العقيد تونسي يطمئن الجزائريين قال، أمس، العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني، إن هناك فعلا تعزيزات أمنية خاصة بشهر رمضان الكريم، وأوضح في رده على سؤال "الشروق اليومي" حول اعتماد مخطط أمني بهذه المناسبة، أنه توجد تدابير وهناك تعزيزات لكنه تحفظ عن إعطاء تفاصيل بالقول "لن أكشف عن المخطط". قبل أن يواصل "كونوا مطمئنين" على خلفية أن توفير الأمن "أولوية" بالنسبة للمديرية العامة للأمن الوطني كل الأيام وليس ذلك مرتبطا بمناسبة. * 18 ألف شرطي وكاميرات لتأمين رمضان بالعاصمة * * ورفض العقيد تونسي التعليق ضمنيا على الاعتداءات الإنتحارية الأخيرة واكتفى بالتأكيد على أنه تم التحكم في الجريمة بأشكالها بالقول "الإرهاب يبقى قضية أخرى ويخضع لاستراتيجية خاصة". وألمح الى رضاه عن النتائج التي حققتها الشرطة في مجال مكافحة الجريمة التي تحققت بفضل تعاون المواطنين "الشرطة الجوارية حققت نتائج ميدانية في مكافحة الجريمة بأشكالها". * وقال العقيد تونسي إن افتتاح 28 مركزا أمنيا جواريا بالعاصمة يندرج في إطار "التجسيد الميداني" للتغطية الأمنية الشاملة بناء على تعليمات الحكومة وأيضا "في إطار تجسيد الشرطة الجوارية خاصة في الأحياء الشعبية المهمشة و الفقيرة"، كما أن تواجد هذه المقرات الأمنية الجوارية وهي عبارة عن بناءات جاهزة تم نشرها في الأحياء النائية والمهمشة والقصديرية بالعاصمة "يعزز الطمأنينة لدى المواطن ويعكس وجود الدولة ويقرّب المواطن من جهاز الأمن"، مشيرا الى حرارة الاستقبال التي حظي بها من طرف السكان "مما يدل على حاجتهم لوجود الشرطة". * وكان المدير العام للأمن الوطني يتحدث في تصريح على هامش إشرافه صباح أمس على افتتاح 8 مراكز تابعة للأمن الحضري الجواري بأهم الأحياء الشعبية بالعاصمة التي كانت معاقل سابقة ل"الجيا" مثل سيدي موسى وبراقي وأخرى ينحدر منها الإنتحاريون الذين نفذوا اعتداءات ببومرداس وتيزي وزو والعاصمة وتجندوا حديثا في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بالحراش وجسر قسنطينة وبوروبة، وذلك عشية حلول شهر رمضان لتعزيز الأمن. واستفاد حي متيجة الذي يقع أقصى بلدية سيدي موسى والحدودي مع منطقة أولاد علال المهجورة التي كانت معقل "الجيا" في منطقة المتيجة من مركز للأمن الحضري هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة، وسيضمن التغطية الأمنية لحوالي 6 آلاف ساكن إضافة الى مركز أمني ثاني بحي الزواوي بنفس البلدية. كما استفاد حي طويلب بالمرجة ببراقي من مركز أمني جديد وهو من أكثر الأحياء كثافة في بلدية براقي، وأشار مراد شبوب المدير العام للمؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية التي تكفلت بإنجاز هذه البناءات الجاهزة في تصريح ل"الشروق اليومي" إنه تمت مرافقة هذه المراكز الأمنية بمقرات للفروع الإدارية البلدية للتكفل بانشغالات السكان الإدارية، وقال إن المؤسسة قامت خلال 3 أشهر بإنجاز28 بناء جاهزا منها 25 خاصة بجهاز الشرطة و3 مقرات تابعة للدرك الوطني لتتوفر هذه الأحياء على مراكز أمنية وفروع إدارية. * وكان المدير العام للأمن الوطني قد قام خلال هذه العملية أيضا بتدشين مركز تابع للأمن الحضري بحيي عمار كرشيش الذي يقيم فيه حوالي 7 آلاف نسمة و"الفيدا" ببوروبة، وتتصدر دائرة الحراش قائمة المناطق في العاصمة التي تتوفر على 24 أمنا حضريا نظرا للكثافة السكانية وانتشار أكبر وأقدم الأحياء القصديرية بها، حيث حظيت بأكبر حصة من مقرات الأمن الحضري الجواري بمعدل 6 بناءات جاهزة خلال هذه السنة أهمها مقر للأمن الحضري الجواري بحي "الخروب" وهو حي قصديري بواد أوشايح، وكان آخر مركز تم تدشينه يقع بحي ديار الخدمة بجسر قسنطينة بمحاذاة الحي القصديري "كازناف". * وفي موضوع آخر، علمت "الشروق اليومي" أنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية بمحيط المدارس التابعة للشرطة خاصة بعين البنيان، شاطوناف، الصومعة حيث لوحظت تعزيزات وتم منع التوقف بمحيطها وذلك على خلفية الإعتداء الذي استهدف المدرسة العليا للدرك بيسر، وأدرج مسؤول أمني ذلك "ضمن الإجراءات الأمنية العادية" لمواجهة اعتداءات انتحارية بسيارات مفخخة محتملة، ومما تسرب من المخطط الأمني الذي تم اعتماده بمناسبة شهر رمضان خاصة على مستوى الولايات التي تبقى منطقة نشاط إرهابي هو "تفعيل فرق التدخل والتحري" بأمن الولايات و"تكثيف الدوريات المتنقلة ورفع عدد نقاط المراقبة والتفتيش المدعمة بكواشف عن المواد المتفجرة مع تأمين الأماكن العمومية خاصة الأسواق والمساجد"، كما سبق ل"الشروق اليومي" أن أشارت إليه في عدد سابق، وعلمنا انه سيتم أيضا تفعيل المراقبة الإلكترونية (المراقبة بالكاميرات) خاصة بالنسبة لحركة المرور لتأمين رمضان الجزائريين من الهجمات الإنتحارية خاصة بالعاصمة التي تبقى هدف الإرهابيين لما تحققه الإعتداءات الإنتحارية بها من صدى إعلامي، حيث تم تجنيد كافة موظفي الشرطة العاملين بأمن ولاية الجزائر البالغ عددهم 16 ألف شرطي لتأمين رمضان الذي يتزامن مع الدخول الاجتماعي والمدرسي.