48 ولاية في الملعب وسنحمل الورد لدفن الفراعنة في "استاد " الرعب كانت الساعة تشير إلى منتصف النهار عندما وصلنا إلى ملعب البليدة أمس من أجل مواكبة أخبار أنصار المنتخب الوطني الذين توافدوا على مدينة الورود منذ الساعات الأولى، وفي وقت كنا في حديث مع أفراد الشرطة من اجل السماح لنا بالمرور، إذ بنا نلمح مشهدا لطالما تعودنا على مشاهدته في الملاعب الجزائرية من قبل الشرطة التي مارست العنف مع الأنصار بالرغم من أنه لازالت ست ساعات قبل انطلاق المباراة، بعدها مباشرة اقتربنا من الأنصار لنقل وجهة نظرهم وتوقعاتهم فيما يخص مواجهة مصر في الجولة الأخيرة من التصفيات الشهر المقبل وفوز منتخب المصري على نظيره الزامبي أول أمس وعاشت جريدة "النهار" أمس الحدث الكروي في البليدة مع جماهير المنتخب الوطني الذين تنقلوا بقوة إلى مدينة الورود. فقد تنقل الجزائريون من كل أنحاء الوطن لمساندة الخضر في مهمتهم الصعبة قصد ضمان التأهل إلى نهائيات كاس العالم في جنوب أفريقيا وأكثر ما شدنا إليه تفنن الجزائريين في تزيين أنفسهم وسياراتهم بالألوان الوطنية التي اكتست مدينة الورود كلها وباعة القبعات والأعلام الوطنية على الأرصفة القريبة من ملعب البليدة . في طريقنا إلى البليدة شهدنا توافد الأنصار من مختلف مناطق الوطن إن لم نقل أن جميع الولاياتالجزائرية كانت حاضرة بالسيارات والحافلات التي كانت مزينة بالالوان الوطنية كما اقتربنا من بعضهم وعبروا لنا عن مساندتهم اللا محدودة للخضر بحضورهم القوي متجاوزين كل الصعوبات التي واجهتهم في طريقهم إلى البليدة خاصة أولئك الذين تنقلوا من الشرق والغرب وحتى من جبال جرجرة ومن الصحراء على غرار السيارة التي تكبدت عناء السفر من أقصى الصحراء بشار فقط من اجل مشاهدة الخضر ومساندتهم ومعايشة فرحة الانتصار مع لاعبي المنتخب. فوز مصر في زامبيا حديث الأنصار وصلنا إلى مدينة الورود ساعة قبل أن تفتح البواب الملعب في وجه أنصار المنتخب الوطني وخلال حديثنا مع عناصر الشرطة من اجل السماح لنا بالمرور والاقتراب أكثر من الملعب وأثناء إشهارنا لوثائقنا الثبوتية والرسمية إذ بنا نتابع مشهدا تكرر كثيرا في ملاعبنا ذلك انه بمجرد ما فتحت الأبواب حتى تدافع مئات الأنصار الذين تسابقوا للدخول. وأكثر ما تحدث عنه الانصار خلال اقترابنا منهم أمام الملعب ومن مختلف الشرائح كان عن فوز المنتخب المصري على نظيره الزامبي وتمديد السوسبانس إلى غاية الجولة الأخيرة من التصفيات الشهر المقبل في ملعب القاهرة، وأجمعت الجماهير الجزائرية على أن منتخب مصر لن يتأهل إلى نهائيات كاس العالم، وعبروا عن سخطهم الكبير من المنتخب الزامبي الذي تواطأ مع الفراعنة قصد إبعاد الخضر عن جنوب إفريقيا والمونديال، وأضافوا أن الحرب النفسية التي يشنها الإعلام المصري على الجزائر لن تجدي نفعا أمام براعة محاربي الصحراء في المباراة الأخيرة. "لن نهزم في ملعب الرعب أمام الفراعنة" وواصل أنصار الخضر حديثهم معنا وعبروا عن تفاؤلهم الكبير حول تأهل المنتخب الجزائري إلى كاس العالم العام المقبل وكانوا متأكدين أن المنتخب الوطني لن ينهزم في ملعب الرعب مثلما يحلو للمصريين تسميته في القاهرة الشهر المقبل رغم افتزازات الفراعنة عن طريق الإعلام، فقد أكد لنا مناصر وفي للمنتخب في العشرين من عمره أنه يتابع كل كبيرة وصغيرة عن المنتخب المصري عبر القنوات الفضائية والجرائد كما يجزم آن مصر لن تتأهل إلى كاس العالم، وأضاف أن أحسن ما فعله المدرب الوطني سعدان كان عدم الرد على ما يقوله المصريون، كما التقينا أيضا بمجموعة متكونة من خمسة شباب في مقهى قريب من الملعب وعبروا لنا عن تفاؤلهم الكبير بالتأهل وهزم المنتخب المصري في عقر داره أكد لنا احدهم انه سيتنقل إلى القاهرة من اجل تشجيع الخضر والعودة معهم بتأشيرة التأهل من هناك. "في القاهرة سنكون أسياد إفريقيا" و خلال محاولتنا الاقتراب من اكبر عدد ممكن من الأنصار اقتربت منا سيدة حاملة علم الجزائر وكان وقتها قد فتحت الأبواب في وجه الأنصار وبدأت عملية الدخول إلى الملعب مؤكدة لنا أنها تدعو للمنتخب الجزائري في كل صلاة تؤديها وأنها متتبعة جيدة لأخبار المنتخب الوطني وذهبت بعيدا في كلامها حيث أكدت لنا أنها متأكدة إن الفوز سيكون حليف الجزائر في مباراة مصر وسيعود المنتخب الجزائري إلى أمجاده من خلال ملعب القاهرة الشهر المقبل وسنكون نحن الجزائريين أسياد إفريقيا مرة أخرى لأننا نستحق ذلك على اعتبار أننا لم نتوسل لأي منتخب قصد مساعدتنا من اجل التأهل. "لدينا منتخب متكامل ولاعبون أولاد فاميليا" وأثناء حديث تلك السيدة ألينا التف عدد من الأنصار حولنا وشاركوا السيدة الحديث بتفاؤل كبير، إذ أكدوا أن المنتخب الجزائري الأحق بالتأهل إلى المونديال مبررين ذلك أن الخضر يملكون تشكيلة متكاملة وقادرة على فرض نفسها في كاس إفريقيا وكاس العالم بالإضافة إلى أن المنتخب الجزائري يعتبر مثالا للأخلاق عبر التشكيلة التي يملكها الذين يكونون أولاد فاميليا حسب قولهم، عكس المنتخب المصري الذي ضرب لاعبوه الأخلاق عرض الحائط حسب تعبير أحدهم على غرار ما فعله المهاجم المصري زيدان . الخضر وحدوا الجزائريين وأنسوهم مشاكلهم ليوم واحد أنهينا روبتاجنا عن أنصار المنتخب الجزائري وهممنا بالخروج من البليدة مدينة الورود إذ بي اسمع أحدهم وهو يقول "سأنسى مشاكلي اليوم وأتفرغ إلى المنتخب الوطني" وهو تأكيد على أن المنتخب الوطني الجزائري بصفة خاصة وكرة القدم بصفة عامة المتنفس الوحيد للشعب الجزائري الذي يعيش مشاكل معيشية صعبة للغاية وهو تأكيد على أن المنتخب الجزائري وحد كل الجزائريين وحقق ما عجزت الأحزاب السياسية عن فعله بدليل وقوف كل شرائح المجمع الجزائري يدا واحدة من اجل نصرة الخضر.