الدموي "الفرماش" نفذ الإعتداء لضمان الترقية الى إمارة "كتيبة الأنصار" اغتيل مساء أول أمس في حدود الساعة الخامسة والنصف، 10 أشخاص منهم اثنان مدنيان وهما أستاذان في الطور الإكمالي من مراقبي عملية سير امتحان شهادة التعليم الأساسي بالعاصمة، و8 من أفراد الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية التابعة ليسر بولاية بومرداس وأيضا أفراد الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية ببوقادير بالشلف الذين تم تجنيدهم بهذه الولاية في إطار عمليات مكافحة الإرهاب. * واغتيل اثنان منهم ذبحا وحرق آخران كانا على متن سيارة من نوع "كيا"، وتمكن الإرهابيون من الاستيلاء على قطع الأسلحة النارية. * أفادت مصادر متطابقة، أن جماعة إرهابية يجهل عددها، قامت بنصب كمين ارهابي لموكب كان يقوم بنقل أوراق امتحانات المرشحين لامتحان شهادة التعليم الأساسي بتمزيرت، حيث كانت تتقدمه سيارة الشرطة وتتوسطه سيارة البلدية التي يقودها سائق البلدية مرفوقا برئيس مركز الامتحان من نوع تويوتا واثنين من الأساتذة كانا يضمنان مراقبة سير الامتحانات التي انطلقت يوم الاثنين الماضي، وسيارة ثانية للشرطة في الخلف، كانوا عائدين من مركز الإمتحان في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء، عندما تم تفجير 3 قنابل تقليدية على طول مسلك الموكب عن بعد بأحد المنعرجات بالمكان المسمى تماسات وهو نفس المكان الذي شهد تفجير قنبلة تقليدية استهدفت دورية شرطة خلال الانتخابات الرئاسية في أفريل الماضي وخلفت مقتل شرطيين، لتنحرف سيارة الشرطة التي كانت في الأمام وقام بعدها الإرهابيون بإطلاق وابل من الرصاص في اتجاهات مختلفة مما يشير الى انتشار الإرهابيين في نقاط مختلفة ومحاصرة الموكب قبل أن يطلقوا وابلا من الرصاص على جميع الركاب وقاموا بإضرام النار في سيارة الشرطة مما أدى الى حرق ركابها واغتيال اثنين من أفراد الشرطة ذبحا بعد نفاد الذخيرة واستولوا على أسلحة الضحايا من نوع رشاشات كلاشينكوف ومسدسات آلية. * واغتيل في هذه العملية المدعو خلافي مسعود أب ل4 أولاد، مدير فرعي بمتقنة الدارالبيضاء جزائر شرق، والمدعو بغدادي عبد الرحمن، مراقب عام بمتقنة الجزائر الوسطى، وهو أيضا أب ل4 أطفال، فيما يوجد رئيس المركز وسائق البلدية في المستشفى بعد إصابتهما بجروح متفاوتة. * وتمكنوا من الفرار بعد تنقل مقاومين الى عين المكان، ووصلت تعزيزات أمنية بعدها وعلم أن اشتباكا اندلع بعد هذا الإعتداء، وتفيد مصادر متطابقة أن قوات الأمن المشتركة تحاصر المجموعة الإرهابية، حيث تم تطويق جميع المنافذ من طرف قوات الجيش التي تقوم بعملية تمشيط واسعة مدعمة بقصف جوي لملاجئ يرجح أن منفذي الإعتداء تحصنوا بها. * وتعد هذه العملية الأعنف التي تشهدها ولاية بومرداس بعد فترة من الهدوء النسبي على خلفيات العمليات العسكرية المكثفة والمتواصلة، وقالت مصادر على صلة بالملف الأمني أن الاعتداء نفذته عدة سرايا تنشط تحت لواء "كتيبة الأنصار" تحت قيادة المدعو "العكروش الباي" المعروف ب"الفرماش" و"أبو سلامة" أمير "سرية تيمزيرت"، وتشير بعض المصادر أنه تم تعيينه مؤخرا أميرا "لكتيبة الأنصار" بعد قضاء قوات الجيش على خليفة "علي بن تواتي" (أمين أبو تمام) الذي سلم نفسه لقوات الجيش، ويكون "الفرماش" قد جند بقايا سرايا تيمزيرت ويسر لتنفيذ هذه العملية حسب ما يكشف عنه عدد الإرهابيين المجندين فيها، بعد رصد تحركات المواكب التي تسلك هذا الطريق خلال الانتخابات والامتحانات المدرسية، وتأتي هذه العملية بعد تعيين قائد جديد للعمليات في التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، كما سبق أن أشارت "الشروق" في عدد سابق مما يعكس مخطط التنظيم الإرهابي للتصعيد، خاصة في ظل الإستيلاء على أسلحة الضحايا لتنفيذ اعتداءات إرهابية في حواجز مزيفة في ظل العجز عن تنفيذ اعتداءات باستخدام مواد متفجرة. * كما تأتي هذه العملية الإرهابية بعد أسبوع من اغتيال 8 عسكريين في كمين إرهابي بولاية بسكرة شرق البلاد، ويدرج متتبعون للشأن الأمني هذا التصعيد ضمن محاولة التنظيم الإرهابي توسيع خريطة نشاطه الإجرامي بعد سلسلة من الضربات العسكرية النوعية ومحاولة فك الحصار ورفع معنويات أتباعه، و ترى أوساط أخرى أن هذا التصعيد يحمل رسالة تقليدية الى السلطات تتضمن رفض اليد الممدودة وأية مبادرة سلم، لكن هذه الاعتداءات الإرهابية برأي مراقبين تأتي في أعقاب الصراعات الداخلية التي يعيشها التنظيم الإرهابي، خاصة على مستوى هرم القيادة وتسعى "الإمارات" على مستوى منطقتي الوسط والشرق الى السيطرة وبسط نفوذها من خلال تنفيذ أعنف الاعتداءات التي تعتمد نفس طريقة التنفيذ التي تشبه استيراتيجية "الجيا" باعتماد منهج "التترس" واغتيال مدنيين هما معلمين في الطور الإكمالي.