كان ينتحل صفة «كلونديستان» ويهدّد ضحاياه بمسدس بلاستيكي المتهم فقد كل أفراد عائلته في زلزال بومرداس.. وسيخضع لخبرة عقلية للتأكد من سلامته كشفت مصادر مطلعة ل«النهار»، أن عميد قضاة التحقيق بالغرفة الأولى لدى محكمة بئر مراد رايس في العاصمة، قد باشر نهاية الأسبوع الماضي، التقصي في قضية هزّت الرأي العام تورط فيها المدعو المدعو «ك.مهدي» البالغ من العمر 28 سنة، وهو سائق سيارة أجرة غير شرعي «كلونديستان» انتحل صفة شرطي، ليتمكن من اختطاف أزيد من 100 فتاة، من بينهن طالبات جامعيات وطبيبة بيطرية وإطار بشركة اتصالات، تحت طائلة التهديد بمسدس بلاستيكي متبوعة بمحاولات اعتداءات جنسية. وقد تم العثور في الهاتف النقال للمتهم على تسجيلات فيديو قام بعرضها للبيع على موقع إباحي فرنسي، مع العلم أنه لم تتأسس سوى ست فتيات كضحايا في القضية، فيما رفضن البقية تقييد شكاوى خوفا من العار والفضيحة. وحسب ذات المصادر، فإن مواصلة التحقيقات مع المشتبه فيه جاءت بعد استئنافه الحكم الصادر في حقه من محكمة الحال، والذي قضى بإدانته بعقوبة 7 سنوات حبسا نافذا، عن عدة تهم ثقيلة تنوعت بين السرقة باستعمال العنف والتهديد وانتحال صفة واحتجاز أشخاص من دون وجه حق وممارسة الأفعال المخلة بالحياء والمساس بحرمة الحياة الخاصة للأشخاص بالتقاط فيديوهات من دون إذن أصحابها وحيازة فيديوهات خليعة ووضع مركبة للسير بلوحة ترقيم غير مطابقة، أين قضت الغرفة الجزائية بإعادة تكييف الوقائع الخطيرة إلى جناية ومواصلة التحقيق مع المشتبه فيه. وبالرجوع إلى تفاصيل القضية التي كانت «النهار» السباقة في نشرها، فإنها تحركت بعد تهاطل عدد من الشكاوى منذ شهر ديسمبر 2016، لدى مصالح الأمن بشأن تعرض العشرات من الفتيات إلى عمليات اختطاف وتحويل تحت طائلة التهديد بسلاح ناري متبوعة باعتداءات جنسية ومحاولات اغتصاب من قبل مجهول يعمل سائقا غير شرعي كان يستغل مركبة سياحية من نوع «ڤولف» الجيل السادس بيضاء اللون. واستغلالا للمعلومات المقدمة، تم فتح تحريات معمقة قادت إلى تحديد هوية الفاعل بعد تعقب تحركاته على مستوى منطقة دالي إبراهيم بتاريخ، 23 مارس 2017، أين تم توقيفه وتحويله على مركز الأمن، ليتبين أنه كان في كل مرة يرتكب فيها جريمته يغير لوحة ترقيم مركبته لإبعاد الشبهات، كما ثبت أيضا أن عددا من ضحاياه استدرجهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» و«الانستغرام»، بعدما عرض عليه خدمات التوصيل على أساس أنه يشتغل «كلونديستان» كعمل إضافي عن مهامه كشرطي. وذلك بغرض زرع الطمأنينة في نفسيتهن، ليقوم بعد أخذهن من أماكن عمومية بعد الاتفاق على نقلهن إلى أماكن معينة بتغيير وجهته إلى أماكن معزولة، متعمدا غلق الباب أوتوماتيكيا لمنعهن من النزول كي يتسنى له تنفيذ جريمته تحت طائلة التهديد بمسدس بلاستيكي، حيث تمكن من الاعتداء جنسيا على بعضهن وتصويرهن في وضعيات مخلة، قبل أن يبتزهن بعرض الفيديوهات للبيع لأحد المواقع الفرنسية الإباحية، في الوقت الذي تمكنت أخريات من الإفلات من قبضته بعد مقاومة عنيفة رغم تجريدهن من أغراضهن الثمينة كالعطور والمال والهواتف النقالة وحتى بعض الملابس كالسترات الشتوية. وحسب مصادر «النهار»، فإن تلك الممارسات راحت ضحيتها 3 شقيقات كانت إحداهن راكبة قربه، حينما طلب من شقيقتيها في الخلف بالنزول لفتح الباب لها من الخارج، لينطلق ويختطف من كانت بقربه بعدما نقلها إلى مقبرة ڤاريدي، إلا أنها تمكنت من الإفلات منه من دون أن يتمكن من إلحاق أي أذى بها، على خلاف فتاة عاملة اختطفها من منطقة سيدي يحيى وقام برميها من السيارة بعدما قاومته ومنعته من التقرب منها لتصاب بكسر على مستوى يدها وتستفيد من عجز قدره الطبيب الشرعي ب 13 يوما. المتهم وخلال التحقيق الابتدائي، اعترف بالجرم مؤكدا أنه استعمل مسدس ألعاب بلاستيكي في تهديد الضحايا اللواتي اتهمهن في وقت سابق أنهن طمعن بماله، في حين تطابقت تصريحات الضحايا اللواتي تأسسن في القضية، في خصوص إقدام المتهم على التوقف لهن على أساس أنه «كلونديستان» ليقلهن من أماكن تشهد حركة كبيرة بالعاصمة، ثم يقتادهن إلى أماكن معزولة ويجردهن من أغراضهن تحت طائلة التهديد، في الوقت الذي حاول الاعتداء على البعض منهن، إلا أنهن تمكن من الإفلات من قبضته. كما أفادت مصادر «النهار» بأن المتهم فقد كافة أفراد عائلته بما فيه والديه بزلزال بومرداس في سنة 2003، ومن المرجح أنه يعاني من اضطرابات عقلية دفعته إلى ارتكاب جريمته، حيث من المتوقع أن يعرض على خبير أمراض عقلية للتأكد من سلامته العقلية.