قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن الجنة تحت أقدامهن ، وأكد اللاعبون في العديد من المرات أن الإنتصارات التي تتم إلا بدعواتهن.. هن بكل بساطة الأمهات.. عفوا أمهات دار العجزة اللواتي أدارت الحياة لهن ظهرها، وغدرت بهن ليجدن أنفسهن في هذه الدار. ''النهار'' وكعادتها وبخرجاتها المنفردة قاسمت ''عجائز'' دالي إبراهيم مشاهدة أول لقاء للمنتخب الوطني. ''الكل مشدود إلى جهاز التلفزيون'' كانت الساعة تشير إلى الثالثة مساء عندما وصلنا إلى دار العجزة، أين استقبلتنا المديرة ''بلحي'' أحسن استقبال ومعها مجموعة ''العجائز اللواتي كن يترشفن الشاي ويشاهدن مباراة الجزائر ومالاوي، كل واحدة منهن كانت منشغلة بالمباراة ويرددن يا رب فشلهم ''على الملاويين''، ''يا ربي يربحو ولادنا، يا ربي ما يحشموناش''. ''وعلاش ياوليدي شاوشي حشمتنا'' هي الجملة التي رددتها خالتي ''مكية'' وخالتي ''لويزة'' عندما سجل منتخب المالاوي الهدف الأول في شباك فوزي شاوشي في الدقيقة 18 من عمر المباراة متأثرين بهذه الخسارة لتسكت خالتي مكية قليلا ثم تقول ''مازال ماحماوش، خلي يحماو شوية ومبعد كل شي يرجع لمكانو''، لكن بعد مرور دقائق وبعد تسجيل الهدف الثاني بدأت خالتي لويزة في البكاء والتحسر وغضبت غضبا شديدا، وخرجت من الغرفة متأثرة ومتحسرة على الطريقة التي تم تسجيل بها الهدفين، وقالت أن الهدفين جاو باتمون'' في حين بقيت الشلة الأخرى واضعة يدها على خدها وتنتظر أشبال سعدان كي يسجلوا الهدف الأول وكان كلما يأخذ أي لاعب من الفريق الوطني الكرة تنهضن جميعهن من أماكنهن لعل هذا الجهد يكون سبيلا لتسجيل الأهداف. العجائز يغضبن ... ويذهبن لتأدية صلاة العصر والدعاء لأبناء الخضرا مابين الشوطين، ذهبت كل العجائز لصلاة العصر، والدعاء لأبناء سعدان من أجل أن يعطي لهم القوة التي تمكنهم من العودة وتسجيل الأهداف، وبعد تأديتهن للصلاة تجمعن وبدأن يتبادلن أطراف الحديث حول طريقة الأهداف التي سجل فيها الفريق المالاوي ضد الفريق الوطني. ''والله غير دارولهم السحور، والمصاروة راهم يستشفاو فينا'' يبدو أن ملحمة أم درمان والحوادث التي جرت في القاهرة تركت بصمتها عند ''العجائز'' أيضا، حين أكدن على ضرورة الفوز ''لأن المصاروة راهم يتبعوا فينا... ويستشفاو''، لتضيف أخرى ''والله غير دارولهم السحور'' لتضيف ''الأفارقة معروفون بالشعوذة'' لتقطع كلامها عجوزا أخرى وتقول ... ''وليدي عنتر راهو غايب لهذا السبب ما سجلوش؛ ثم تأتي أخرى وتقول ''علاه ماداروش قواوي'' كونها لا تعلم بأن هذا الأخير أجريت له عملية جراحية وهو الآن متواجد بالمستشفى. الهدف الثالث فرّق الجمع بمجرد بداية الشوط الثاني وتسجيل الهدف الثالث تفرّق جمع العجائز حتى أن خالتي ''لويزة'' التي تبلغ من العمل 66 سنة، والتي قضت في الدار مدة تفوق 15 سنة دخلت إلى غرفتها الخاصة ولم ترد متابعة أطوار المباراة، مبدية غضبا شديدا حتى أن صراخ العاملين بالدار وصل إلى الخارج غاضبين على طريقة اللعب والهفوات التي كانت في خطة سعدان، آملين أن تكون المباريات القادمة أحسن من هذه المباراة. صايفي وزياني اللاعبان الأكثر شعبية عند العجائز في الدردشة التي جمعتنا بالعجائر، أكدن أن صايفي وزياني هما اللاعبان اللذان يفضلانهما لأنهما ''شابين''، بالإضافة إلى أن صايفي استولى على قلب العجائز من خلال اللقطة التي صعد فيها إلى أعلى المرمى وبقيت راسخة. العجائز تحتفظن بالأعلام و''البوستار'' في كل خزانة من خزائن العجائز توجد العديد من الأعلام الوطنية والعديد من صور الفريق الوطني، مؤكدات أنهن منذ مباراة مصر والجزائر ارتأت كل واحدة أن تحتفظ بذكرى أم درمان.