أعلنت جميع أجهزة الأمن حالة استنفار قصوى بالعاصمة ومداخلها، في ظل توفر معلومات عن تحركات إرهابيين اثنين مرشحين لتنفيذ اعتداءات انتحارية بالعاصمة تم إيفادهما قبل أيام من طرف قيادة التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ''أبو مصعب عبد الودود''. تفيد معلومات متوفرة لدى ''النهار''، أن معلومات وردت إلى مصالح الأمن عن رصد تحركات إرهابيين يجري البحث عنهما وذلك بضواحي حي باش جراح قبل يومين، ويتعلق الأمر بالمدعوين ''ح. كريم'' و''م. سمير'' اللذين ينحدران من حي باش جراح وبراقي بالعاصمة يبلغان من العمر 18 و21 عاما، وتم تجنيدهما حديثا في كتيبة ''الفتح'' بمنطقة الوسط وتتوفر معلومات أمنية عن إيفادهما إلى العاصمة لتنفيذ اعتداءات انتحارية تحسبا لمرور الذكرى الثالثة لمجزرة 11 ديسمبر، حيث استهدف اعتداءان انتحاريان مقر المفوضية الأممية بحيدرة ومقر المجلس الدستوري بالأبيار وتم توزيع صورتي الانتحاريين على جميع وحدات الأمن العاملة في دوريات وفي نقاط التفتيش والحواجز الأمنية وعلقت صورهما في جميع المراكز الأمنية، حيث يبدو كريم شابا نحيفا أسود الشعر لا يحمل لحية أو شوارب وتشير ملامحه إلى أنه مراهق وخجول، بينما يختلف عنه سمير شكلا، حيث يبدو أشقر ومليء الوجه ولا يحمل لحية أو شوارب ولا يثير شكلهما أية شكوك. وسبق لمصالح الأمن أن أفشلت مخططات إرهابية في مناسبات سابقة أهمهما عيدي الاستقلال والشباب وذكرى أول نوفمبر إضافة إلى توقيف إرهابيين وتفكيك العديد من شبكات الدعم والخلايا النائمة المنتشرة بالعاصمة كما سبق ل''النهار'' الإشارة إليه في أعداد سابقة، ووفر الموقوفون معلومات عن وجود مخطط لتفجيرات بالعاصمة. إلى ذلك، قامت قوات الأمن المشتركة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، بعملية بحث واسعة بمنطقة الزعاترية الحدودية بين العاصمة وولاية تيبازة، وقام أفراد الجيش مدعمون برجال الدرك والشرطة بتمشيط وادي زرالدة والضواحي، وهي العملية الأمنية بالعاصمة بعد بحث سابق واسع بالجهة الشرقية للعاصمة امتد إلى جنوبها إلى غاية أولاد علال بسيدي موسى. وتأتي هذه العملية لرصد تحركات مشبوهة لإرهابيين قد يلجؤون إلى الاختباء وسط السكان في القرى النائية وإخفاء المتفجرات والقنابل على مستوى الوديان، حيث سبق استرجاع كمية هامة بواد يسر في عملية تمشيط واسعة.