ارتفعت حمى المواجهة المرتقبة بين المنتخب الجزائري ونظيره المصري في الشارعين المصري والجزائري بدرجة خاصة قبيل 24 ساعة عن موعد المباراة غدا الأحد بملعب تشاكر بالبليدة، حيث لا حديث في الشارع الجزائري بمختلف مكوناته إلا عن هذا اللقاء وضرورة الفوز بنقاط المباراة التي تبقى أكثر من ضرورية بالنظر لجملة من المعطيات التي تخص هاته المواجهة وأبرزها على الإطلاق الطابع المحلي لهذا اللقاء وقد أعادت هاته المواجهة الكبيرة عامة الشعب الجزائري إلى الالتفاف حول المنتخب الوطني في سيناريو افتقدناه منذ آخر كأس أمم افريقية لعبها المنتخب الوطني بتونس 2004 والفوز الباهر الذي حققه أشبال الناخب الوطني الحالي رابح سعدان على حساب المنتخب المصري بفضل هدف حاسم وثمين لمهاجم شبيبة القبائل الحالي حسين أشيو، وكقياس لنبض الشارع الجزائري فإن حمى الترقب للمواجهة قد بلغت ذروتها في أوساط عامة الجزائريين بمختلف طبقاتهم وأعمارهم، على أن تحبس أنفاس أزيد من 35 مليون جزائري غدا ابتداء من الساعة الثامنة والنصف على موقعة البليدة وعلى الحوار الكروي المثير والشيق الذي سيدور رحاه بملعب مصطفى تشاكر بين منتخبنا الوطني ونظيره المصري ولسان حال الجميع ...( يا رب النصر على مصر)، ولا يرى عامة الجزائريين من خلال كلامهم عن هاته المواجهة إلا منتخبنا القومي فائزا في المباراة حتى بالنسبة لبعض الفئات التي أبدت تخوفها نوعا ما من الانهزام في هذا اللقاء لأنه لا يوجد أي جزائري يتصور نفسه يخسر المباراة في آخر المطاف فالخسارة ممنوعة تماما أمام مصر على غرار تأكيد أحد الجزائريين من بين 35 مليون جزائري بأن الخسارة أمام مصر (لا قدر الله) ستكون بمثابة انتحار حقيقي للمنتخب الوطني وللكرة الجزائرية بصفة عامة، على اعتبار أن الخسارة أمام مصر تبقى من المحظورات لدى عامة الشعب الجزائري، لكن أماني الجميع أن لا نجد أنفسنا مجبرين على معايشة هذا السيناريو في آخر المطاف وأن يتمكن رفقاء مايسترو "الخضر" كريم زياني من حسم الأمور في ال90 دقيقة وتفادي أي سيناريو غير الفوز. وما يؤكد أن مباراة الغد بين المنتخب الجزائري ونظيره المصري قد سلبت عقول عامة الجزائريين بمختلف أعمارهم ومكوناتهم، هو ما وقفنا عليه في الشارع الجزائري، والذي لم نسبق وأن شاهدناه من قبل، حيث لم يقتصر الحال على الشباب فحسب أو بدرجة خاصة على المتتبعين لشؤون الكرة ببلادنا، بل امتد إلى كامل شرائح الشعب الجزائري، من شباب إلى أطفال وحتى الشيوخ والعجائز فالجميع لا يتكلم إلا عن هاته المواجهة، ويستفسر عن المفاجأة التي يخبؤها الناخب الوطني رابح سعدان على مدار التربص التحضيري المغلق بفرنسا. وقد استوقفني وأنا أهم بالالتحاق بمقر العمل، انشغال أحد الشيوخ المتقدمين في السن بجديد المنتخب الوطني قبيل 24 ساعة عن موعد المعركة الكروية الجزائرية المصرية كعينة بسيطة لحالة الترقب الموجودة عند عامة الجزائريين الذين لسان حالهم "يا الشيخ سعدان لا تخذلنا". قبلة الجزائريين صوب البليدة ابتداء من أمسية الغد وحظر تجوال ابتداء من الثامنة وانطلاقا من المعطيات الراهنة، فإن الشيء الأكيد أن قبلة الجزائريين ستكون إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة ابتداء من الساعة الثامنة والنصف ليوم غد الأحد، على أن تخلو مختلف مناطق الجمهورية ابتداء من هذا التوقيت من أي مارة على اعتبار أن الجميع سيكون منشغلا بهاته المواجهة سواء للذي أسعفه الحظ ودخل الملعب، أو الذي سيشاهد المباراة من على التلفاز على اعتبار أن المباراة ستبث في القنوات الثلاثة للتلفزيون الجزائري قصد تمكين عامة الشعب الجزائري من متابعة اللقاء، خاصة وأن ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة لا يتسع لأكبر عدد من الجماهير. ياسين ع رابح ماجر (النجم الدولي السابق ومحلل قناة الجزيرة( "على الجمهور أن يكون سندا "للخضر" وليس عبئا عليهم" ناشد النجم الدولي السابق والمحلل الحالي لقناة الجزيرة الرياضية، رابح ماجر، الجمهور الرياضي الذي سيكون حاضرا بدرجة خاصة في المدرجات، أن يناصر المنتخب الوطني بكل مسؤولية وأن لا يشكل عليه ضغطا، بل أن يكون بمثابة السند الحقيقي لأشبال الناخب الوطني رابح سعدان في هذا الامتحان الصعب والكبير أمام المنتخب المصري، مبرزا -في ذات السياق- أن مباراة الغد ستكون مباراة اللاعبين الذين طالبهم بأخذ المباراة منذ البداية بكل جدية وذلك بالدخول مباشرة في اللقاء على أمل الوصول إلى المرمى منذ الوهلة الأولى، محذرا بالمقابل من المنتخب المصري الذي وصفه "بالجريح" بعد تعثره في أول خرجة جمعته أمام المنتخب الزامبي، حيث لن يرضى بأقل من العودة بالنقاط الثلاثة، مطالبا بالحيطة والحذر التي تبقى أكثر من ضرورية -على حد تعبيره- في هذا اللقاء الهام أمام المنتخب المصري، كما أكد ما جر على أهمية تحقيق نتيجة ايجابية تبقى جد ضرورية وحتمية قبيل الموعد الذي اعتبره بالأصعب أمام المنتخب الزامبي، خاصة بعد الوجه المتميز الذي أظهره في أول مباراة له بالقاهرة أمام مصر، أين فرض التعادل الايجابي وأسال العرق البارد للمصريين وأخلط جميع التكهنات. قال أن إصابات زياني مطمور ومنصوري خفيفة وهم جاهزون سعدان: "مستوى المنتخب المصري تراجع والفرصة مواتية للفوز عليهم" قيم الناخب الوطني رابح سعدان التربص الذي دخله الخضر منذ تاريخ 25 ماي الفارط بجنوب فرنسا بالناجح من كل الجوانب، مؤكدا وصوله لهدف التربص والمتمثل في إبعاد اللاعبين عن كل أنواع الضغط للتحضير جيدا لمواجهة المنتخب المصري يوم 7 جوان القادم بملعب البليدة، واصفا هذه المباراة بالصعبة، إلا أن الفوز فيها غير مستحيل على حد تعبيره، بالنظر للحالة النفسية الصعبة التي يعيشها المنتخب المصري عقب تراجع مستواه مقارنة بما كان عليه خلال طبعتي كأس أمم إفريقيا 2006 و2008. "التربص الذي دخلناه منذ تاريخ 25 ماي الفارط جرى في ظروف حسنة إن لم نقل جيدة جدا، بالنظر للإمكانيات التي يتوفر عليها المركز التحضيري. وقد ركزنا على جانبين مهمين خلال التربص التحضيري وهما الجانبين التكتيكي والبسيكولوجي، هذا الأخير الذي يعد من بين أهم العوامل التي تساعد على الخروج بنتيجة ايجابية في هذا اللقاء". صرح سعدان. وفيما يخص الحالة الصحية لثلاثي المنتخب الوطني الذي كان يعاني من إصابات متباينة، على غرار مدلل الخضر كريم زياني الذي دخل التربص التحضيري للخضر وهو يعاني من آلام الإصابة، وكذا الثنائي مطمور ومنصوري اللذان تعرضا لإصابة خفيفة خلال الحصص التدريبية، طمأن -أمس- سعدان أنصار الخضر عبر أمواج القناة الإذاعية الأولى قائلا: "إصابة كل من زياني منصوري ومطمور لا تدعو للقلق، باعتبارهم تماثلوا للشفاء، فبالنسبة لزياني مثلا دخل التربص وهو يعاني من آلام خفيفة على مستوى إصابته، ولكنه خضع لعلاج مكثف وهو جاهز حاليا لخوض المباراة ضد المنتخب المصري أما بالنسبة للثنائي مطمور ومنصوري فقد تعرضا لإصابات خفيفة وقد تماثلا للشفاء نهائيا وهما جاهزان لهذا الموعد بنسبة 100 بالمئة". شفيق .خ غزال جبور وغيلاس كانوا بحاجة ماسة للراحة وفيما يخص ثلاثي هجوم المنتخب الوطني غزال، جبور وغيلاس، فقد أكد سعدان أنهم كانوا بأمس الحاجة للراحة بعد دخولهم التربص التحضيري "هجوم المنتخب الوطني التحق متأخر نوعا ما بالتربص باعتباره كان مرتبطا بمباريات مهمة مع نواديهم، ولهذا السبب فضلت منح الراحة لكل من جبور، غيلاس وغزال بمجرد دخولهم التربص وهذا قصد التحضير الجيد لهذه المباراة، وهم الآن يتواجدون في فورمة جيدة" أتمنى إنهاء التربص بدون إصابات هذا وقد أكد الرجل الأول على العارضة الفنية للفريق الوطني أن عنصر المفاجأة وارد جدا، ما جعله يركز على ضرورة تجنب إصابة أي لاعب خلال يومي التربص المتبقيين هنا بالجزائر "شيء ايجابي إنهاء التربص من دون أي اصابات، ولهذا علينا تفادي عامل المفاجأة بتجنب أي احتكاك بين اللاعبين خلال الحصتين التدريبيتين المتبقيتان هنا بالجزائر". تحدثت مع اللاعبين ولمست عزمهم على الفوز هذا وقد جمع الناخب الوطني سعدان حديث مطول مع لاعبيه خلال التربص، قائلا أنه لمس العزيمة والإصرار عند اللاعبين من أجل الفوز "لقد جمعني حديث مطول مع اللاعبين وقمت من خلاله بتوجيه نصائح هامة للاعبين، وبكل صراحة لقد لمحت إصرارا وعزيمة كبيرة لدى اللاعبين من أجل الخروج بالنقاط الثلاث في هذه المباراة وهذا مؤشر ايجابي يصب في مصلحة الفريق الوطني". بن شيخة (مدرب النادي الإفريقي التونسي "مصر ليست البرازيل، والفوز سيلعب على كرة ثابتة" أكد المدرب الجزائري المتألق مع النادي الإفريقي التونسي، عبد الحق بن شيخة، أن المنتخب الوطني حتى وإن كان على موعد مع مواجهة منتخب مصري قوي، إلا أن ذلك لا يعني على الإطلاق أن تشكيلة "الخضر" ستواجه منتخب البرازيل كما قال- وذلك في رده على التضخيم الإعلامي الكبير لهاته المواجهة، في حين أنها مباراة كباقي المباريات التي تنتظر المنتخب الوطني خلال التصفيات المزدوجة ، مبرزا في ذات السياق- أن الفوز بالمباراة سيكون تكتيكيا أكثر منه شيئا آخر على اعتبار أن الضغط سيكون على المنتخبين وليس على منتخبنا فحسب، لكون المنتخب المصري يسعى إلى العودة بكامل الزاد إلى الديار من الجزائر وفقا للأهداف المسطرة من قبل المصريين الذين يراهنون على الفوز لتدارك التعثر الأول الذي سجله منتخبهم أمام المنتخب الزامبي، وعن الوصفة التي يراها مناسبة للإطاحة بالمنتخب المصري، أوضح بن شيخة أن المباراة ستحسم في الكرات الثابتة بنسبة كبيرة، مضيفا، أن المنتخب الوطني قوي في هذه الوضعيات ناصحا إياهم باستغلال أية فرصة تتاح لهم لتحويلها إلى هدف سيكون وزنه من ذهب. ياسين ع تاسفاوت: "اللاعبون واعون بالمسؤولية وأنا متفائل" أبدى اللاعب الدولي السابق، عبد الحفيظ تاسفاوت، تفاؤله الكبير من قدرة العناصر الوطنية على رفع التحدي في امتحان الغد أمام المنتخب المصري، من خلال تأكيده على ثقته المطلقة في الوعي الكبير لدى أغلب اللاعبين بحجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، على اعتبار أن عامة الشعب الجزائري تترقب موقعة البليدة غدا الأحد ولا تنتظر إلا الفوز بالمباراة متمنيا بالمقابل أن تكون ثقته في محلها. المدرب السابق للفراعنة يسخر من تشكيلة الخضر الجوهري: "حارس مرمى الجزائر ضعيف.. ودفاعه لن يصمد 90 دقيقة" أكد محمود الجوهري، المدرب السابق للمنتخب المصري لكرة القدم، أن دفاع الخضر لن يصمد 90 دقيقة أمام هجوم منتخب بلاده، وقال الجوهري في لقاء مع صحيفة الأهرام المصرية: "جميع الفرق تعمل لمنتخبنا ألف حساب قبل مواجهته، ويسعون لإحراجه لأنه البطل بكل تأكيد، وهو ما يستوجب توعية اللاعبين وتحفيزهم لكي يتغلبوا على مثل هذه المواقف التي وصلت إلى حد اللقاءات الثأرية مع بعض الفرق أحيانا.. وأضاف الجوهري: "هذه المرة يجب أن يكون الوضع مختلفا بالنسبة لنا ويجب أن نتعلم من الدروس السابقة، فنحن لدينا حاليا مجموعة متألقة من اللاعبين وجهازا فنيا متميزا بقيادة الكفء حسن شحاته، وعليهم أن يبذلوا قصارى جهودهم وأن يلعبوا بنفس روح كأس الأمم الأفريقية 2006 و2008. وأضاف الجوهري في تصريح استفزازي حاول من خلاله تقزيم الخضر بالمقارنة مع تشكيلة بلاده:"المنتخب الجزائري مهما فعل في اللقاء فإنه لا يقوى على تأمين دفاعاته لفترة ال 90 دقيقة، وإلى جانب ذلك يجب أن يعلم لاعبونا أن حارس مرمي الجزائر ضعيف المستوى ويصاب بالخوف والتذبذب مع كثرة التسديدات القوية، إلى جانب عدم كفاءة لاعبي الجانبين لديهم، ولا يقوى مهاجموه على الإختراق في العمق في حالة ما إذا كان دفاع منتخبنا متفاهما ومتجانسا لدرجة كبيرة.." وواصل في ذات السياق "الجزائريون لا يتمتعون بالقوة إلا على ملعبهم فقط، وهذا ليس معناه أن نفشل، فالمواجهة ستكون على أرضهم أي أنه ستكون صعبة بالطبع.. وأرى أن منتخبنا الوطني يؤدي مبارياته بشكل متوازن دفاعيا وهجوميا والعبرة ليست في طريقة اللعب لكن في كيفية تنفيذها داخل الملعب، ومنتخبنا يؤدي بطريقة (2/5/3) مثل بقية منتخبات الشمال الإفريقي وعلى خط الدفاع أن يعمل على تأمين العمق الدفاعي لإبعاد الخطورة عن مرمانا.. وعلينا أخذ المبادرة من الفريق المضيف للنيل من عزيمته" وأوضح الجوهري:"حبذا لو أحرزنا هدفا مبكرا يصعق جماهير الجزائر المتوهجة ولو لفترة، حتى نكتسب الثقة التي من الأساس يجب أن نكون متسمين بها بعيدا عن أي حسابات أخري..." وأضاف الجوهري: "كما أنصح لاعبي منتخبنا بألا ينساقوا وراء المضايقات والتمثيليات التي سيقوم بها لاعبو الجزائر وجماهيرهم مثلما هو حال لاعبي وجماهير منتخبات الشمال الأفريقي، وأن يتم التركيز على هدف واحد فقط وهو تحقيق الفوز فنحن الأفضل من جميع النواحي سواء الفنية أو البدنية بل والمعنوية أيضا." محمد زكريا حسن شحاتة "هدفنا العودة بنتيجة ايجابية من الجزائر" قال مدرب المنتخب المصري، حسن شحاتة، في أول تصريح له بعدما وطأت قدماه الأراضي الجزائرية أمس، أن الهدف من تنقل منتخب بلاده للجزائر هو العودة بنتيجة ايجابية لا غير، وتدارك التعثر المسجل في أول جولة ضد المنتخب الزامبي بملعب القاهرة "هدفنا من اللقاء الذي سيجمعنا بالمنتخب الوطني هو العودة بنتيجة ايجابية من الجزائر أي لا بديل عن الفوز لنا في هذا اللقاء لتدارك التعثر الأول المسجل ضد المنتخب الزامبي بميداننا، أما بالنسبة لطبيعة المواجهة ضد المنتخب الجزائري أظن أنها مباراة عادية، في حين تم تضخيمها من طرف وسائل الإعلام".