ضابط وشرطي اخترقا الشبكة وتمكنا من توقيف 22 مهربا بينهم توانسة ومغاربة تمكنت الشرطة القضائية بمقاطعة الحرّاش، من تفكيك شبكة إجرامية دولية مختصة في تهريب المخدرات من نوع «القنب الهندي»، عبر الحدود المغربية لإدخالها إلى أرض الوطن. بغرض شحن جزء منها إلى الخارج والمتاجرة بالكميات المتبقية، حيث تضم الشبكة 22 عنصرا من جنيسات مغربية تونسية وجزائرية، يقودها مهرّب مغربي المكنى «الحاج»، الذي كان يموّل بارونا جزائريا يدعى «ي.مراد» بالقناطير المقنطرة من المخدرات، ليتولى هذا البارون إبرام الصفقات مع باقي أفراد الشبكة بالتراب الوطني، والذين كانوا مقّسمين كلُ حسب دوره، من دون معرفة هوية بعضهم البعض لتضليل القوات الأمنية. وقد كللت عملية اختراق الشبكة الإجرامية بواسطة عنصرين متسرّبين هما ضابط وعون شرطة، بالإطاحة المكنى «الشّلفي» الذي كان وسيطا بين البارون «مراد» والمهرّب المغربي «الحاج»، إلى جانب «ّدركي»ّ متقاعد من قسنطينة، كان مكلّفا بنقل السموم على متن مركبته من الحدود إلى غاية العاصمة، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 30 و48 مليون سنتيم. الإطاحة بعناصر الشبكة الإجرامية جاء عقب ورود معلومات للشرطة القضائية بالحراش، مفادها وجود شخص من جنسية مغربية يدعى «الصحراوي»، يقوم بتهريب المخدرات من نوع «القنب الهندي» عبر الحدود المغربية الجزائرية، وإدخالها إلى أرض الوطن، ومن ثمّ إعادة شحن كمية منها إلى خارج التراب الوطني، والكمية المتبقية يقومون بترويجها بالجزائر. وانطلاقا من استغلال هاتف المهرّب المغربي، اتضح وجود شبكة دولية مختصة في تهريب المخدرات، بمشاركة أفراد من جنسيات مغربية، تونسية وجزائرية، بقيادة البارون «الصحراوي». وبعد الحصول على الإذن بالتسرّب لأحد عناصرهم بالاسم المستعار «عصام» برفقة ضابط شرطة للفرقة المحققة باسم مستعار وهو «مراد»، لأجل اختراق هذه الشبكة وتفكيكها، إذ تمّ ربط علاقة بالمجموعة على اسم المهرّب «الصحراوي»، أين أوهمهم «عصام» بأنه ينشط في تهريب المخدّرات من الجزائر إلى فرنسا. طالبا منه تزويده بكميات من المخدرات لهذا الغرض، وهو العرض الذي قبل به البارون المغربي، طالبا منه التريّث إلى حين معاودة الاتصال به، إذ وبتاريخ 8 فيفري 2015، اتصل المهرّب المغربي من جديد مخبرا «عصام» بأنه سيرسل له أحد الأشخاص ليعرض عليه عيّنة من مادة «القنب الهندي»،من دون تحديد المكان بالعاصمة. ليتلقى العنصر المتسرّب مكالمة هاتفية من الوسيط جزائري الجنسية يدعى «الشلفي» بتاريخ 19 فيفري 2015، محددا له لقاء بمنطقة المحمّدية لتسليمه المخدرات المقدّر وزنها ب18.2 غ، التي وبعد تسلمها حوّلت إلى مخبر «شاطوناف» لإجراء الخبرة عليها، إذ حدد الوسيط سعر الكيلوغرام الواحد ب26 مليون سنتيم. أول صفقة بين شرطي والبارون «المرّوكي»، وبعد مرور يومين اتّصل الشرطي المتسرب بالمهرّب المغربي الذي اتضح أنه يدعى «الحاج»، ليحدّد له الأخير سعر الكيلو غرام الواحد ب12 مليون سنتيم فقط، ليغيّر رأيه في اليوم الموالي، ويحدّد له السعر النهائي ب18 مليون سنيتم،مخبرا إياه بأن الكمية بحوزة الوسيط «الشلفي»، هذا الأخير طلب من «عصام» دفع مبلغ 40 مليون سنتيم كتسبيق، مقابل 30 كلغ، إلى غاية استكمال الكمية المتبقية المقدرة ب70 كلغ، خلال الأسبوع المقبل. وفي اليوم الموالي اقترح البارون «الحاج» كمية أخرى من النوعية الجيّدة بوزن 100 كلغ مقابل ثمن أغلى، مقدّرا إياه ب1 مليار و8 مليون سنتيم. وتمكّن رجال الشرطة من تحديد هوية أفراد الشبكة الإجرامية، من خلال تقنية الهاتف النقال، بدءا بالوسيط المكلّف من طرف المهرّب «الحاج»، المكنى «الشلفي». والذي تبيّن أن اسمه الحقيقي هو «خ.خليفة» الذي كان وسيطا رئيسا بين بارون مخدرات جزائري مكلف بإبرام الصفقات وبين المهرّب المغربي «الحاج»، ومواصلة للتحريات بغرض الإطاحة ب«الشلفي» عاود «عصام» الاتصال به في تاريخ 2 مارس 2015 لأجل إتمام له الكمية المتبقية «70 كلغ»، ليخبره أن الكمية موجودة بالحدود المغربية بمنطقة «الحدادة»، في انتظار إدخالها. إذ وبعد حوالي شهر اتصل «الشلفي» ب«عصام» طالبا منه تحديد مكان الصفقة بالعاصمة، فاقترح عليه «العنصر المتسرب» مكان الالتقاء في حيدرة، إلا أن «الشلفي» أخذ كل وقته للتأكد من ملاءمة المكان لإبرام الصفقة، بالتنسيق مع «الحاج» قبل أن يعاود «الشلفي» الاتصال ب«عصام»، مخبرا إياه أن المموّل الحاج أرسل كمية وزنها 28 كلغ مع أحد الأشخاص وهو في طريقه إلى العاصمة، إذ في ظرف وجيز تلقى «الشلفي» مكالمة من النّاقل محددا له مكان الالتقاء بمحطة البنزين في بوفاريك، لتسليمه المخدرات مقابل 47 مليون سنيتم تكاليف النقل. «دركي متقاعد» يبرم صفقات المخدرات من المغرب إلى الجزائر وعليه نسج أفراد الأمن خطة محكمة لإطاحة بالمشتبه فيهم، إذ تمّ رصد سيارة مركونة بمحطة البنزين من نوع «فولكسفاغن» رمادية اللون، وعلى متنها الناقل، فتمّ توقيف الأخير برفقة الوسيط «خ. خليفة» المكنى «الشلفي، حيث عثر في الصندوق الخلفي للمركبة على طردين مغلفين بشريط لاصق يحتويان على عدّة قوالب لمادة «القنب الهندي»ّ. ومواصلة للتحريات، تبيّن أن أحد الموقوفين هو «دركي متقاعد» يعمل بنظام 24 على 48 بالمديرية الجهوية لدرك قسنطينة المسمى «ب.ب.عبد العالي» المكلف بعملية نقل المخدرات من الحدود المغربية إلى كل أنحاء الوطن لصالح أفراد الشبكة الإجرامية، فيما يتولى «خلفية «الوساطة. وقد كشف «الدركي» أن الطردين بهما 50 كلغ تسلمهما بواسطة البارون «الحاج» بجبل العصفور الحدودية وسط الأحراش، كما أن هذه الصفقة لا تعد المرة ألأولى، بل منذ 6 أشهر وهو يعمل لصالح الشبكة، أي منذ أن كان حارس بالحدود برتبة «متقدم»، أين نسج علاقات مع مهرّبي «المازوت» «الحلاّبة»، كما أنه يقبض مبلغ 17 ألف دج للكيلو غرام الواحد، مضيفا الموقوف أنه عائدات المخدرات المهرّبة يشتري بها المازوت و«المالبورو» لإدخالها إلى المغرب. سقوط البارون مراد» مهندس الصففات وقد تمّ الإطاحة بباقي أفراد الشبكة الإجرامية، من خلال استجواب «خ.خليفة» الذي ذكرهم تباعا، من بينهم المدعو «ب.لطفي» من جسر قسنطينة، أُوقف يوم 9 ماي 2015، والمدعو «ب.حمودة» دركي متقاعد المنحدر من تبسة، أوقف بالمنطقة الصناعية بواد السمار إثر كمين محكم على متن سيارته من نوع «كيا ريو». وعنصر آخر هام يدعى «عبد القادر المغربي» المكلف بجمع الأموال عائدات المتاجرة من عند «لطفي» الذي أوقف بمنطقة أولاد فايت، على متن سيارته «بيحو 308»، وهو بصدد تسلم مبلغ 200 مليون سنيتم، إذ كشف الموقوف بعدها أن الأموال يسلمّها لعنصر هام بالشبكة لكونه «أمين الصندوق» يدعى «السعيد»، مقيم بمغنية. عن طريق ابن حيّه المدعو «ن.يوسف» الذي أوقف هو الآخر بشركة التبغ بالشراڤة التي تعدّ ملكه، كما تمّ توقيف المدعو «ح.عبد الرزاق» بمقر إقامته في تبسة، الذي تبين أن له علاقة بشخص يدعى «فاتح المغربي»، واستمرت عملية اختراق الشبكة إلى غاية توقيف الشخص المكلف بالتهريب عبر الحدود المغربية المدعو «ي.مراد» في حالة تلبس بحيازة 8 طرود من القنب الهندي.