمهوره، لكننا من جهتنا جد مصرين على العودة بالفوز من الجزائر على الرغم من إقراري بأن المأمورية سوف لن تكون سهلة، إلا أننا عازمين كما هو الحال بالنسبة لمنتخبكم على الظفر بالنقاط الثلاثة وإن شاء الله نوفق في مهمتنا و"حنكسب" المباراة ونسعد جماهيرنا التي لا ترى مصر سوى في مونديال جنوب إفريقيا 2010. -الملاحظ في حديث المصريين سواء كلاعبين أو جهاز فني أو إداري، هو إصراركم على بلوغ المونديال بالرغم من التعثر المسجل في الجولة الأولى أمام زامبيا. أي منتخب لديه الحق في أن يثق في قدرته على بلوغ هدفه المنشود وإيمانه بذلك إلى آخر لحظة، صحيح أن بدايتنا لم تكن كما كنا نصبوا إليها أمام منتخب زامبي قوي ويملك مجموعة قوية ومتجانسة، إلا أننا في بداية التصفيات لا غير والعودة بفوز من الجزائر سيبعث حظوظنا في مواصلة السباق وهو ما سنعمل على تجسيده على أرض الواقع بالرغم من تأكيدي مرة أخرى أن مأموريتنا عندكم لن تكون سهلة على الإطلاق، لكن من جهتنا سنتنقل إلى بلادكم وكلنا عزم على العودة إلى مصر بكامل الزاد إن شاء الله، وهدف المونديال كان حتى قبل انطلاق التصفيات وكما قلت لك سابقا فنحن المصريون لا نرى أنفسنا سوى في المونديال بعد غياب طويل عن هذه التظاهرة العالمية، خاصة بعد تألقنا في آخر دورتين إفريقيتين، وهو ما جعل حلمنا المنشود هو الصعود إلى كأس العالم. من خلال تفاؤلك هذا، نلاحظ أنكم لا ترون أنفسكم سوى عائدين بكامل الزاد من الجزائر. أود التوضيح هنا أن هذا التفاؤل مشروع لأي منتخب ولأي جمهور كما هو الحال بالنسبة لكم الجزائريين، لكن هذا لايعني على الإطلاق أننا سوف لن نجد أي مقاومة أمام المنتخب الجزائري الذي يبقى منتخبا عربيا شقيقا وقويا، ولو كان الأمر يتعلق بإمكانية تأشيرتان للتأهل إلى المونديال لتمنيت أن نصعد رفقة الجزائر وهذا لسان حال كل مصري، فنحن أشقاء قبل كل شيء وهذه مباراة في كرة القدم لا أكثر ولا أقل. صراحة كيف تتوقع أن يكون الاستقبال بالجزائر لحظة قدومكم وأثناء المباراة ؟ لا أشك على الإطلاق أن الاستقبال سيكون متميزا وسنحظى بحفاوة استقبال كبيرة من طرف إخواننا الجزائريين، على اعتبارانا شعبين عربيين شقيقين، وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا حتى لا أقول أنه لا يوجد أي شيء يفرقنا، وبالتالي لا توجد أي مخاوف من جانبنا بل بالعكس تماما من ذلك ننتظر أن يكون الاستقبال جد أخوي من شعب عهدنا فيه الطيبة والكرم، ونفس الأمر سيكون خلال مباراة العودة عندنا بمصر فسيكون إخواننا الجزائريين في بلدهم الثاني مصر، كما أعتقد أن تسوية بعض المشاكل التي كانت عالقة بيننا كإخوان خاصة على الصعيد الرياضي إلى جانب المبادرات الطيبة التي كانت من الطرفان ساهمت بقسط كبير في تلطيف الأجواء. تقصد حل قضية اللاعب الدولي الجزائري السابق لخضر بلومي - هذا ما قصدته بالطبع، فحل قضية الأخضر بلومي (كما قالها) ساهمت لا محالة في تنقية الأجواء، وهو ما سنقف عليه خلال قدومنا إلى الجزائر، إلى جانب مبادرات أخرى أبرزها زيارة نجم منتخبنا المصري أبو تريكة للجزائر والتي كانت خطوة جد مهمة من قبلكم الجزائريين، ما يؤكد الإرادة الكبيرة التي تحذو الجميع في البلدين لجعل المباراة قبل كل شيء عرسا عربيا يرقى إلى المكانة الطيبة التي تحظى بها الكرة المصرية والجزائرية، وإن شاء الله سيكون الجميع من لاعبين وجمهور، فاعلين في إنجاح هذا العرس الكروي. - بالرغم من كل ذلك، إلا أن التخوف سائد من حدوث تجاوزات على اعتبار أهمية نقاط المباراة إلى جانب السيناريوهات السابقة التي حدثت في المباريات السابقة بين المنتخبين ؟ لا أعتقد ذلك، ما حدث في الماضي يبقى ماضي وجب طيه ونحن أبناء "النهارده"، كما قلت الإرادة جد كبيرة لتفادي تكرار مثل هذه السيناريوهات، هذه مباراة في كرة القدم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتسبب في العداوة بين شعبين شقيقين، وأنا من المؤمنين بأن المصريين والجزائريين أحباء على الرغم من بعض التجاوزات الصغيرة التي حدثت في أوقات سابقة، المباراة ستلعب في 90 دقيقة والأحسن والذي يستحق الفوز فألف مبروك له، كل واحد فينا يطمح إلى تحقيق الفوز وهذا حق مشروع لكلينا، لكن الفاصل يبيننا سيكون أرضية الميدان، وإذا فازت الجزائر واستحقت ذلك فسنهنئها على ذلك. بعيدا عن الخطاب الديبلوماسي، ألا تخشون من الضغط الجماهيري الجزائري خاصة وأنه لطالما شكوتم من الحماسة الكبيرة لجمهورنا ؟ من حق الجمهور الجزائري أن يناصر منتخبه القومي بكل قوة، كحق الجمهور المصري في ذلك، لكن كل ما أتمناه من أعماق قلبي أن لا يخرج ذلك عن النطاق المسموح حتى يتم تفادي أي أمر قد يحول دون إنجاح هذا العرس الكبير الذي نترقبه يوم 7 جوان القادم، وأنا متفائل من أن الجمهور الجزائري سيناصر منتخبه في حدود المعقول إن شاء الله. المباراة ستلعب بملعب البليدة الصغير نوعا ما، ألا يشكل لكم ذلك عائقا على اعتبار تعودكم اللعب في ملاعب كبيرة ؟ من حق الجزائر أن يلعب منتخبها في أي ملعب يراه الأنسب لاحتضان المواجهة، نحن من جهتنا ليس لدينا أي مشكل، ملعب كبير أو صغير نحن جاهزون لهذا اللقاء والأحسن يفوز على الرغم من إصرارنا الكبير على العودة بنتيجة ايجابية من البليدة. ماهي العناصر التي تعرفها في المنتخب الجزائري لا أخفي عليك ليس لدي اطلاع كبير على عناصر منتخبكم، ممكن أعرف وجوه لكن أن أعرف أسماء معينة فلا أعرف، خلال تجربتي الاحترافية في بلجيكا (يقصد مع اندرلخت) واجهت فرق تضم عناصر جزائرية، وكان هنالك جزائريون كثيرون كانوا أصدقاء لي وعلاقتي بهم كانت جد طيبة. وماذا عن المنتخب الجزائري والكرة الجزائرية بصفة عامة، هل لك نظرة معينة ؟ بالنسبة للمنتخب الجزائري فهو عائد بقوة في الأعوام القليلة الأخيرة، ويملك مجموعة متجانسة وطاقات شبانية لا بأس بها، وستكون الفرصة مواتية خلال معسكر عمان لاكتشافه جيدا من خلال أشرطة الفيديو التي من المنتظر أن نشاهدها، أما بالنسبة للكرة الجزائرية فهي كرة عربية عريقة لا مجال للنقاش فيها، لكنها مرت بفترة فراغ مؤخرا لكن أتوقع عودتها السريعة. وماذا عن العناصر الدولية السابقة ... من منا لايعرف الأخضر بلومي أو رابح ماجر أوصالح عصاد، أو أسماء أخرى ستظل ساطعة في سماء الكرة العربية من خلال المردود الجيد الذي قدمته والصورة المشرفة التي تركتها لدى العالم بأسره والتي تشرفنا بها كعرب، تمنياتي أن تعود هاته الأيام "الكويسة" للكرة الجزائرية وللشعب الجزائري الحبيب. هل يمكن القول أن المنتخب المصري قد تجاوز نهائيا أزمته الأخيرة ؟ أية أزمة، هل بالإمكان أن توضح أكثر ؟ ما قصدته الأزمة التي أعقبت التعثر المسجل أمام زامبيا والخلافات التي حدثت بين زكي وميدو بدرجة خاصة - الحمد لله لقد طوينا هاته الصفحة نهائيا وتركيزنا منصب كله على لقاء "الڤزاير"، كما أن العلاقة عادت إلى مجاريها بين زكي وميدو، حدث سوء تفاهم فقط والحمد لله طوي نهائيا. وماذا عن أزمة الأهلي المصري بعد خروجه المبكر من كأس رابطة الأبطال الإفريقية ؟ لا أزمة ولا "أي حاجة"، كل ما في الأمر أن الإرهاق والتعب الشديدين قد نالا منا بعد مواسم عدة دون توقف، حاليا نلعب منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية التي نسعى جاهدين للتألق فيها، وبالتالي لا وجود لأي أزمة في الكرة المصرية، صحيح أن تركيبة منتخبنا القومي متكونة في أغلبها من لاعبي الأهلي، إلا أن ذلك لايعني على الإطلاق أن الكرة المصرية تعيش أزمة خاصة والأسباب الرئيسية لهذا الإقصاء كان بفعل الإرهاق. ماذا تود أن تقول في الأخير ؟ أشكر جريدتكم على هاته الفرصة التي أتحتموها لي للتخاطب مع أشقائي الجزائريين الذين أتوقع منهم استقبالا مميزا يليق بمستوى الأخوة الكبيرة التي تجمعنا، وإلى الملتقى إن شاء الله.