ارتأت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، وبعد أن تكرست قناعتها بتورط المتهم "س.م" في إزهاق روح صديقه وجاره الضحية "ب.ر"، بإنزال عقوبة السجن المؤبد في حقه بعدما طالبت النيابة العامة بمعاقبته بالإعدام، فيما تأسست زوجة الضحية طرفا مدنيا في القضية. الضحية والمتهم صديقين وجارين منذ مدة طويلة من الزمن، بل وحتى قريبين لأن المتهم متزوج من ابنة خالة المرحوم وتوطدت علاقتهما عندما توجها للعمل معا بالعاصمة، أين اشتغلا كبنائين بإحدى الفيلات لابن منطقتهم المقيم بفرنسا والكائنة بواد السمار، حيث عينهما كحارسين لها وبقيا يعملان بالعاصمة ويقيمان بجزء من الفيلا إلى أن انقطعت أخبار الضحية الذي شغل بالهم كثيرا، ولما عاد المتهم واستفسروه أخبرهم أنه قتله ولم يأخذوا هذا على محمل الجد. ولما زاد قلقهم توجهوا إلى العاصمة وبالضبط إلى الفيلا التي كان يشغلها المعنيان بالأمر، طلبوا مفاتيح من ابن أخ صاحب الفيلا المغترب، وبالاقتراب من المكان الذي كانت تنبعث منه الروائح الكريهة وبعد فتح الباب تفاجأوا بالضحية جثة هامدة ملقاة على الأرض وعليه إصابات بليغة على مستوى الرأس الذي نزف كثيرا، وفي تلك الأثناء تقدم المتهم الذي انهار تماما إلى مركز الدرك الوطني بسطيف رفقة أخيه لتسليم نفسه بعد الإبلاغ عن الجريمة التي قام بها، وبهذا الخصوص فقد تطابقت تصريحات المتهم عبر جميع مراحل التحقيق وما جاء أمام هيئة محكمة الجنايات أمس، أين اعترف بقتله للضحية موضحا أنه لم يكن ينوي قتله. الوقائع تعود إلى تاريخ 23 أفريل من السنة المنصرمة، وبعد تناولهما العشاء معا أخبر الضحية المتهم أنه حينما كلفه الأسبوع الماضي بتسليم مبلغ مالي قدره 5 آلاف دينار لزوجته اغتنم الفرصة وقضى الليلة رفقتها، هذا الاعتراف الخطير أعمى بصيرته وجن جنونه حسب ما صرح به، مضيفا أن الضحية كررها على مسامعه عدة مرات، الأمر الذي جعله-أي المتهم- يستشيط غضبا فحمل قطعة خشبية ووجه له بها عدة ضربات لا يتذكر عددها أو إلى أين كانت موجهة، وانصرف تاركا إياه وتوجه بعدها إلى خميس الخشنة ومن ثَمّ إلى سطيف، مضيفا أنه تأكد من موته بعد أن انقطعت أخباره. وفي السياق ذاته، أكدت الخبرة المنجزة على الضحية أنه توفي بعد إصابته بآلة حادة على مستوى الرأس أدت إلى إصابته بنزيف حاد، أما الخبرة المجراة على المتهم فأكدت أنه كان في جميع قواه العقلية بتاريخ الوقائع. زوجة الضحية وفي كلمتها للعدالة صرحت أنها لا تريد تعويضات مالية عن زوجها بل تريد تسليط عقوبة الإعدام في حق من خدع الصداقة وقام بقتله وتيتيم أولادها الثلاثة، أما الرزق فهو على الله.