“النهار” تحقق في فضائح فساد وسوء تسيير بوحدة الرويبة المدير العام: “أنا خاطيني.. ومدير اتحاد تعاونيات الجزائر هو المسؤول” مدير اتحاد تعاونيات الجزائر: “عدد الساعات الإضافية خيالي.. وسنفتح تحقيقا” كشفت وثيقة تحصلت عليها “النهار”، عن فضيحة مدوية باتحاد تعاضديات الحبوب للجزائر العاصمة، التابعة للديوان الوطني للحبوب، حيث تكشف وثيقة عبارة عن كشف راتب مدير وحدة الرويبة بالعاصمة، لشهر أوت الماضي، عن تقاضيه أموالا ضخمة نظير عمله ساعات إضافية مضخمة، وهو نفس الحال بالنسبة لعدد من العمال والإطارات بنفس الوحدة. وحسب الوثيقة، فإن مدير وحدة الرويبة، الذي لا يحق له التحصل على نظير ساعات إضافية، بحكم أنه مسؤول في الوحدة من خلال منصبه كمدير لها، وتقاضيه لمنحة المسؤولية، يتحصل على مبالغ مالية معتبرة طوال أشهر السنة، نظير تضخيم عدد ساعات علمه الإضافية، حيث بلغ إجمالي عددها لشهر أوت فقط 246 ساعة، أي بمعدل يفوق 8 ساعات يوميا، زيادة على عدد ساعات عمله. وقالت مصادر مسؤولة من داخل مبنى إدارة ديوان الحبوب، إن تضخيم عدد الساعات الإضافية للحصول على أموال غير مستحقة، وما ينجم عنه من اختلاس وتبديد لأموال الديوان، قد بات أمرا معتادا في عدد من وحدات ديوان الحبوب، وبالأخص في وحدة الرويبة، التي يشرف عليها نجل مستشار المدير العام لديوان الحبوب. ويُظهر كشف رواتب مدير وحدة الرويبة، أن هذا الأخير يتلقى بشكل دوري أموالا معتبرة غير مستحقة، نظير تضخيم عدد عمله لساعات إضافية لا يستحقها أصلا بحكم القانون الداخلي للتعاونيات، حيث استفاد من تعويضات ومنح بنسبة 50 من المئة من 40 ساعة إضافية، وأخرى بنسبة 100 من 206 ساعة إضافية، أي بإجمالي 246 ساعة إضافية خلال شهر واحد فقط. وحسب الوثيقة التي تحوز “النهار” على نسخة منها، والصادرة عن مصلحة الأجور لاتحاد تعاضديات الحبوب الكائن مقرها في حسين داي، فإن مدير وحدة الرويبة يتقاضى أيضا منحة النقل، رغم أنه مستفيد بحكم منصبه كإطار بالديوان من سيارة الخدمة وسائق، إلى جانب استفادته كل شهر من دفتر وصولات الوقود. وتكشف هذه التجاوزات المسجلة في الوثيقة الرسمية، عن تجاوزات أخرى مسجلة بالجملة في وحدة الرويبة ووحدات أخرى، من خلال تضخيم عدد الساعات الإضافية لعدد من الإطارات والعمال، في ظل غياب أي رقابة أو عمليات تفتيش مالية وإدارية من طرف إدارة ديوان الحبوب. المدير العام: “أنا خاطيني.. ومدير اتحاد تعاونيات الجزائر هو المسؤول” حاول المدير العام للديوان الوطني المهني للحبوب، محمد بلعبدي، التهوين من القضية، وقال إن اتحاد تعاضديات الحبوب للجزائر العاصمة لها مديرها الخاص بها. وقال إنه المسؤول الأول على تسيير المؤسسة ووحداتها ومنها وحدة الرويبة محل الفضيحة. وكان من جملة ما قاله مدير عام ديونا الحبوب في محاولة منه لتهوين القضية والتهرب من الرد على ما أثرناه بشأن فضيحة تبديد أموال الديوان على مستوى وحدة الرويبة، هو أن كل عامل يريد أن يشتكي عليه بالتوجه إلى مفتشية العمل، وكأن الأمر يتعلق بنزاع اجتماعي بين الإدارة والعمال. وأصر بلعبدي على تفادي الخوض في القضية، بالقول من خلال تصريح خص به “النهار”، بالقول إن إدارة الديوان لا علاقة لها بتسيير التعاضديات والوحدات التابعة لها، مع العلم أن مدير وحدة الرويبة التي سجلت بها فضيحة تضخيم رواتب الموظفين والعمال والإطارات العاملين بها، يرأسها نجل مستشار المدير العام لديوان الحبوب. وقال المدير العام لديوان الحبوب، إن هناك عمليات تزوير لوثائق رسمية خاصة بالديوان من طرف أشخاص، بغرض إثارة البلبلة والمشاكل على حد قوله. مدير اتحاد تعاونيات الجزائر: “عدد الساعات الإضافية خيالي.. وسنفتح تحقيقا” قال المدير العام لاتحاد تعاضديات الحبوب للجزائر العاصمة، شين عبد الكريم، إن عدد الساعات التي سجلت بكشف راتب مدير وحدة الرويبة وغيره من كشوفات رواتب موظفين بالوحدة، هو رقم خيالي ولا يمكن لأي عامل العمل طول هذه المدة. وأضاف المدير العام، شين عبد الكريم، في تصريح خص به “النهار” ردا على سؤال بشأن فضيحة تضخيم وتزوير كشوفات رواتب موظفي ومسؤولي وحدة الرويبة، أن تعاضديات الحبوب لم يسبق لها وأن سجلت هذا الكم الهائل من الساعات الإضافية فقط. مضيفا أن الأمر يكون كذلك فقط بالنسبة للعمال المكلفين بمهمات خارج إقليم الولاية، وأن عدد ساعات العمل الإضافية خلال شهر بالموانئ لا يمكن أن يتجاوز 180 ساعة كحد أقصى، ولا يمكن أن يكون بشكل يومي وطيلة أيام وأشهر السنة. كما قال نفس المتحدث إن مصالحه ستقوم بعملية تحقيق على مستوى وحدة الرويبة للكشف عن أسباب تسجيل هذا الرقم الخيالي من الساعات الإضافية، وتبديد أموال الديوان.