بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى كافة أفراد أسرة المرحوم المجاهد الشريف بلقاسم الذي وافته المنية اليوم الثلاثاء بباريس عن عمر يناهز 79 سنة إثر مرض عضال. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة : "شاء القدر المحتوم أن يرحل عن دنيانا المجاهد و رفيق السلاح المرحوم الشريف بلقاسم ملتحقا بالرفيق الأعلى". وأوضح رئيس الجمهورية أن الرجل "كان واحدا من أبناء الوطن البررة تعلقت همته منذ كان طالبا بالنضال في سبيل تحرير وطنه و إيقاظ الوعي الثوري في الطلائع الطلابية فكان عضوا نشطا في اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين إلى أن إلتحق بثورة نوفمبر الخالدة في الولاية التاريخية الخامسة و أبلى فيها البلاء الحسن". وأضاف قائلا : "و بفضل إيمانه بالقضية و وفائه لرسالة التحرير و كفاءته في قيادة رجاله في الجهاد تدرج في المناصب حتى أصبح عضوا في قيادة العمليات كضابط سامي و لما فتح الله على وطننا و يسر له الحرية و إنتزاع السيادة من براثن المحتل بفضل تضحيات يعجز البيان عن وصفها انتدب المرحوم نائبا في المجلس الوطني ثم عين وزيرا للإرشاد القومي فالمالية ثم وزيرا للدولة مكلفا بالمجلس الوطني الإجتماعي و الإقتصادي إلى جانب عضويته في مجلس الثورة آنذاك". وأكد على أن الفقيد الشريف بلقاسم "أدى مهامه على أكمل وجه و ظل على الدوام عينا مفتحة على شعبه و وطنه يفرح لفرحه و يألم لحزنه إلى أن وافته المنية عطر الله تربه و بوأه مكانا عليا إلى جانب إخوانه الشهداء و أغدق عليه من لدنه رحمة و ثوابا". "لقد فقدت فيه -- يقول الرئيس بوتفليقة -- رفيق الدرب الطويل و فقدت فيه الجزائر المناضل و المجاهد و الاطار الكفء الذي أدى الواجب بإيمان و إخلاص". وبعد أن أشار إلى أن نعيه اليوم "ليشق على النفس و يعصر القلب ألما وحسرة" ذكر رئيس الجمهورية بأنه "ما حيلة المرء امام قضاء الخالق و قدره المحتوم على جميع خلقه سوى أن نلوذ بالصبر و نلجأ بقلوبنا و جوارحنا إلى الخالق جل و علا نسأله الرحمة و المغفرة و نبتهل إليه أن يرفق بروحه و ينزل على قلوب أهله وذويه و رفاقه و أصدقائه الصبر الجميل و أعرب لهم جميعا عن صادق العزاء و خالص الدعاء". وخلص الرئيس بوتفليقة برقيته مذكرا بالآية الكريمة : "و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون".