تعهد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بمنح جوازات سفر ليبية رسمية للتوارق، واعتبارهم مواطنين أصليين في بلاده وقال القذافي في حديثه خلال احتفال نُظم مساء أول أمس في مدينة سبها الليبية، بمناسبة إعلان السلام الكامل بين الفصائل والجماعات المسلحة السابقة في شمال النيجر وشمال مالي، استجابة لندائه لهم بنبذ العنف وإلقاء السلاح، "بهذا اليوم المشهود أريد أن أقول لكل الطوارق الموجودين الآن في بلدهم إن ليبيا ستصرف لهم جوازات سفر ويعتبرون ليبيين أصليين". وخاطب القذافي الحضور بقوله: "نحن نعرف أن بلدكم الأصلي الأم هي ليبيا، ولكن الذين عاشوا زمنا طويلا في النيجر فإن بلدهم هي النيجر، والذين عاشوا زمنا طويلا في مالي، بلدهم مالي الآن". وبدا من خلال حديث القذافي إشارات سياسية من عرضه منح الجنسية الليبية أصلا للتوارق، حيث راح يتحدث عن مشاكلهم في بلدانهم المنتشرة في الصحراء الكبرى بقوله، "نريد لأبناء الطوارق أن يدخلوا المدارس ويتعلموا ويتمدنوا ويتحضروا، ولا يبقوا في الجبل دائما بالكلاشنكوف والتويوتا نريدكم أن تعيشوا في المدن، وتعيشوا على ضفاف الأنهار، تستقروا وتزرعوا وتبنوا المنازل". ويعتقد مراقبون أن تحدث دعوات القذافي تلك ردود فعل عديدة مستهجنة، لكونها تخفي رغبة في استعمال ورقة الدفاع عن مصالح التوارق المنتشرين في دول الصحراء الكبرى، بغرض دفعهم إلى المطالبة رفع سقف مطالبهم من اجتماعية إلى سياسية.