فتحت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء شرق العاصمة، ملف عصابة إجرامية اتخذت من الجزائر مركز عبور في نقل المخدرات من صنف القنب الهندي من نحو تونس وليبيا ما مكن من توقيف عدد من أفراد بعد إحباط عملية نقل شحنة بلغ وزنها 101 كلغ و400 غرام مخبأة في سيارة سياحية تم ضبطها بنواحي جسر قسنطينة قادمة من وهران. وتم الكشف عن حيثيات هذه القضية بتاريخ 12 نوفمبر 2015، من قبل مصالح أمن وادي الكرمة ببلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، لدى توقيفها شابا ينحدر من بلدية باب الزوار قادما على متن سيارة سياحية من طراز "بارتنر" من وهران في حدود الساعة السابعة صباحا، وبإخضاعه وسيارته لعملية التفتيش عثر بالمركبة على كمية من القنب الهندي بلغ وزنها الإجمالي 101 كلغ و400 غرام، ليحال على إثرها على ذمة التحقيق، غير أنه فنّد صلته بها، مؤكدا أن السيارة ملك لصديقه (ق.ج) المكنى "المونغول" وهو يقيم بمدينة عين الترك بوهران حتى يعود على متنها إلى محل إقامته بباب الزوار بعدما لبى دعوته لحضور حفلة عيد ميلاده التي أقامها هناك، حيث ظل بمسكنه في وهران مدة يومين. واستمرارا للتحقيق، تمكنت الضبطية القضائية من تحديد هوية متورطين آخرين بينهم أشخاص التقاهم هناك بينهم مغترب بفرنسا وآخر يدعى (ح.ز). وتبين أن المتهم الموقوف تولى قيادة السيارة أربع مرات متتالية، وخلال اثنتين منها رافقه على متنها مالكها وتوجها نحو مدينة الونزة بمدينة تبسة، وقاما خلالها بنقل كميات من المخدرات بمساعدة شخصين ويتعلق الأمر بكل من (د.ن.د) والمكنى "محمد التونسي" فيما تولى (ر.ح) تأجير لهم مستودع لتخزينها لفائدة المدعو (أ.ز) الذي ينحدر من مدينة زرالدة وهو الآن في حالة فرار. كما أوردت التحقيقات، أن ملاك السيارة (ق.ج) كان يسلم سيارته للمكنى "محمد المغناوي" ليتولى تعبئتها بالمخدرات ومن ثمة يعيدها له ليسلمها بدورها وينتقل على متنها رفقة المتهم الأول لتسليمها للمدعوين (د.ن.د) و(ح.ز) اللذين يتكلفان بنقلها وتهريبها نحو ليبيا لتسلم للمكنى "الحاج الليبي". كما كشفت التحريات أن كميات المخدرات التي كان يتولى نقلها وتهريبها أفراد هذه الشبكة كانت تجلب من المغرب من قبل (ا.أ) ذي أصول جزائرية مقيم بالمملكة المغربية يعمل تحت لواء البارون (أ.ز) الذي كان ينتقل إلى مدينة مغنية بتلمسان لإتمام صفقات استلام وتسليم المخدرات. وقادت التحريات الأمنية لتوقيف 6 من أفراد هذه الشبكة فيما ظل اثنان آخران في حالة فرار. وخلال التحقيق، أفاد مالك السيارة بأن نشاطه كان ينحصر في سمسرة السيارات والدراجات النارية ليضطر لولوج عالم تجارة المخدرات بسبب مواجهته لأزمة مالية آلت لتفاقم ديونه مع مصالح الجمارك إذ بلغت إجمالا ما قيمته 2 مليار و400 مليون سنتيم. مؤكدا أن (أ.ز) و(د.ن.د) هما من عرضا عليه نقل المخدرات من وهران نحو منطقة بئر العاتر بتبسة مقابل نيله عمولة قدرها 250 مليون سنتيم عن كل عملية، هو ما جعله يرحب بالعرض وكان المكنى "محمد المغناوي" يتولى تجهيز السيارة بالممنوعات ليسلمها للمدعو (م.ح) لينقلها له مقابل نيله حصة 50 مليون سنتيم. غير أن ذات المتهم تراجع بعدها عن سابق اعترافات، كما تناقضت تصريحاته وتصريحات باقي المتهمين خلال مثولهم للمحاكمة أمام محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء شرق العاصمة، محاولين التنصل من مسؤوليتهم الجنائية بما فيهم المتهم الأول الذي فند صلته بالمخدرات، فيما أكد تعرضه لمضايقات داخل أسوار المؤسسة العقابية، وهو ما لم يرق للنيابة التي التمست عقاب كل واحد منهم بالسجن المؤبد عن ارتكابهم جناية ترويج المخدرات في إطار جماعة إجرامية منظمة.