شرعوا في الاعتصام داخل المركّب والمبيت ليلا بجوار سكة القطار لمنع مروره نقابة المؤسسة تتخوف من مصير المركب بعد توقف نشاط الفرن العالي بسبب الاحتجاجات عرف، ظهر أمس، مركب “سيدار الحجار” للحديد والصلب في عنابة، حالة من الغليان والذعر وسط العمال المحتجين، بعد إقدام أحدهم على تسلق الفرن العالي 2 بأعلى منطقة في المركب، محاولا الانتحار والرمي بنفسه داخل الفرن وسط مخاوف كبيرة من العمال، خاصة وأن المنطقة تعرف انبعاث غازات سامة من داخل الفرن. وقد تفاجأ العمال المحتجون، أمس، في حدود منتصف النهار وعشرة دقائق، بإقدام أحدهم من دون سابق إنذار بالتسلق إلى أعلى الفرن العالي محاولا الانتحار، بعد يأسه من عدم الاستجابة لمطالبهم التي دخلوا لأجلها في إضراب عن العمل واعتصام داخل المركب منذ الأحد من المنصرم. مطالبين بإدماجهم في عقود عمل دائمة، وتمكينهم من منحة 9 آلاف دينار جزائري التي تم الإعلان عنها قبل أشهر، خاصة وأن أغلبهم يشتغلون بالمؤسسة منذ جويلية لسنة 2015، بنمط عقود العمل ما قبل التشغيل “سيتيا” و”سي دي دي”، من دون تسوية وضعيتهم إلى غاية كتابة هذه الأسطر. وقد تدخل أعوان الحراسة والمراقبة “أس جي أس” لمحاولة إقناع العامل للعدول عن محاولته والنزول من تلك المنطقة المصنفة ضمن المناطق الممنوعة والخطرة في المركب، إلا أنه رفض ذلك. مما تسبب في إغماء شخصين من أعوان الحراسة الذين كانوا يحاولون إقناعه، بعد استنشاقهما للغازات السامة المنبعثة من الفرن، وأيضا لتواجدها في أعلى نقطة بالمركب. مما تطلب تدخل عاجل لوحدات الحماية المدنية الداخلية، وتحويلهما مباشرة إلى الاستعجالات الطبية لتلقي العلاج اللازم. وأعلن العمال المحتجون الذين تجاوز عددهم 300 عامل، عن اعتصامهم بالمركب والمبيت داخله، وبجوار السكة الحديدية لقطار نقل الحديد من الفرن العالي نحو المنطقة الساخنة للفرن ومنع مروره، إلى غاية الاستجابة لمطالبهم، مهددين بالتصعيد إذا التزمت الإدارة الصمت وتجاهلهم. ومن جهته، عبّر أمس، جامعي رضا، الأمين العام لنقابة “سيدار الحجار” ل”النهار”، عن استيائه من التزام الإدارة الوصية الصمت، وعدم تحقيق ولو أحد المطالب التي رفعها العمال المحتجون. وذلك ما زاد من غليانهم وغضبهم، إلى درجة محاولات الانتحار التي عرفها المركب خلال الأيام الماضية، آخرها التي شهدها المركب، ظهر أمس، إضافة إلى تصعيد العمال المحتجين والمبيت داخل المركب ومنع عبور قطار نقل الحديد. مما أضحى يهدد استقرار المركب ونشاطه الإنتاجي، خاصة وأن الفرن العالي 2 قد توقف عن العمل منذ حوالي خمسة أيام، وهي الوضعية التي تستوجب تدخلا عاجلا للسلطات العليا من أجل الجلوس على طاولة الحوار لمناقشة مطالب المحتجين والاستجابة لها.