و تعد العملية الإنتحارية الثانية منذ بداية السنة الجارية بعد اعتداء الناصرية بولاية بومرداس الذي استهدف مقر أمن الدائرة في إطار سلسلة التفجيرات الإنتحارية التي تبنتها قيادة درودكال منذ 11 أفريل الماضي ، و تفيد مصادر على صلة بالملف أن التنظيم الإرهابي يكون قد حول عملياته إلى معاقله الرئيسية ببومرداس في ظل عجزه عن خرق الطوق الأمني المشدد بالعاصمة لتنفيذ عمليات انتحارية تهدف من ورائها لتحقيق ضجة إعلامية . و قالت مراجع أمنية محلية أن الانتحاري استغل الطريق الوحيد غير المؤمن و هو عبارة عن طريق صغير يتوسط سكنات و متاجر و قاعات شاي بعد تطويق جميع المداخل المؤدية إلى وسط المدينة التي يتواجد بها مقر دائرة الثنية ، البلدية ، وكالة البريد ، مقر أمن دائرة الثنية ، مدارس ابتدائية إضافة إلى محلات تجارية عديدة حيث تم منع توقف السيارات إضافة إلى غلق الطرقات المؤدية إليها بحواجز اسمنتية باستثناء هذا الطريق الذي كان عبارة عن مساحة مخصصة لبناية سكنات انهارت في زلزال 21 ماي 2003 الذي ضرب ولاية بومرداس و لاتزال العديد من البنايات تخضع للترميم ، و تضيف هذه المصادر أن مصالح الأمن كانت قد طلبت من البلدية غلق هذا الطريق في وقت سابق . وتساءل العديد من المواطنين الذين تحدثت إليهم "النهار" أمس بمسرح الانفجار عن نجاعة الإجراءات الأمنية خاصة بعد تطويق المنطقة بالحواجز الأمنية الثابثة منها حاجز بمدخل المدينة تابع لأفراد الجيش و أفراد الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية و آخر بوسط المدينة تابع لأفراد المن العمومي على بعد أمتار من موقف الحافلات و حاجز ثالث تابع لأفراد الشرطة القضائية و خامس بمخرج المدينة ليتساءل المواطنون عن مسار السيارة المفخخة و كيفية اختراقها الحواجز الأمنية العديدة . و أشارت مصادر أمنية محلية أن قوات الجيش التي تواصل عملية التمشيط بمعاقل الإرهاب ببومرداس تمكنت من القضاء على 4 إرهابيين أحدهم ينحدر من منطقة أولاد علي بمنطقة الثنية و قد تعرفت عائلته على جثته لكنها رفضت استلامها و دفنها و لاتزال محفوظة في مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الثنية . و تتزامن هذه العملية مع ارتدادات الدراسة الشرعية التي نشرها تنظيم "حماة الدعوة السلفية " تحت إمارة محمد أبي جعفر السلفي" على موقعها على الانترنيت التي حرم فيها العمليات الإنتحارية استنادا إلى تبريرات شرعية و كانت وراء إقناع العديد من الإرهابيين بالتوبة منهم 4 بولايتي بومرداس و تيزي وزو ، وتحاول قيادة درودكال الرد على الفتوى بتنفيذ عمليات أخرى ما يؤكد تمسكها بمنهجها التكفيري و عملياتها التي تحمل بصمات "الجيا" .