أثنى الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة ''الإسلام اليوم'' على المراجعات الفقهية التي أعدتها ''الجماعة الإسلامية المقاتلة'' في ليبيا، مشددًا على أن المراجعات تعدّ ''شجاعة محمودة''، وأن ''ما ورد فيها يتفق مع ما قرره أهل العلم والسنة. وأكد العودة في تعليق له ردا على إرسال الجماعة الليبية له نسخة من الوثيقة للإطلاع عليها أنها ''اعتمدت على الأدلة الصحيحة، واستأنست بأقوال الأئمة والعلماء من المتقدمين والمتأخرين، واتسمت بالاعتدال في لغتها ونتائجها، والهدوء في معالجتها. وأشاد العودة في تعليقه على مضمون هذه المراجعات قائلا '' إنها إشفاق على الأمة عامة، وخاصة على الشباب المسلم، والذي يحدث من بعض أفراده وفئاته شيء من الاندفاع غير المدروس؛ والحماس غير المنضبط. كما اعتبر أن النتائج التي انتهت إليها المراجعات بأنها ''تعد شجاعة محمودة، وتقوى لله تعالى، وتعاليًا على الهوى والذاتية؛ حين تَصدر من إخوة سلكوا طريقًا آخر، ثم بدا لهم أنَّه لا يوصل إلى المقصود، فأعلنوا ذلك حرصًا على أن يبدأ الآخرون من حيث انتهوا، وليس من حيث بدءوا، وسعيًا إلى التصحيح والتصويب الذي هو لب الدعوة، ورأس الإصلاح'' -على حد تعبيره. و وصف العودة محتوى هذه المراجعات التي أحدثت ضجة في المدة الأخيرة ب'' التدوين العلمي الهادئ الرصين، المدعوم بالأدلة''، معتبرا أنَّها ''من خير ما تمخّضت عنه التجارب المتكررة للمواجهات المسلحة في أكثر من بلد، ومثل هذا يجب أن يؤخذ بمصداقية وجديّة وتشجيع، حفظاً للشباب من الوقوع في مآزق الانحراف الفكري والسلوكي، وتوجيهًا لطاقتهم في الدعوة والبناء والإصلاح. وكان الشيخ سلمان بن فهد العودة من بين نخبة من العلماء الذين قامت الجماعة بإرسال مراجعاتها إليهم، لإبداء الرأي فيها قبل نشرها، ومنهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ محمد الشنقيطي من موريتانيا، ود.أحمد الريسوني من المغرب؛ حيث تضع الجماعة بتلك المراجعات نهاية للمواجهات المسلّحة التي خاضتها ضد النظام الليبي .وتقع هذه المراجعات التي وردت في 417 صفحة، وجاءت تحت عنوان ''دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على النّاس''، حيث أكدت عدة مصادر إعلامية ليبية أن الجماعة قد فرغت من إعداد مراجعاتها الفكرية أو ما يعرف بالدراسات التصحيحية بعد حوارات مع الأجهزة المختصّة استغرقت ثلاث سنوات متواصلة، وأن تلك الدراسات اعتمدت في تصحيحاتها على المراجع الأصيلة ومحققي العلماء، وأنها ستخضع لمراجعة فقهيّة علميّة من مجموعة من العلماء قبل إعادتها للجماعة للتنقيح والضبط . وتبعا لذلك فإن العديد من المراقبين المهتمّين بموضوع الجماعات الإسلامية المسلحة كانوا قد أكدوا أن هذه الدراسات سيكون لها أثر مفصليّ في فكر الجماعات الإسلامية على امتداد العالم الإسلامي؛ لما استقرت عليه في رؤيتها من عقلانية تنبذ العنف ورفع السلاح، ولإقرارها بالاحتكام للحوار سبيلًا يعزّز مشاركة الجميع في بناء التنمية. وخاصة وأنها جاءت بعد المراجعات التي قامت به الجماعة المسلحة في مصر التي يعتبر الرجل الثاني في القاعدة أيمين الظواهري أحد مؤسسيها ومنظريها سابقا.