عرفت وتيرة العمليات العسكرية التي قامت بها قوات الجيش ارتفاعا في الفترة التي أعقبت مباراة الجزائر مع مصر في القاهرة، ثم في السودان. كما شهدت العاصمة وضواحيها تعزيزات أمنية مقابل تراجع لافت للنشاط الإرهابي خلال هذه الفترة و''هدوء نسبي'' في المعاقل الرئيسية للإرهاب. ويقول متتبعون للشأن الأمني، إن قيادة التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة عبد المالك درودكال ''أبو مصعب عبد الودود'' حاولت استغلال الأجواء العامة للبلاد لتفعيل خلايا التجنيد والدعم، وهو ما يفسر تفكيك،3 شبكات إرهابية في أقل من أسبوعين بالعاصمة وتوقيف إرهابيين استغلوا مواكب المناصرين في تنقلاتهم وكذلك عناصر دعم وإسناد بالمعلومات والمؤونة. ويرى مراقبون أيضا، أن قيادة درودكال حرصت على عدم تنفيذ اعتداءات إرهابية في هذه الفترة لعدم توسيع الهوة أكثر مع المواطنين، في الوقت الذي تسعى فيه إلى كسب الدعم وعدم تكرار ''الخطأ'' الإستراتيجي السابق بتكفير المناصرين الذين خرجوا للاحتفال بفوز سابق للمنتخب الوطني، وتزامن ذلك مع القضاء على حوالي 10 إرهابيين في مناطق متفرقة بولاية البليدة، وكان ذلك قد أثار حملة واسعة في المنتديات القريبة من تنظيم ''القاعدة''، حيث تسعى قيادة درودكال إلى تبييض صورتها، خاصة ما تعلق باستهداف المدنيين في اعتداءات متكررة. كما أن الاعتداءات الإرهابية في تلك الفترة لا تثير أي صدى إعلامي في ظل تغطية الأحداث الكروية عنها، ويذهب مسؤول عسكري في اتجاه آخر عندما يشير إلى فعالية المخطط الأمني وتفعيل العمل الاستعلاماتي وارتفاع عدد التائبين، إضافة إلى قضية الخيانات الداخلية. وتزامن هذا الهدوء النسبي مع سلسلة العمليات العسكرية التي أسفرت عن القضاء على أبرز وأخطر قيادات التنظيم الإرهابي، بناء على وشاية داخلية وعمل استعلاماتي، ومست هذه العمليات هرم قيادة التنظيم الإرهابي ويكون درودكال قد حاول استغلال هذه الظروف لإعادة ترتيب البيت وتفعيل الاتصالات وعمل السرايا والكتائب، ويتردد استنادا إلى التائبين حديثا، أنه حاول إيفاد 10 إرهابيين ينحدرون من أحياء شعبية بالعاصمة إلى العاصمة لتفعيل خلايا الدعم والتجنيد تحسبا لتنفيذ اعتداءات إرهابية تعيده إلى واجهة الأحداث.