عڤّبت الحبس من أجل العلم الجزائري وسأنجز أكبر علم للفريق الوطني كلنا لاحظنا في الأشهر القليلة الماضية أن الراية الجزائرية أصبحت تلازم الرجال والنساء وحتى الأطفال يوميا، وهذا بفضل ما أنجزه الفريق الوطني لكرة القدم في التصفيات المؤهلة لمونديال نالسون مانديلا في 2010، الكثير من الشبان الذين اختصوا في بيع أشياء متنوعة من كل السلع على الأرصفة، غيروا من نشاطهم وأصبحوا كلهم يبيعون كل ما يتعلق بالفريق الوطني من رايات وقبعات وألبسة خاصة باللاعبين، "النهار" اتصلت بهؤلاء الباعة وسألتهم عن مصدر تلك الألبسة والرايات ، قالت "خالتي فتيحة" الساكنة بحي الجبل بالحراش، أنها أثناء الثورة التحريرية أخذها البوليس الفرنسي عندما وجدها تخيط الأعلام الوطنية في مدينة البويرة أين كانت تقطن مع عائلتها "كنت أشتري ملابس باللون الأحمر والأبيض والأخضر لأستعمل القماش في إنجاز العلم الجزائري للمجاهدين، وعندما وجد البوليس الفرنسي في بيتنا الرايات، أخذونا كلنا للسجن الذي خرجنا منه في الاستقلال، والآن ومع النتائج الرائعة التي يحققها الفريق الوطني، أعاد لي هذه الرغبة والهواية وأعدت صناعة الأعلام الجزائرية بنفس الحب والحيوية والنشاط، فقط نحن ندعوا للفريق الوطني من اجل التأهل إلى المونديال، نفس الذوق والحيوية التي كنت أعمل بها أثناء الثورة أشعر بها اليوم ونحن نحضر لتأهل "الخضر" إن شاء الله إلى المونديال". "والدي حثني على صناعة العلم وألبسة الفريق الوطني" أما مقران، صاحب ورشة خياطة بباب الوادي، فقال أنه سعيد جدا بالمساهمة في إسعاد الشباب الجزائري لكونه يخيط لهم ملابس الفريق الوطني ويلبي رغبات كل شباب باب الوادي الذي يطلب منه ألبسة بأسماء اللاعبين الجزائريين "كان والدي يحكي لنا أنه كان من بين الذين ساهموا في صناعة العلم الوطني أثناء الثورة الجزائرية وقد تسبب له ذلك في مشاكل عديدة أدت إلى غلق الورشة عدة مرات، ووالدي الحاج جعفر هو من حمسني لصنع الرايات الوطنية وألبسة الفريق الوطني وقال لي أنه يشعر وكأن أيام شبابه قد عادت ونفس الإحساس يعيشه اليوم مع اقتراب موعد المقابلة المصيرية للفريق الوطني، لهذا شجعني وقال لي يجب أن نتحد جميعا مثلما اتحدنا أثناء الثورة لنساهم كلنا في بلوغ الفريق الوطني لكأس العالم". "آباؤنا وأمهاتنا جلبوا الاستقلال ونحن نجلب المونديال بالألوان الوطنية" سألت "النهار" مجموعة من الشباب الذين كانوا يبيعون الأعلام الوطنية وألبسة لاعبي الفريق الوطني على الأرصفة في باش جراح، فقال لنا "منير" صاحب ال25 سنة، "والدي حارب وجلب الاستقلال وأنا سأعمل كل ما في وسعي باش نجيب المونديال ونرحوا عند عمنا نلسون مانديلا... صاحبي ينجز الأعلام مع شقيقتيه اللتين تركتا كل الطلبيات وتخصصتا في الفترة الأخيرة في صناعة القبعات والأعلام وكل الأكسيسوارات التي تحمل صور لاعبي الفريق الوطني المطلوبة بكثرة، ونحن في خدمة الفريق الوطني من أجل المونديال، والدينا جابو الحرية والاستقلال وحنا نجيبو المونديال". خالتي تماني (95 سنة) "بنّة العلم كي البارح كي اليوم" تعتبر "خالتي تاماني" واحدة من أعمدة شوارع القصبة، مازالت تحتفظ بالعالم الجزائري الذي احتفلت به يوم الاستقلال في 1962 والذي لم يتحرك من مكانه منذ الاستقلال، وقالت لنا خالتي تماني صاحبة ال95 سنة، أنها مستعدة للخروج للاحتفال بفوز الفريق الوطني وتأهل "الخضر" إلى المونديال بالعلم الذي احتفلت به يوم الاستقلال، لكنها ترفض أن يأخذ حفيدها هذا العلم رغم "أن البنّة كي لبارح كي اليوم، وربي يدوّم الأفراح على الشعب الجزائري وراني ندعيلهم ليل نهار باش يربحوا، ومستعدة لإهداء هذا العلم العزيز عليّ للاعب الذي سيسجل الهدف ويهدي المونديال للشباب الجزائري".