كشفت آخر الإحصاءات أن الجزائريين يفضلون استعمال الرسالة القصيرة المتبادلة عبر النقال باعتبارها أكثر سرعة و لا تكلف الكثير حيث أكدت مصادر مطلعة ل 'النهار' أن عدد الرسائل القصيرة فاق 6 ملايين رسالة في اليوم، أي حوالي 180 ألف رسالة في الشهر. ولتسليط الضوء على الظاهرة، اقتربنا من بعض الشباب الذين يتراوح سنهم مابين 18 و30 سنة حيث أجمعوا على استعمال الرسائل القصيرة لأسباب اقتصادية، فكريم 23 سنة طالب جامعي يفضل استعمال الرسائل القصيرة وذلك بهدف توفير ثمن المكالمة الهاتفية الذي يفوق ثمن الرسالة القصيرة، خاصة و أن فئة الشباب المستجوبين يمثلون الطلبة وكذا الشباب العاطلين عن العمل، فمحمد 28 سنة عاطل عن العمل يرى في الرسائل القصيرة وسيلة سهلة وغير مكلفة، خاصة و أن متعاملي الهواتف النقالة قد أخذوا بعين الاعتبار الشباب ذوي القدرات الشرائية المحدودة وذلك باقتراح رسائل قصيرة مجانية زيادة عن خدماتها. ولم يقتصر استعمال الرسائل القصيرة على الطلبة والشباب البطال فقط بل شمل أيضا العمال سواء في القطاع العام أو الخاص حيث كانت مفاجأتنا كبيرة حين رصدنا الأجوبة، فأغلبية العمال يستعملون الرسائل القصيرة دون غيرها وذلك على حسب تعبير "مهدي بلوز" 32 سنة إطار في مؤسسة خاصة أنها سهلة و خفيفة، حيث تستعمل هذه الفئة الرسائل القصيرة في كل اتصالاتها سواء في الوسط المهني أو في الحياة اليومية وخاصة الأعياد والمناسبات لاتسامها بالبساطة والسرعة أما جابر38 سنة عامل في مؤسسة عمومية يلجأ إلى الرسائل القصيرة في جميع اتصالاته، إلا أن تطور تكنولوجيات الاتصال قد غير الكثير من عادات وتقاليد المجتمع الجزائري، فبعدما كانت صلة الرحم تطبع حياة الجزائريين خاصة في الأعياد و المناسبات أصبحت في عصر العولمة مجرد"صح عيدك"رسالة قصيرة خالية من كل روح إنسانية.