سلّطت مجلة الجيش في عددها الأخير على الذكرى السادسة والخمسون لعيدي الإستقلال والشباب. هذه الذكرى التي تشكل الفرصة المناسبة للتمعن في عمق رسالة نوفمبر وبعدها الشامل. وأكّدت المجلة في افتتاحية العدد 660 تحت عنوان الإستلهام من التضحيات والحفاظ على الأمانة، أن السيادة استرجعت. وأثبتت فشل كل جرائم الإستعمار الغاشم في إلغاء إرادة الشعب ومقاومته التي حمل مشعلها الغيورين عن الجزائر والمؤمنين بها. من الأمير عبد القادر مرورا ببوعمامة والمقراني إلى بن بولعيد وعميروش وغيرهم. و أنّ هذا الإحتفال فرصة أتاح لشعب برمته أن يلتحق بمسيرة التاريخ بعد أن اغتصبت أرضه وممتلكاته. ووقفت المجلة على ذكرى أروع انتصارات التي عاشها العصر الحديث وحققها الرجال في ثورة انفجرت في وجه الظلم والطغيان. وزلزل أركان الإحتلال. أينما كان بصداها القوي وأبعادها المؤثرة وأبهرت العالم بمبادئها الأصيلة. واستوقفت المجلة سند الشّعب الجزائري لجيش التحرير بمختلف فئاته وشرائحه. وكانت نتيجة ذلك وحدة وطنية وتكاثف وتماسك بين الشعب وجيشه. لبناء مستقبل جزائر مستقلة، كان أهمّها التكفل بمهمّتي الدفاع عن السيادة الوطنية والمساهمة في البناء الوطني في آن واحد. وقد كان الجيش الوطني الشعبي أحد أهم قوى التي أوكلت لها هذه المهمة، حيث اضطلع على عدة أدوار . والأكيد أن مرتبة الجدارة التي بلغها الجيش تجعل من أفراده البواسل في طليعة المواطنين الذين تفع على عاتقهم حماية الجزائر. والدفاع عنها والمحافظين على طابعها الجمهوري والمتمسكين بأداء مهامهم الدستورية على إكمل وجه. مستلهمين في ذلك العبرة من الرصيد الثري لجيش التحرير الوطني ومأثر البطولات الشهداء. الذين أناروا لهم الدرب للحفاظ على المكتسبات المحققة والسيرعلى نهج الرقي والتقدم. واسشهدت الإفتتاحية في هذا السياق على ما جاء على لسان الفريق نائب وزيرالدفاع الوطني رئيس الأركان قايد صالح. خلال إشرافه على حفل التخرج السنوي للدفعات بالأكاديمية العسكرية لشرشال يومي 30 جوان والفاتح من جويلية حين قال أن المرجعية التاريخية الوطنية والروحية هي ملهمة الجيش الشعبي الوطني وهي المصدر الذي يستوحي منه جوهر بناء استراتيجية المهنية والتطويرية. مخاطبا الطلبة المتخرجين، بأن عليهم من خلال كافة أفراد الجيش الوطني أن لاينسوا بأنهم أبناء ثورة عظيمة. وأنّ الإنجازات التي حققها الجيش ما كان لها، إلاّ أن تتجسد ميدانيا لولا وعي أفراده بالتاريخ الوطني. والمستوى الرفيع الذي بلغه الجيش في السنوات الأخيرة صواب وفعالية ونجاعة المقاربة الشاملة التي تبنتها القيادة العليا للجيش الشعبي الوطني. التي عجلت بتبوئه المكانة التي تليق به كسليل لجيش التحرير.