شهد مقر بلدية الذرعان بالطارف، أمس الأول، محاولة انتحار جماعي لعشرين شابا بعد أن أغلقت في وجوههم كل فرص الظفر بمناصب الاندماج الاجتماعي، محملين المسؤولية لوكالة التشغيل التي اتهموها بالفشل وسوء التسيير في التكفل بانشغالهم، كما نددوا بلا مبالاة السلطات المحلية، ليلجأ الشاب بوسنة رياض 30 سنة متزوج وأب لطفلين إلى مزرعة فداوي موسى ويصعد إلى أعلى القصر الإستعماري الذي كان عبارة عن مصنع للخمور، ويهم برمي نفسه مهددا بالانتحار، مما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية لإقناعه بالعدول عن قراره أمام مرأى كل سكان التجمع الذي تجاوز عددهم 5 آلاف نسمة. ''النهار'' تحدثت إلى الشاب رياض الذي قال بأنه يفضل ''النهار'' عن غيرها من الصحف الوطنية في تمرير رسالة اليأس التي تعبر عن حالته الكارثية بتأييد كل شباب القرية الذين أجمعوا على تأكيد معاناته ومأساته بسكنه في كوخ قصديري يفتقد إلى كل الشروط الصحية، إلى جانب كونه عاطل عن العمل ولا معيل لعائلته غيره، بعد أن طرق كل الأبواب فوجدها موصدة في وجهه، مصرا في ذات الوقت على إعادة محاولة الانتحار في سبيل أن يعيش ولداه بكرامة.من جهة أخرى، قام خلال هذا الأسبوع شباب القرية بقطع الطريق المؤدي إلى بلدية الذرعان على مسافة 8 كلم، احتجاجا على أوضاعهم وإقصاء قريتهم من كل برامج التنمية، مما استدعى تدخل عناصر الدرك الوطني وخروج سلطات الدائرة والبلدية للتحاور مع المحتجين، الأمر الذي جعلنا نسأل رئيس بلدية الذرعان عن خلفيات الأحداث فرافقنا مباشرة إلى قلب القرية، أين اجتمعنا إلى السكان الذين رحبوا كثيرا بتواجد ''النهار'' التي اعتبروها صوت الحق الجريء، حسب تعبيرهم، أين قادونا إلى كل مواقع العطب وبالفعل تفاجئنا بحياة لا تصلح حتى للحيوانات، مع العلم أن قرية فداوي موسى عبارة عن مزرعة كولونيالية لازالت مستودعات مصنع الخمور للمعمر قيبار شاهدة على البؤس والحرمان، وأحصى السكان العديد من المشاكل المستعصية وفي أولوياتها البطالة، حيث يعاني شباب القرية غياب أي مظهر للتشغيل أمام تلاعب وكالة التشغيل وضعف مناصب الإدماج الاجتماعي التي قدرها رئيس البلدية ب200 منصب فقط لبلدية يزيد عدد سكانها عن 54 ألف نسمة، معظمهم من الشباب، إضافة إلى انتشار السكنات الهشة، حيث عثرنا على 12 عائلة استفادت على الورق بإعانة البناء الذاتي المقدرة ب12 مليون سنتيم لم يحصلوا عليها لحد الآن، وطالبوا بفتح تحقيق حول الفضيحة، كما لم يستفد السكان من أي حصة أو مشروع للسكن الاجتماعي ماعدا بعض الأشخاص الذين تحصلوا على السكن الريفي الفردي.حالة قرية فداوي موسى زادها انعدام شبكة الصرف الصحي وانتشار القمامة وإسطبلات الحيوانات وتهديد نهر سيبوس لأكثر من 50 عائلة بالدمار أثناء الفيضانات كما تنعدم الطرق والمسالك داخل النسيج العمراني وقد طالبوا بحضور والي الولاية للاطلاع عن قرب على حجم الكوارث التي يعانيها مواطنو قيبار على خلاف بقية المناطق وإيجاد حلول عاجلة لمشاكلهم، مضيفين أنهم عقدوا العزم على إعادة الاحتجاج والتهديد بتصعيد ثورة الغضب ما لم تجد صرختهم أذانا صاغية.