حرّض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إيطاليا وإسبانيا، على دفع الفدية للجماعة السلفية للدعوة والقتال، والإستجابة للشروط التي رفعتها هذه الأخيرة نظير إطلاق سراح رعايا إسبان وإيطاليين، جرى اختطافهم في مالي وموريتانيا من طرف عناصر التنظيم الإرهابي المذكور. وقال ساركوزي في حديث نقلته عنه وكالة رويترز للأنباء، إنه لا يريد أن ينسى ''أنه ما زال هناك رهائن آخرون في المنطقة، إسبان وإيطاليون، تحتجزهم تلك الجماعات الإرهابية المنتشرة في منطقة الساحل''، قبل أن يضيف بلغة تحريضية واضحة وجلية بالقول أن: ''كل الدول التي بوسعها أن تفعل هذا يجب أن تعمل من أجل الإفراج عنهم''. وبدا من خلال تصريحات ساركوزي لا مبالاته واستخفافه برد الفعل الجزائري تجاه قيام الحكومة الفرنسية بدفع قيمة الفدية التي طلبها خاطفو الرهينة الفرنسي بيار كامات، الذي أطلقت الجماعة السلفية سراحه قبل أيام، بعد استجابة باريس إلى شروطها، في مخالفة واضحة للأعراف والمواثيق الدولية التي تجرّم تقديم أموال الفديات للجماعات الإرهابية في العالم. وبدا واضحا أن ساركوزي أضاف لاستخفافه بالسلطات الجزائرية وعدم مبالاته برد فعلها، وقاحة أخرى عندما راح يحثّ ويحرّض السلطات الإسبانية والإيطالية، على أن تحذو حذو فرنسا بتقديم فدية للجماعة السلفية للدعوة والقتال، بدعوى السعي لتحرير الرهائن الإسبان والإيطاليين المحتجزين لديها. ومن المرتقب أن تشكّل تصريحات ساركوزي منعرجا حاسما في تحديد نوعية العلاقة التي تربط بين الجزائر وباريس، خصوصا وأن التصريحات تلك عبرت بحق عن استمرار فرنسا في التعاطي مع الجزائر، من منظور الفوقية والتعالي، المطبوع بالنظرة الإستعلائية المشبّعة بالفكر الإستعماري.