قضت المصالح الأمنية العسكرية أول أمس ليلا، على الإرهابي ''توجي أعمر''، البالغ من العمر 25 سنة، والمنحدر من دلس الساحلية وتحديدا في حي الميناء، والذي تم تجنيده حديثا من طرف الجماعات الإرهابية بعدما تمكنت قوات الجيش من القضاء على شقيقه الإرهابي بالجبل، في إحدى عملياتها التمشيطية سنة 2004، فيما تمكنت ليلة أول أمس مصالح الأمن من القضاء عليه بحي البساتين بدلس شرق الولاية بومرداس. ومن معلومات مؤكدة ل''النهار''، فإن الإرهابي المقضى عليه تم تكليفه من طرف جماعات التنظيم الإرهابي المنضوية تحت إمارة عبد المالك درودكال بتنفيذ عملية انتحارية بتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف لاستهداف إحدى المراكز الأمنية الحساسة ببلدية دلس، والتي لم تحدد بعد أية واحدة منها، وهو المخطط الإرهابي الدموي الذي تم إحباطه من طرف رجال الأمن، والذي حاول تنفيذه الانتحاري التابع لتنظيم درودكال، قصد كسب الصدى الإعلامي المرغوب، خاصة أمام تراجع نشاطه بمنطقة الوسط. وحسب مصادر أمنية ل ''النهار''؛ فإن عملية القضاء على الإرهابي الذي كان مرشحا للقيام بإنتحار دموي بدلس، كان قد انتهى من تفخيخ نفسه في إحدى الكازمات بالمنطقة، ليتنقل مشيا على الأقدام من أجل ركوب السيارة التي كانت ستقله إلى المكان المستهدف، غير أن فطنة رجال الأمن حال دون تنفيذ العملية الإنتحارية، والتي تم إحباط آخر مرحلة منها في حدود الساعة منتصف الليل أثناء عملية استطلاع وترصد تحركات الإرهابي، حينها حاولت مصالح الأمن سابقا إيقاف الإنتحاري وإقناعه بتسليم نفسه، بعدما تأكدت من أنه ينتمي للجماعات المسلحة، غير أنه رفض ذلك محاولا الفرار، ما أدى بمصالح الأمن إلى إطلاق وابل من الرصاص عليه، أسفر عن مقتله مباشرة واسترجاع سلاحه. وحسب المصادر نفسها؛ فإن الانتحاري كان بصدد التنقل إلى الموقع المستهدف والمخطط له بصفة مسبقة، لتوقيع الجريمة الإنتحارية التي كلفته بها جماعات درودكال الإرهابية، كما أنه كان في آخر مرحلة من مراحل التدريب لتنفيذ الاعتداء من خلال إرتدائه الحزام الناسف، حيث يعمد الإرهابيون في كل مرة إلى عزل العناصر المرشحة للعمليات الإنتحارية أولا لمدة تقارب الأربعة أشهر، قصد إقناعهم وتعريضهم لعملية غسيل المخ لتليها مرحلة التخطيط لكيفية التنقل والوصول إلى الموقع المستهدف، ومن ثمة إرتداء الحزام الناسف والتنفيذ الميداني يبقى الخطوة الأخيرة في العملية ككل. وتأتي هذه العملية المتمثلة في القضاء على الإنتحاري الذي كان مرشحا لسفك الدماء، من خلال استعداده النهائي للعمل على تنفيذ مخطط درودكال الدموي بعد مرور سنتين من العملية الإنتحارية، المتمثلة في تفجير مقر حرس السواحل صائفة 2007 بمدينة دلس، وهي العملية التي خلفت استشهاد أزيد من 50 جنديا وإصابة العشرات منهم بجروح متفاوتة الخطورة. وحسب مصادرنا؛ فإن عملية تحديد هوية الإرهابي تمت مباشرة بعد نقله لمصلحة حفظ الجثث بمستشفى دلس، باعتباره ينحدر من نفس المدينة. من جهة أخرى، حالة من التشديد الأمني والمراقبة البرية سادت المنطقة مباشرة صباح أمس، تحسبا لأية عمليات جانبية عادة ما تعتمدها الجماعات الإرهابية للفت الإنتباه وتشتيت تركيز مصالح الأمن، قصد الهروب والتنقل إلى مواقع أخرى خوفا من المطاردة الأمنية لهم.