تحت جو ممطر وبارد بمدينة كوفرشيانو الايطالية، أين تتنتظر عناصر المنتخب الوطني بفارغ الصبر يوم الخميس القادم للالتحاق بالعاصمة المصرية القاهرة، فضلت يومية "النهار" الاقتراب من اللاعبين لتطلب منهم الحديث عن كيفية قضاء ولو يوم واحد فقط من أيامهم منذ دخولهم التربص التحضيري، وقبل مباشرة "النهار" طلبها على اللاعبين عاهدتهم بعدم الافصاح عن أسمائهم بالنظر للسرية التامة التي تطبع تربص "الخضر" وما تقتضيه المصلحة العليا للبلاد، ليتم الرد بالايجاب من قبل هؤلاء اللاعبين الذين لم يبخلوا بتزويد القراء وأنصار "الخضر" ببعض التفاصيل التي تطبع التربص قبل الموعد الهام الذي ينتظره الملايين من الشعب الجزائري سهرة 14 نوفمبر القادم بملعب القاهرة الدولي. "نحن معزولون تماما عن العالم الخارجي هنا بمركز كوفرشيانو بايطاليا، كما أن الوقت يمر بصعوبة وكأننا نقضي أياما طويلة هنا، كما أننا ننتظر تاريخ 14 نوفمبر القادم بفارغ الصبر، لكي ننهي مهمتنا بالاداء والنتيجة بالقاهرة".. هي عبارة أجمع عليها بعض اللاعبين الذين تمكنا من الاتصال بهم في صبيحة يوم الثلاثاء بعد قضائهم لليلة هادئة هنا بمركز كوفرشيانو بايطاليا عبر الهاتف الذي يبقى الوسيلة الوحيدة للاعبين للاتصال بالعالم الخارجي "ليس لدينا ساعات محددة للنوم في المساء، أنا شخصيا أغمضت عينايا على الساعة العاشرة ليلا من نهار أمس وهذا راجع للتلقائية وعدم فرض نظام خاص قد يجعلنا نشعر بنوع من الضغط، ونفس الشيء بالنسبة للصبيحة التي تشهد قيامنا ولكن في آجال لا تتعدى العاشرة صباحا بطبيعة الحال، أين نأخذ الفطور الصباحي الكلاسيكي المتمثل في القهوة والحليب والشاي وبعض الفواكه" وبعدها يتوجه اللاعبون مباشرة نحو واجباتهم، البعض منهم يفضل الاتصال بأقربائه وأصدقائه ووكيل أعماله وحتى مدربه للدردشة قليلا والترويح عن النفس. تدريبات صارمة تحت أنظار سعدان والطاقم الطبي أما الناخب الوطني رابح سعدان فهو الآخر تجده يتجول في بهو الفندق وقرب المطعم للحديث على انفراد وبصفة خاصة مع اللاعبين المصابين على غرار كل من عنتر يحيى, كريم زياني, مجيد بوڤرة, مراد مغني الذين لم يشاركو مؤخرا في الجولات الاخيرة مع أنديتهم ولكن بصفة أخص مع الثنائي كريم زياني وعنتر يحيى باعتبارهما يخضعان لبرنامج علاجي مكثف يصل إلى ثلاثة حصص يوميا منذ دخولهم التربص يوم قصد تجهيزهما لموعد المباراة يوم 14 نوفمبر القادم، وقد باشروا التدريبات بعد ظهيرة أمس رفقة بقية زملائهم في مجموعة ستكتمل بصفة نهائية بانتظمام. الأطباق الإيطالية عوض الجزائرية والطباخ الجزائري في راحة إلى غاية 12 نوفمبر موعد الغداء والعشاء مقرران على الساعة الواحدة زوالا والسابعة مساء على التوالي الموعد الوحيد الذي يجتمع فيه وفد المنتخب الوطني المكون من لاعبين، مسيرين وطاقم فني، والاجتماع يكون من دون شك على الأكلة الايطالية التي تتقدمها المعكرونة بمختلف أنواعها، إنها الأطباق التي عبدت الطريق للمنتخب الايطالي للفوز بكأس العالم 2006 "ولهذا السبب طلبنا من الطباخ الجزائري الركون إلى الراحة وترك المجال لنظيره الايطالي إلى غاية الالتحاق بالعاصمة المصرية القاهرة، يبقى فقط بعض اللاعبين الذين يقع اختيارهم على الأطباق البحرية بمختلف الأنواع من الأسماك". بعد الزوال، تكون بداية العمل الجاد في الميدان بعد حضور جلسة تقنية في إحدى القاعات المتواجدة بمركز كوفرشيانو تضمنت الاطلاع على أشرطة الفيديو التي لديها صلة بالمباراة التي سنخوضها يوم 14 نوفمبر القادم، والتدريبات هنا تجري بأحد أجمل الأرضيات المتواجدة بمركز كوفرشيانو وتكون على شكل مجموعات تحت مراقبة الناخب الوطني رابح سعدان والطاقم الطبي للمنتخب، وبعد مرور ساعتين تقريبا عن التدريبات تأتي ساعات الاستراحة التي يستغلها اللاعبون في قضاء وقتهم، على غرار ما يشهده سوق الفندق الذي يتحول الى سوق كبيرة "ل "دي.في.دي" وتبادل مختلف الأفلام بين اللاعبين خاصة وأن العادة أصبحت بين لاعبي الخضر مبينة على جلب كل طرف للأفلام التي يهوى مشاهدتها ثم يتم التبادل بينهم أثناء التربص، حسب ما يوضح أحد النجوم اللامعة في صفوف المنتخب الوطني. الساعة الثامنة موعد الخلود إلى النوم في انتظار طلوع شمس 12 نوفمبر ومباشرة عقب تناول اللاعبين لوجبة العشاء تجدهم يتوجهون لغرفهم فمنهم من يفضل مشاهدة التلفاز الذي يتضمن العديد من القنوات الايطالية التي تتحدث لغة بيرلسكوني المفهومة من قبل الثلاث مغني غزال ويحيى، في ما يتصل بعض اللاعبين باقاربهم عن ويتحدثون ظروف التربص وشحن البطاريات قبل التنقل الى القاهرة، في حين يتوجه البعض الاخر إلى النوم في انتظار بزوغ شمس يوم الخميس 12 نوفمبر تاريخ تنقل لاعبي "الخضر" إلى أم الدنيا.