''النهار'' تنقل شهادات حية للناجين من الحادثة السائق غفا لثوان معدودات فحدثت الكارثة أشلاء الضحايا جُمعت في 14 كيسا بلاستيكيا بين 15 و20 دركيا وعسكريا كانوا من بين الضحايا وقع صباح أمس، حادث مرور مميت على مستوى الطريق الوطني رقم 40 بالمدخل الشرقي لبلدية الشهبونية في المكان المسمى''قرادي'' الذي يبعدعن مقر ولاية المدية ب100,4 كلم جنوبأً، على إثر اصطدام عنيف بين حافلتين لنقل المسافرين خلف إلى غاية مساء أمس، مقتل 12 شخصاً منهم 11في عين المكان وأكثر من 60 جريحا. وقد أدى الحادث إلى حالة استنفار قصوى لدى جميع الجهات الأمنية والصحية. كان المنعرج الخطير الواقع بالحي الجديد في الجهة الشرقية لمنطقة الشهبونية مسرحاً لحمام من الدماء، حيث وفي حدود الساعة 03,05 صباحاًانحرفت حافلة من نوع ''مرسيدس'' التابعة لمؤسسة ''علواني للسفر'' قادمة من ولاية تبسة باتجاه ولاية وهران على متنها 50 مسافرا عن مسارهاباتجاه مجمع سكاني، في الوقت ذاته كانت حافلة أخرى من نوع ''هيونداي هيڤر'' التابعة لمؤسسة ''زعير للسفر'' قادمة من ولاية وهران باتجاه ولايةسطيف، حيث قام سائقها بتنبيه السائق الأول بواسطة الضوء عدة مرات، والذي حسب الناجين كان في غفلة من نوم، رغم التنبيهات والتحذيراتالمتكررة، فما هي إلا ثوان حتى تقع الكارثة ويسقط 11 قتيلا في ذات المكان وعددا من الجرحى فاق 60 شخصا، بين أطفال ونساء وشيوخ منمختلف الأعمار، لتستنفر مصالح الأمن وكذا الطواقم الطبية كافة إمكاناتها البشرية والمادية لنقل وإسعاف المتضررين الذين نقلوا إلى مختلفالمستشفيات والمصحات العمومية في كل من قصر البخاري والشهبونية والمدية والبليدة. صور الموت وتناثر أشلاء الضحايا شكلت ديكوراً مأساويا للحادث وفور سماعها النبأ تنقلت ''النهار'' إلى عين المكان لنصل إلى موقع المجرزة في حدود الساعة الثامنة ونصف صباحا، حيث وجدنا مصالح الأمنتطوق المكان وصور الموت تنبعث مما آلت إليه حال الحافلتين وكذا أثار الدماء وأشلاء الضحايا المتناثرة التي جمعت في 14 كيسا بلاستيكيا،وأغراض المسافرين المبعثرة في كل مكان. بعدها توجهنا إلى العيادة متعددة الخدمات بالشهبونية، حيث استقبلت في حدود الساعة 03,30 صباحا 45 جريحا كان من بينهم 11 قتيلا ثلاثة منهم نساء، كما تم إسعاف ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 2 إلى 4 سنوات، بعدها توجهنا إلى مستشفى قصر البخاري، حيث وجدناه يعجع بالمواطنينوبدت حالات الاستنفار بادية كونه المستشفى الوحيد بالمنطقة الجنوبية للولاية. وفي حديثنا مع مديره السيد ''عسال عبد القادر'' أفادنا بعدد الجرحىالذين استقبلتهم مصلحة الاستعجالات الطبية ب65 شخصا في حدود الساعة السادسة صباحا، منهم ستة في حالة حرجة، وقد تم تجنيد كافة الأطباء الأخصائيين والعامين، أما بمستشفى ''محمد بوضياف'' بالمدية فقد استقبل 5 حالات حرجة توفي منهم شخص لم تحدد هويته بعد حسب مديرالمستشفى السيد ''أحمد جمعي''، في حين أن ''ص. م'' 33 سنة من وهران و''ف. م'' 21سنة من غليزان و''ح. ع''19 سنة من ڤالمة و''ب. خ'' لم يحدد سنه وولايته. إلى جانب هذا، فإن مصادر خاصة ل''النهار'' أكدت بأن من بين المتضررين عسكريين ودركيين يتراوح عددهم ما بين 15 إلى 20 شخصا. شهود يتحدثون.. هكذا وقعت الكارثة وقد رصدت ''النهار'' أثناء تواجدها بمكان الحادث، شهادات حية من بعض الناجين الذين كانوا في مسرح المجزرة، حيث حدثنا ''محمد'' وهو فيحالة من الهيستيريا قائلا '' ...فقدت أمي وأختي ونجت زوجتي وأنا راض بقضاء الله وقدره..''، بهذه الكلمات قال لنا ''محمد'' أنه لم يعرف كيف وجدنفسه بالمستشفى، حيث لم يمر على زواجه إلا أسبوع فقط، شهادة أخرى استقيناها من مستشفى قصر البخاري على الرغم من صعوبة الدخول إليه،حيث أتيحت لنا فرصة الحديث مع الناجي ''توفيق'' من ولاية عين تموشنت الذي أصيب بجروح طفيفة كان متواجدا على متن الحافلة القادمة من ولايةتبسة، حيث وصف لنا الحادث وقتها قائلا بأن الرحلة انطلقت من الولاية المذكورة آنفا على الساعة 17,00 مساء وفي مدينة برج بوعريريج قامالسائقان بالتبادل على قيادتها، في حين أن جميع المسافرين كانوا نائمين وقت الحادثة، لكن السائق الثاني لم ينم طيلة الطريق مما جعل النعاس يسيطرعليه، وهو الأمر الذي أدى للكارثة.. يقول شاهد عيان: استيقظنا على جثث الموتى ومشاهد رهيبةو حيث أنقذت زوجتي وأولادي وانتشلنا الجرحىوالموت...'' ، إلى جانب هذا فقد عج المستشفى بأهالي الضحايا القادمين من ولايات الشرق والغرب الجزائري، حيث بدت علامات الحزن على وجوههم. وقفة تضامنية لسكان قصر البخاري والشهبونية لا يمكن أن نمر مرور الكرام حول ما شاهدناه من الصور التضامنية التي هب بها سكان منطقتي الشهبونية وقصر البخاري، حيث قاموا بشراءالملابس وبعض المعدات الطبية، إضافة إلى التبرع بالدم لفائدة الجرحى على مستوى مدينة قصر البخاري وتكفل مالكو السيارات في مبادرة طيبةبنقل الجرحى الذين غادروا المستشفى إلى منازلهم في شرق وغرب الوطن، نفس الحال قام بها سكان منطقة الشهبونية الذين ما إن سمعوا بالحادثالذي وصفوه بالمرعب حتى سارعوا منذ الساعة 03,30 بالمساعدة من حيث إجلاء المتضررين والاعتناء بهم وتسخير كل ما لديهم، كما تنقلتالسلطات المحلية والعسكرية إلى عين المكان وعلى رأسهم والي الولاية، وقد استنفرت مصالح الحماية المدنية وحداتها الرئيسية بالمدية وكذاالوحدات الثانوية في كل من البرواڤية وقصر البخاري والشهبونية، كما سخرت 11 سيارة إسعاف و3 شاحنات إطفاء، وقد أشرف المدير العام علىعملية الإجلاء، إضافة إلى 5 ضباط و4 رقباء واستغرقت هذه العملية 8 ساعات، يذكر أن المنطقة لم تشهد حوادث مرور خطيرة من هذا النوع منذآخر حادث سنة 1983، أين وقع انقلاب حافلة لنقل المسافرين، وحادث من نوع آخر تمثل في سقوط طائرة عسكرية تابعة للقاعدة الجوية بعينوسارة. ''النهار'' تنشر القائمة الاسمية لضحايا المجزرة الأشخاص المتوفون في الحادث مبارك مضوي بن براهيم عبد المالك عزيزي عبد الحليم زعير 38 سنة سطيف عبد القادر قحاف 31 سنة مستغانم بن عيسى مخفي ولد بن عودة بلقاسم طالبي 51 سنة نواري بوقرة 30 سنة مهدي معيزة 55 سنة إسماعيل بختي 21 سنة إبراهيم دحمان 25 سنة بوزيان قائمة الجرحى بن جيلالي عمار سنة 58 بومنجوق بلمهل 56 سنة قويدري صليحة 29 سنة بن حميدية بشير 29 سنة قبلي هشام 24 سنة معاشو محمد فاروق 20 سنة صاري رشيد 24 سنة ين تاتي رابح 24 سنة ألنوار عبد الحميد 23 سنة زحاف خديجة 28 سنة مستغانم سكوم أبو بكر الصديق بدون سنة عميروش الصغير 52 سنة بهلي نورة 30 سنة صداح مختار 3 سنوات صالحي حمزة بدون سنة ماشو محمد فاروق 20 سنة قراين مراد 21 سنة صابر محمد 33 سنة كروش جيلالي 22 سنة شرقي زين الدين 43 سنة بن خدة عبد المالك 20 سنة بوحميدة بشير 29 سنة يوقطاف يوسف 25 سنة بن مصباح فاروق 28 سنة بن غوز توفيق 32 سنة قداوي سهام 24 سنة بختاوي جلول 59 سنة براهيمي يزيد 25 سنة قراع محمد 22 سنة معيزة جمال 54 سنة بن خدة عبد المالك 20 سنة عيداتي عمار 50 سنة زعتر محمد أمين 21 سنة ديدة صالح 24 سنة جفال عز الدين 21 سنة نويوة صلاح الدين 24 سنة زحاف عبد الحق 31 سنة مستغانم جحنين عبد الرحمن بدون سنة حجاب عبد الغاني 20 سنة صداح أويم 5 سنوات بن مالك والي عبد الرحمن بدون سنة مقاني عبد الرحمن بدون سنة داهي براهيم بدون سنة مازا جمال 59 سنة قبلة هشام 22 سنة مخلوفي نعيمة 23 سنة أوسات سليمان21 سنة بوزيدة توفيق 20 سنة سعدة صفية 32 سنة عمران وليد 24 سنة مسعود ابرهيم 55 سنة 13 مصابا لم نتمكن من الحصول على هوياتهم حيث نقلوا من طرف مواطنين تسجيل 9 حوادث مميتة خلال يومين على الطرقات أشار تقرير أعدته خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني حول أمن الطرقات إلى تسجيل 22 حادث مرور خلال يومي 28 و 29 سبتمبر الماضي، منها9حوادث مميتة و13 حادثا جسمانيا خلفت في حصيلة ثقيلة خلفت 12 قتيلا و52 مصابا بجروح متفاوتة وألحقت هذه الحوادث أضرارا مادية كبيرةب37مركبة منها 24 سيارة نفعية، 11 شاحنة وحافلتين وجرارا فلاحيا.وتتوزع خريطة هذه الحوادث حسب التقرير على ولايات الغرب التي عرفت3حوادث مميتة وحادثين جسمانيين وكذلك ولايات الوسط مقابل حادثين مميتين و8 حوادث جسمانية شرق البلاد وحادث واحد مميت وواحد جسماني جنوب البلاد.وأكد التقرير أن الإفراط في السرعة وعدم احترام الأسبقية وراء وقوع حوادث مميتة تليها التجاوزات الخطيرة وتغيير الاتجاه ليبقى الحادث الذي وقع أول أمس، على الطريق الوطني رقم 40 في حدود الساعة الثانية ونصف بعد منتصف الليل الأكثر دموية، حيث خلف اصطدام حافلة قادمة من تبسة باتجاه وهران بأخرى قادمة في الاتجاه المعاكس في المخرج الشرقي للشهبونية، 12 قتيلا و64 جريحا في حصيلة مؤقتة.