فتحت مصالح الدرك الوطني بوهران تحقيقا معمقا على خلفية عملية الحجز القياسية التي نفذتها المجموعة الإقليمية لحراس السواحل بالتنسيق مع الدرك الوطني و الجمارك الجزائرية بميناء وهران والتي أفضت إلى ضبط 701 كلغ من الكوكايين داخل حاويتين بطول 40 قدما بباخرة برازيلية كانت محملة بأطنان من اللحوم المجمدة . و قد جاءت عملية المصادرة حسب مصادر مطلعة بملف القضية إثر معلومات وصلت خفر السواحل الجزائرية من قبل نظيرتها من مدينة فالنسيا الاسبانية و التي تفيد بوجود حمولة مشبوهة داخل حاويات بباخرة "فيغاما لغيري" التابعة للشركة العالمية للنقل البحري للبضائع و المسماة " ميديتيرانيا نشيبينغكو مباني" ، حيث تحركت المصالح الأمنية الجزائرية نحو الباخرة المشبوهة قبل دخولها رصيف ميناء وهران مدعمة بفرق مختصة و كلاب مدربة للكشف عن المخدرات . كما تم تحديد هوية مستورد تلك اللحوم المجمدة المنحدر من الجزائر العاصمة و يتعلق الأمر برجل أعمال يدعى " ش.ك" صاحب شركة وطنية للاستيراد "د.م" ، كما علمنا من مصدر أمني مطلع أن عمليات التحقيق ستشمل طاقم الباخرة الأجنبية و إطارات بميناء وهران. و ذكرت مصادر عليمة بالملف أن الباخرة التي كانت تحمل اللحوم المجمدة المستوردة من قبل رجل الأعمال الجزائري "ش.ك" خرجت من ميناء سانتوس بالبرازيل نحو ميناء فالنسيا الإسبانية حيث كان من المفروض أن تقبع بالرصيف نحو أسبوع لتفريغ الحمولات وشحنها في بواخر صغرى إلا أنه لأسباب تبقى مجهولة لم يتعد رسو الباخرة أقل من 48 ساعة لتغادر السواحل الاسبانية وهو ما أثار شكوك السلطات الأمنية الإسبانية التي هاتفت نظيرتها الجزائر. وأثارت عملية الحجز الأولى من نوعها على مستوى الوطني باعتبار أن البضاعة المحجوزة ضخمة من جهة و تتعلق بنوع باهظ الثمن الكثير من التساؤلات و فتحت باب الجدل على مصراعيه كيف لا و القضية تتعلق بما يسمى عند المروجين ب '' البودرة البيضاء'' التي تباع بنحو مليون و 500 ألف سنتيم للغرام الواحد ، فإذا كانت ال 701 كلغ من الكوكايين موجهة للاستهلاك بالجزائر فهذا يعني أن البلاد أضحت سوقا عالميا للمخدرات وخاصة هذا النوع الاكثر غلاء ، وهي فرضية قد يستبعدها البعض من المتتبعين والذين يعتبرون الجزائر مجرد مركز عبور لمثل هذه الكميات الكبيرة .