أسفر حادث المرور المأساوي الذي وقع فجر أمس ببلدية الشهبونية، ولاية المدية، على مستوى الطريق الوطني رقم 40 الرابط بين ولايتي المسيلة وتيارت، عن 12 قتيلا وإصابة 64 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في الساعة الثانية والنصف صباحا· وحسب التحقيق الأولي لمصالح الدرك الوطني، فإن أسباب الحادث تعود إلى السرعة المفرطة التي كان يقود بها سائق الحافلة المتوجهة من ولاية تبسة إلى وهران، قبل أن يفقد سيطرته على الحافلة عند وصوله إلى أحد المنعرجات ويصطدم بحافلة أخرى كانت قادمة في الاتجاه المعاكس وأكد المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية بولاية المدية، الملازم الأول طارق بلهشمي، أن الحادث نتج عن اصطدام عنيف بين حافلتين، الأولى من نوع ''هيفر'' كانت قادمة من ولاية وهران باتجاه ولاية سطيف والثانية من نوع ''مرسيدس'' متوجهة من ولاية تبسة نحو وهران، وبالضبط بالمخرج الشرقي لبلدية الشهبونية لتُخلف 11 قتيلا على الفور وتسجيل 64 جريحا بالمكان المسمى الحي الجديد ''قرادي''، وتم نقل الضحايا والجرحى جميعهم إلى مستشفى قصر البخاري، حيث لفظ شخص آخر أنفاسه الأخيرة وترتفع الحصيلة إلى 21 قتيلا· وحسب ذات المسؤول، فإن أعمار الضحايا تتراوح بين 20 و55 سنة·فور وقوع الحادث تنقل رجال الدرك الوطني وأعوان الحماية المدنية، على رأسهم مدير الحماية المدنية بالمدية، إلى مكان الحادث لإنقاذ المصابين وتقديم لهم الإسعافات الأولية الضرورية· وجندت المديرية لهذا الغرض ثلاث وحدات ثانوية للحماية المدنية تابعة لكل من بلديات الشهبونية، قصر البخاري، البروافية والوحدة الرئيسية بالمدية، إلى جانب تخصيص 11 سيارة إسعاف·''البلاد'' تنقل شهادات الجرحى بمستشفى قصر البخاريتنقلت ''البلاد إلى مستشفى قصر البخاري والتقت الجرحى وهم في حالة صدمة وذهول، وأكدوا أنهم ''لم يعرفوا ما الذي حدث لهم بالضبط، باعتبار أنهم كانوا نائمينئساعة الحادث، وبالضبط في الساعة الثانية والنصف صباحا، ودون سابق إنذار تفاجأوا بصوت انفجارئأشبه بالقنبلة داخل الحافلة، ليجدوا أنفسهم وبعد ثواني خارجها وثيابهم ملطخة بالدماء''·وحسب شهادات العديد ممن التقتهمئ''البلاد'' أيضا في مكان الحادث، فإن الحافلة المتوجهة من تبسة إلى وهران كانت شبه فارغة لوجود حوالي ستة عشر مسافرا بهائفقط، مما ساهم في إنقاص عدد القتلى والجرحى· وفي سياق متصل أوردت مصادر متطابقة أن 13 عسكريا و6 دركيين مدنيين كانوا ضمن المصابين في هذا الحادث الأليم الذي خلف 65 جريحا وصفت إصاباتهم بالخطيرة· التحقيقات تشير إلى أن السرعة المفرطة سبب وقوع الكارثةأبرزت التحقيقات الأولية التي قامت بها وحدات الدرك الوطني بالمدية، حسب بيان لخلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، أن أسباب الحادث ترجع إلى السرعة المفرطة التي كان يقود بها سائق الحافلة المتوجهة من ولاية تبسة نحو وهران، حيث فقد السائق التحكم في مركبته عند وصوله إلى إحدى المنعرجات، مما أسفر عن اصطدام الحافلة بحافلة أخرى قادمة من ولاية وهران نحو سطيف، كانت تسير في الاتجاه المعاكس·هذا الحادث الأليم الذي قطع نوم سكان الشهبونية فجر أمس، استدعى التنقل العاجل لوالي ولاية المدية رفقة ممثلي السلطات الأمنية والعسكرية إلى عين المكان لمعاينة الحادث والوقوف على الأسباب التي أدت إليه· تجدر الإشارة، إلى أن ''البلاد'' سبق وأن تناولت في أعدادها السابقة خطورة طرقات المدية والارتفاع الغريب في عدد قتلى مستعمليها· ويعتبر شهر سبتمبر الأكثر دموية بهذه الولاية، حيث أحصت مقتل 22 مواطنا جراء حوادث المرور وإصابة 53 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة·