تحية طيبة لكل العاملين في أحب جريدة لي، بعدما كنت أقرأ مشاكل غيري من إخواننا، جاء دوري اليوم لأطرح مشكلتي، بعد أن تشجعت، لمّا قرأته من جرأة غيري في التعبير عن مشاكلهم، والبحث على الحل المناسب لها. إنني سيدة في 29 من العمر، مضى على زواجي الآن سنة ونصف، خطبني زوجي وتعرفت عليه بحكم كوني عاملة، مدة شهور قليلة قبل الزفاف، كان يبدو لي الشخص المناسب في كل شيء، فهناك توافق كبير فيما بيننا، إلا أنني بعد شهور قليلة، وربما أسابيع فقط، بعد الزواج، اكتشفت أنه إنسان عصبي لدرجة لا تُطاق، إنه يصرخ ويثور لأتفه الأسباب، ولأصغر الأخطاء.. لم نرزق بعد بأطفال، فأنا حامل في الشهر الثامن.. لكن لا أتصور كيف سنعيش كأسرة سوية وسط الجو المكهرب الذي يهيئه لنا؟! مع العلم، أننا نسكن في منزل تابع لبيت أهله، لكنه مستقل عنه، وأهله بما فيهم والدته خاصة، يرون أن الأمر طبيعي، فهي تقول لي إن هذا هو طبعه، وسوف أتعود عليه .. فكيف نربي أسرة سليمة، إذا كان هذا هو طبع ربّها؟ لا أدري كيف أتعامل معه؟ وأخشى المستقبل.. إنني لا أفكر في الطلاق طبعا، لكن أخشى أن يتحول تخوفي من طبعه هذا إلى تعاسة، تفقدني حلاوة العيش معه. وأشير في الأخير أنني أحبه، لكنني لا أحب طبعه فقط.. فكيف أتصرف معه؟ وهل يوجد أمل في أن يتغير يوما ما؟ مريم من البليدة الرد الجزائريون -بالخصوص- يوصفون بالعصبية، وكلنا يملك قدرا منها، وإن كان متفاوتا بين شخص وآخر.. حتى أنت، لو نظرت إلى نفسك بموضوعية، لاكتشفت أن لك فترات من العصبية، أكثر مما تظنين.. والعصبية عبارة عن سلوك هائج، يعبر عن رفض موقف ما، أو الاحتجاج عليه، وهي أسلوب تعبير يتصاحب عادة مع فترة الأعصاب المرهقة والواهية.. فكلما تمتع الشخص بأعصاب قوية، كلما استطاع التحكم في اندفاعاته، وكبت غضبه، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب". نصيحتي لك؛ أن تتعلّمي التعامل معه في مثل هذه الحالات، وتَفهميه مثلما فهمته والدته وأهله.. خاصة أن الأشخاص العصبيين، يكونون غالبا طيّبي القلب. فإذا ثار وغضب وصرخ، حذار أن تحاولي مناقشته، بل اعتبري الأمر مثل موجة بحر عالية، اخفضي لها رأسك، حتى تمضي.. فلا طائل من مناقشته في تلك الحالة، لأنه لن يسمع إلا لنفسه فإذا سكتتِ، مهما كنت على حق، سوف يستحي منك، ويؤنبه ضميره، ويكون أكثر استعدادا للسماع منك، وربما علّمه هذا الأسلوب: الهدوء في الكلام، والتعقّل في طرح وجهة نظره. الأمل في تغيّره قائم وممكن، ويمكن ذلك بترويضك للحظات غضبه، وتحسين نظام غذائه، فقد ثبت علميا، أن الكثير من الأغذية تُهدىء الأعصاب، وتحسن المزاج: كالشعير والتمر واللبن، وهذا ليس مجالا لذكرها، فيمكنك القراءة في الموضوع والاستفادة منه، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى حسن العشرة، والطيّب من القول والحسن من الأفعال . ردت نور